+ A
A -
إعداد – محمد الجزار
40 عاما فقط.. كانت هي رحلة نجم البلاك ستارز الغاني جونيور أجوجو في الحياة، رحل بعدها وحيدا عن دنيانا بشكل مفاجئ وصادم لكل من يعرف هذا اللاعب، قضى منها 5 سنوات كاملة في صراع شرس مع المرض، وغياب شبه نسبي بسبب سكتة دماغية جعلته غير قادر على التواصل مع أصدقائه ومحبيه، وكل من يعرفه، ليكتفي بالرحيل وحيدا، بعدما قضى آخر أيامه بجوار والدته التي ظل معها حتى غادر دنيانا.
مسيرة النجم الغاني والأندية التي لعب لها ورحلته مع المرض نرصدها في هذا التقرير المطول، والذي يكشف نجومية هذا اللاعب ونجاحاته المميزة مع الأندية التي لعب لها وأيضا مع منتخب غانا في السطور التالية.
رحّالة كروية
حياة أجوجو لاعب الزمالك السابق الكروية لم تعرف الاستقرار، أدق ما يوصف به، أنه كان رحّالة كروية، ينتقل من نادٍ إلى آخر، ومن دولة إلى أخرى، بدأ مسيرته الكروية في شيفيلد وينزداي الإنجليزي في عام 1997، ولعب معهم حتى عام 2000، وشارك معهم في مباراتين، وخلال هذه الفترة أعير إلى أكثر من ناد، حيث أعير إلى نادي أولدهام أثلتيك الإنجليزي في عام 1999، ولعب معهم مباراتين، وفي عام 1999 أعير إلى نادي تشستر سيتي الإنجليزي، ولعب معهم 10 مباريات وسجل 6 أهداف، وفي عام 1999 أعير إلى نادي تشيسترفيلد، ولعب معهم 4 مباريات، وفي موسم 1999/‏‏‏2000 أعير إلى نادي لينكولن سيتي أف سي، ولعب معهم 3 مباريات وسجل هدفا واحدا.
مسيرة احترافية
وفي عام 2000 انتقل أجوجو لاعب الزمالك السابق إلى نادي شيكاغو فاير الأميركي، ولعب معهم مباراة واحدة، وفي عام 2000 انتقل إلى نادي كولورادو رابيدز الأميركي، ولعب معهم حتى عام 2001، وشارك معهم في 32 مباراة وسجل 15 هدفا، وفي عام 2001 انتقل إلى نادي سان خوسيه إيرثكويكس الأميركي، ولعب معهم 14 مباراة وسجل 6 أهداف، وفي عام 2002 انتقل إلى نادي كوينز بارك رينجرز الإنجليزي، ولعب معهم مباراتين. وفي موسم 2002/‏‏‏2003 انتقل إلى نادي بارنت الإنجليزي، ولعب معهم 39 مباراة وسجل 21 هدفا، وفي عام 2003 انتقل إلى نادي بريستول روفيرز الإنجليزي، ولعب معهم حتى عام 2006، ولعب معهم 126 مباراة وسجل 41 هدفا، وفي عام 2006 انتقل لللعب مع نادي نوتنغهام فوريست الإنجليزي.
أجوجو مع الزمالك
وفي عام 2008 انتقل إلى نادي الزمالك المصري ولم تكتب لتجربته النجاح، لينتقل للعب لنادي أبولون ليماسول. وقد ثارت مشكلة قضائية بين اللاعب ونادي الزمالك المصري، وقد حكم «الفيفا» للاعب بأحقيته في مليون و800 ألف دولار كتعويض، تم تخفيضهم بالاتفاق بين الطرفين إلى نصف المبلغ.
وأنهى أجوجو مشواره مع نادي «هيبرنيان» في عام 2012، بعد أن شملت حياته الرياضية محطات كان من بينها الولايات المتحدة وقبرص ومصر. وقد مثّل لاعب الزمالك منتخب غانا في الفترة ما بين 2006 و2010، واستطاع حسم المركز الثالث لمنتخبه في بطولة كأس الأمم الإفريقية 2008.
رحلة مع المرض
بعد اعتزاله بعامين، أصيب «أجوجو»، في عام 2015، بسكتة دماغية، وعلى مدار العامين الماضيين، حرص على العيش بجوار والدته حتى تتحسن حالته الصحية، وهو من فقد التحدث بأريحية جراء إصابته.
نشرت صحيفة The Guardian البريطانية نص الحوار الذي أجرته BBC مع «أجوجو»، كشف فيه تفاصيل ما ألمّ به، والطرق التي حاول من خلالها استعادة عافيته.
