+ A
A -
فلسطين - الوطن - أمين بركة
وجه مختصون ومواطنون فلسطينيون رسالة شكر وعرفان لدولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، على ما تبذله من جهود حثيثة من أجل تلبية احتياجات قطاع غزة الضرورية، لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها السكان جراء الحصار الجائر الذي تفرضه إسرائيل عليهم منذ 12 عاما، وقد كان آخر هذه المشاريع الإغاثية وضع حجر الأساس لبناء مركز المرحومة نورة راشد محمد الكعبي لغسيل الكلى شمال قطاع غزة.
واحتفلت اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة ووزارة الصحة الفلسطينية، أمس السبت، بوضع حجر الأساس لمشروع مركز المرحومة نورة الكعبي لغسيل الكلى، وذلك في المستشفى الإندونيسي بمحافظة شمال قطاع غزة. وشارك في الاحتفال المهيب كل من: رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة سعادة السفير محمد العمادي، ووكيل وزارة الصحة الفلسطينية يوسف أبو الريش، وحشد كبير من المسؤولين والأعيان ونواب المجلس التشريعي والسكان.
وأثنى المشاركون في الاحتفال على دور دولة قطر أميرا وحكومة وشعبا في دعم الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة، مشددين على أن القطاع الصحي بقطاع غزة يعد من أهم القطاعات الحيوية التي تسعى الدوحة للمساهمة في بنائها وتطويرها، فقد قامت ببناء وإعادة تأهيل عشرات المنشآت الصحية في غزة، سواء كانت مستشفيات أو مراكز صحية.
ويهدف مشروع بناء مركز المرحومة نورة راشد محمد الكعبي لغسيل الكلى، إلى خدمة شريحة واسعة من مرضى الكلى في قطاع غزة، وتوفير الخدمات التخصصية الدائمة لهم، وتقديم الرعاية اللازمة التي يحتاجونها على صعيد العلاج والرعاية، لا سيما أن قطاع غزة بحاجة ماسة إلى هذا المركز في ظل النقص الكبير في الأدوية والمعدات اللازمة لمرضى الكلى، إضافة إلى الانقطاع المتكرر للكهرباء ونقص الوقود الأمر الذي يؤثر على عمل المستشفيات التي يتوفر فيها أقسام صغيرة تعالج مرضى الكلى، كما أن مرضى الكلى في محافظة شمال قطاع غزة التي تم تأسيس المركز فيها، يقطعون مسافات طويلة من أجل تلقى العلاج في ظل عدم وجود مركز لغسيل الكلى في محافظتهم. ويتكون المركز من ثلاثة طوابق مجهزة بكامل المعدات اللازمة وبطاقة 40 جهازا لغسيل الكلى، وسيتم بناؤه على مساحة 550 مترا مربعا وبتكلفة اجمالية 1.7 مليون دولار.
وفي هذا الصدد، قال سعادة السفير القطري محمد العمادي إن المشروع يأتي من منطلق حرص دولة قطر، ممثلة بأميرها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، على تخفيف تداعيات الحصار على الشعب الفلسطيني في غزة، وأهمها القطاع الصحي وتعزيز الرعاية الصحية المقدمة للمرضى. وتمنى العمادي أن يساهم المركز الجديد في الحد من معاناة مرضى الفشل الكلوي وتلقيهم خدمة ذات جودة مميزة.
خدمات مميزة
وعبر وكيل وزارة الصحة د. يوسف أبو الريش عن شكره وتقديره إلى دولة قطر أميرا وحكومة وشعبا ومؤسسات على ما يقدمونه من دعم كبير لخدمة قطاع غزة، لافتا إلى أن قطر لديها جهد كبير ودعم سخي وواضح في كل القطاعات في غزة على وجه الخصوص.
وقال إن المشاريع القطرية تعمل على إحداث أثر نوعي وكبير في مجال الخدمات الصحية، ونحن اليوم إذ نضع حجر الأساس لهذا المشروع الذي يحمل اسم مركز المرحومة نورة راشد محمد الكعبي لغسيل الكلى، نقدم هذه البشرى لأهلنا في قطاع غزة خاصة مرضى الفشل الكلوي بهذا المركز المتخصص، الذي به نكمل الخدمات المقدمة بالمستشفى الإندونيسي. وأشار وكيل وزارة الصحة إلى أن هذا المركز سيخدم عشرات المرضى بالفشل الكلوي، وسيخفف من معاناتهم بالتوجه للمستشفيات البعيدة عن مناطق سكناهم لتلقي جلسات الغسيل والذي تمتد لساعات الفجر الأولى.
جهد مقدر
من جهته، حيا د. أشرف أبومهادي، مدير عام التعاون الدولي في وزارة الصحة الفلسطينية، جهود دولة قطر في دعم الشعب الفلسطيني، لا سيما قطاع غزة المحاصر.
وخلال حديثه مع الوطن، أشار أبومهادي إلى دور الدوحة في خدمة القطاع الصحي في غزة، فهي قامت ببناء مستشفى صاحب السمو الأمير الوالد للتأهيل والأطراف الصناعية، وإنشاء العديد من المراكز والمختبرات الصحية، والتعاقد مع استشاريين في تخصصات جراحة القلب وطب الأطفال حديثي الولادة والمسالك البولية، وكذلك إطلاق برامج لتطوير قدرات الكوادر المحلية، واستضافة أطباء فلسطينيين للدراسة في دولة قطر، وذلك بهدف علاج المرضى وتقديم الخدمة لهم، بالإضافة إلى تدريب الكوادر الفلسطينية التي حرمت من الخروج والسفر للتدريب خارج غزة بسبب الحصار، وغيرها الكثير من الخدمات، كما أنها قدمت شحنات من الأدوية، بالإضافة إلى دعم مستشفيات غزة بالوقود، وتقديم أجهزة طبية.