«فجأة جلست ولم أعد قادرًا على التحدث أو التفكير، شيء ما حدث لي، ذهبت إلى عالم آخر لا معنى له»، بهذه الكلمات افتتح «أجوجو» حديثه، مردفًا: «تم نقلي بسيارة الإسعاف إلى المستشفى الجامعي، وأجروا لي أشعة على المخ، ليكتشف الأطباء وجود جلطة دموية في دماغي». قرر الطبيب المعالج وقتها إجراء تدخل جراحي لاستئصال التجلط الدموي، وبدأ في إجراءات نقله من المستشفى الجامعي، في تمام السادسة مساءً، إلى أخرى في جنوب غرب لندن. عند خروجه من غرفة العمليات شرح له الطبيب تفاصيلها، بإدخال سلك رفيع من أعلى منطقة الفخذ، مع إيصاله إلى الفص الأيسر للمخ، وبه استطاع إزالة التجلط الدموي، كل هذه الأمور فهمها «أجوجو»، لكنه لم يستطع أن يتحدث: «استطعت فهم تفاصيل العملية، لكن لم أستطع أن أقول أي شيء».
فقدان القدرة على الكلام
يشرح «أجوجو» متلعثمًا: «كانت الجلطة في منطقة الكلام في دماغي، وتم تشخيص حالتي على أنها (حبسة تعبيرية)»، وتابع: «فقدان القدرة على الكلام يؤثر على المصابين بشكل فردي، لا يستطيع البعض أن يتحدثوا أو يقرأوا أو يكتبوا أو يفهموا بوضوح، حتى لا يتمكنوا من التواصل على الإطلاق، فبعضهم يعاني من مشاكل في الكلام، ولكنهم لا يتعرضون لأي أذى». يقول «أجوجو» إنه لا يستطيع فهم ظاهرة فقدان القدرة على الكلام، مكتفيًا بتذكر الفترة التي قضاها داخل المستشفى: «كنت أستطيع الاستماع إلى الموسيقى بالسماعات، ولكن لم أستطع فهم كلمات الناس من حولي أو على شاشة التليفزيون». تابع: «لكن يمكنني أن أقرأ ببطء، وحاولت الاستماع وفهم ما يُقال في رأسي، كما جلب الأصدقاء لي كتب الرسوم البيانية، وأعدت قراءة رواية (مزرعة الحيوان)، فيها فهمت كل ما قاله جورج أورويل»، موضحًا أن الطبيب طلب منه قراءة جملة من صفحة ما، في البداية فهم ما فيها، لكن ما نطق به كان غير مفهوم لمن حوله. في تلك الفترة العصيبة لقي «أجوجو» تشجيعا كبيرا من قِبَل عائلته وأصدقائه، كما كشف ما كان يفعله في حال عدم قدرته على كتابة جملة أو نطق كلمة: «قضيت أسابيع لإعادة التأهيل العصبي، كان يوجد ما يسمى بـ (علاج الكلام المكثف)، فيها عُرضت عليّ الصور التي يستخدمها المعالجون، تبدو وكأنها من كتب المدارس الابتدائية، وبعد العودة إلى المنزل كانت لدي بدائل، عملت بجد وقرأت بشكل مكثف، حتى تحسن خطابي تدريجيًا». حسب ما ذكره الأطباء لـ«أجوجو» فإن خلايا المناطق التالفة بدماغه تتجدد، وبذلك يستطيع العودة إلى ما كان عليه، لكن توقيت ظهور الخلايا الجديدة وتكوينها غير معلوم. في نهاية الحوار، أشارت BBC إلى أن «أجوجو» يعيش حاليًا مع والدته، ويقضي أغلب أوقاته باللعب مع كلبه، أو يلازم فراش غرفته، لكن وصفه التقرير في النهاية: «يبدو أنه فقد ثقته بنفسه، يريد أن يكون في مكان ما.. لكنه لا يستطيع»، وظل على هذا الحال حتى وافته المنية، متأثرًا بإصابته.
نعي وتعازي
وقد نعت أندية سابقة، لعب أجوجو في صفوفها، اللاعب الغاني على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكتب نادي «نوتنغهام فوريست» تغريدة على موقع تويتر قال فيها: «أرقد في سلام يا جونيور، لقد حزن نادي نوتنغهام لسماع نبأ وفاة مهاجمه السابق جونيور أجوجو».
وأضاف النادي: «تعازينا جميعا في النادي لأسرة أجوجو والأصدقاء في هذا الوقت الحزين». كما نعى نادي الزمالك المصري على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك لاعبه السابق. وكتب نادي «بريستول روفرز» تغريدة مواساة قال فيها: «أرقد في سلام يا أجوجو، أسطورة النادي سجل 41 هدفا في 126 مباراة. تعازينا لأسرته والأصدقاء في هذا الوقت». ونشر نادي شيفيلد وينزداي نعيا للاعبه السابق على موقع تويتر، قال فيه إن النادي يعبر عن حزنه بعد علمه بوفاة اللاعب السابق جونيور أجوجو.
copy short url   نسخ
24/08/2019
1625