ولفت أبو مهادي إلى أن مشروع مركز المرحومة نورة راشد الكعبي من شأنه التخفيف من أوجاع مرضى الكلى في شمال قطاع غزة، فقد عانى هؤلاء المرضى كثيرا بفعل الألم والسفر المتكرر إلى مناطق بعيدة عن أماكن سكناهم وما يتكبدونه من تكاليف في العلاج، كما أن أقسام مرضى الكلى في مستشفيات القطاع تعاني بفعل الانقطاع المتكرر للكهرباء ونقص الوقود وشح الأدوية، وهذا المشروع الذي تكفلت دولة قطر ببنائه وتجهيزه بشكل كامل من شأنه أن يسهم بشكل كبير، بإذن الله تعالى، في التخفيف عن هؤلاء المرضى. وأوضح أن الجهود القطرية المميزة أسهمت في التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي بعيشها قطاع غزة، كما أنها طورت البنية التحتية للقطاع بما يخدم معظم السكان، وقال: نشكر دولة قطر على الجهود الكبيرة التي بذلتها على مدار السنوات الماضية من أجل التخفيف من معاناة الغزيين.
باع طويل
من ناحيته، قال المواطن نور محمد إن دولة قطر لها باع طويل ومشرف في دعم قطاع غزة، كما أنها الدولة الوحيدة التي مازالت تواصل هذا الدعم بدون أي شروط مسبقة، لافتا إلى أن دعم دولة قطر لمثل هكذا مشاريع يعطي دلالات واضحة للجميع على عمق العلاقات الأخوية والمميزة بين الشعبين القطري والفلسطيني. وخلال حديثه مع الوطن، أشار محمد إلى أن الدوحة قامت بجهود مشرفة في دعم القطاع الصحي بالقطاع وعلى رأس هذه الجهود إنشاء وحدات صحية وعلى رأسها مستشفى الأطراف الصناعية الوحيد في قطاع غزة، بالإضافة إلى تدريب وتأهيل الكوادر الطبية، كما أن تأسيس مركز المرحومة نورة راشد الكعبي سيعمل على التخفيف من معاناة المرضى بغزة ويوفر عليهم الكثير من الوقت والجهد والمال.
قطر الخير
من جانبه، قال المواطن رامي زقوت إن مشروع مركز المرحومة نورة راشدالكعبي لغسيل الكلى مهم وحيوي خاصة أنه يستهدف علاج شريحة تعاني الأوجاع الكبيرة، كما أنه يأتي في إطار المبادرات القطرية لإغاثة الغزيين وتلبية الاحتياجات الإنسانية الضرورية لهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها.
وأثنى زقوت خلال حديثه مع الوطن، على الدور القطري المميز في دعم الشعب الفلسطيني وإدخال الفرحة إلى قلوب المحتاجين من خلال دعمهم والوقوف بجانبهم.
ونفذت قطر عدة مشاريع صحية في القطاع للمساهمة في بناء قدرات وزارة الصحة الفلسطينية، منها: تجهيز مختبرات طبية متخصصة في مؤسسات التعليم الطبي بالقطاع، تعنى بالتمريض وأبحاث السرطان والسموم وصيانة الأجهزة الطبية، بالإضافة إلى بناء قدرات الكوادر الطبية للتعامل مع الأزمات والكوارث المتكررة في قطاع غزة مثل الحروب.
ويؤكد الفلسطينيون بمختلف أطيافهم ومشاربهم السياسية أن دولة قطر تعتبر من أكثر الدول دعما للقضية الفلسطينية؛ فالأيادي القطرية البيضاء والنقية تمتد لتقدم العون والمساعدة للشعب الفلسطيني لتثبيته على أرضه، وتعزيز صموده في وجه سلطات الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في قطاع غزة. ولا ينسى الشعب الفلسطيني أن دوحة الخير معروفة بأنها كعبة المضيوم لوقوفها ضد الظلم والطغيان ودعمها لقضايا الشعوب وحريتهم وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وتعد دولة قطر الوحيدة التي لم تخضع مشاريعها أو برامجها الداعمة للفلسطينيين لأي شروط أو مطالب أو محددات أو سقف، بل تركت تحديد الأولويات والتفاصيل الهندسية والفنية للمؤسسات الفلسطينية.
ولعل ما يحسب لدولة قطر أنها من أكثر الدول التي علا صوتها في جميع المحافل الدولية وبدون كلل أو ملل من أجل إيجاد حل عادل وشامل ودائم للقضية العرب الأولى، كما يسجل لدولة قطر أنها لم تتخل أو تتآمر كما فعلت بعض الدول الأخرى من أجل تصفية القضية الفلسطينية. وقدمت دولة قطر الدعم المالي والمعنوي والسياسي للفلسطينيين على كل الأصعدة، فكانت اليد القطرية الأولى التي بادرت إلى مساعدة قطاع غزة المحاصر.
copy short url   نسخ
25/08/2019
977