+ A
A -
الدوحة- الوطن
حققت مبادرة خدمات الترجمة للمرضى، التي أطلقها المستشفى الكوبي التابع لمؤسسة حمد الطبية العام الماضي، نجاحاً ملحوظاً، وقد استفاد آلاف المرضى والمراجعين بالمستشفى من خدمات الترجمة على مدار الساعة، بهدف تحسين التواصل بين المرضى من متحدثي اللغة العربية وكوادر الرعاية الصحية الكوبية العاملة بالمستشفى. تتضمن هذه المبادرة توفير خدمات الترجمة الفورية والترجمة عبر الهاتف، ويقدمها فريق من المترجمين يجيدون اللغات العربية والإسبانية والإنجليزية.
وفي هذا السياق، قالت السيدة ليزا راينبيرجر، مدير خدمات إدارة المعلومات الصحية بالمستشفى الكوبي، إن خدمة الترجمة ساهمت في تحسين تجربة المرضى في أقسام الطوارئ والعيادات الخارجية ووحدات المرضى الداخليين بالمستشفى، كما ساهمت في تحسين مستوى أمن وسلامة الرعاية المقدمة للمرضى. وأضافت أنه منذ إطلاق الخدمة، فقد انخفضت معدلات التأخير، كما تحسن مستوى تقديم الرعاية الصحية بصورة إجمالية، حيث أسهمت خدمة الترجمة في التغلب على العديد من التحديات المرتبطة بصعوبة التواصل بين المريض والطبيب، بسبب حاجز اللغة.
وتابعت ليزا راينبيرجر قائلة: «هناك ميزة فريدة يختص بها المستشفى الكوبي، وهي أن الكوادر الطبية والتمريضية بالمستشفى تتحدث اللغة الإسبانية كلغة أولى. وعلى الرغم من إجادة كثير من أعضاء فريق العمل بالمستشفى الكوبي للغة الإنجليزية، فإن عدد الكوادر الطبية التي تجيد العربية يظل محدوداً».
وأردفت: «قد يتسبب حاجز اللغة في تعقيد عملية التواصل بين المريض والطبيب، إلا أن خدمة الترجمة تتيح للمرضى من متحدثي اللغة العربية طرح الأسئلة التي تراودهم والحصول على المعلومات الطبية من الفريق الطبي باللغة العربية، حيث يصبح المترجم بمثابة صوت المريض؛ مما يسهل من عملية التواصل بينه وبين الطبيب».
وقالت: «لقد شهدنا تحسناً ملحوظاً منذ بدأنا تقديم هذه الخدمة، وتحديداً فيما يتعلق بخفض معدل الانتظار والتأخير في عياداتنا الخارجية، حيث يمكن للمترجمين التحدث مع المرضى بلغتهم الأصلية، ومن ثم ترجمة ما يقولونه مباشرة للطبيب بلغته الأصلية، وهو ما يضمن التواصل الفعال بين الطبيب والمريض ويحد من فرص حدوث سوء فهم خلال عملية التواصل. لقد استفاد الكثير من المرضى بالفعل من خدمة الترجمة الفورية، وخاصة المرضى من متحدثي اللغة العربية الذين يمثلون شريحة كبيرة من المرضى الذين نقدم لهم خدماتنا الطبية». ومنذ عام 2017، شهدت العيادات الخارجية بالمستشفى الكوبي زيادة بمعدل 30 في المائة في عدد المرضى من متحدثي اللغة العربية.
جدير بالذكر أن المستشفى الكوبي قد افتتح في يناير من عام 2012، في إطار مشروع مشترك بين حكومتي دولة قطر وكوبا، ويعمل بالمستشفى أكثر من 450 من كوادر الرعاية الصحية الكوبية.
يقدم المستشفى الكوبي جميع الخدمات الطبية والجراحية ضمن أكثر من 25 تخصصاً، وقد شهد المستشفى زيادة ملحوظة في عدد الزيارات العلاجية للمرضى على مدار تلك السنوات، حيث بلغ عدد الزيارات العلاجية للمستشفى في عام 2018 أكثر من 85 ألف زيارة بقسم العيادات الخارجية، ونحو 6500 زيارة لوحدات المرضى الداخليين، بالمقارنة مع 63 ألف زيارة للعيادات الخارجية و4700 زيارة لوحدات المرضى الداخليين خلال عام 2016. كما شهد المستشفى الكوبي نمواً بمعدل 35 في المائة في عدد العمليات الجراحية التي أجريت بالمستشفى منذ عام 2016.
من جانبه، قال السيد فيليب لوين، الرئيس التنفيذي للمستشفى الكوبي، إن فهم منظومة عمل المستشفيات بشكل عام والاستفادة من خدماتها قد يمثل تحدياً لبعض المرضى، وخاصة خلال الحالات الطارئة، وقد يتزايد حجم الصعوبات بالنسبة للمريض في حال واجه مشكلة تتعلق بحاجز اللغة، وهو ما يزيد من أهمية الدور الذي يقوم به المترجمون في العمل كحلقة وصل بين المريض والطبيب تسهل التواصل فيما بينهم.
وأضاف السيد لوين: «لقد أدركنا وجود حاجة لضمان تواصل مناسب بين مرضانا وكوادرنا الطبية، ولذلك سعينا لتوظيف مترجمين فوريين يجيدون اللغات العربية والإسبانية والإنجليزية، وقد وجدنا أن هذه المهارات متوفرة بصورة أكبر في دول المغرب العربي، وتحديداً المغرب وموريتانيا وتونس».
وأردف: «واليوم نقدم هذه الخدمة على مدار الساعة كما نوفر للمرضى خدمة الترجمة عبر الهاتف، وهي خدمة فعالة للغاية، خصوصاً خلال فترات الذروة. لقد تلقينا ردود فعل إيجابية للغاية من المرضى والأطباء أيضاً على خدمة الترجمة، حيث نلمس منهم دائماً الإشادة والتقدير لهذه الخدمة والقائمين عليها، وخاصة خدمة الترجمة عبر الهاتف».
وقد توسعت خدمة الترجمة التي بدأ تقديمها للمرة الأولى في منتصف عام 2014 ليزداد عدد العاملين بها من 3 مترجمين إلى 13 مترجماً يقدمون حالياً خدماتهم لنحو 2000 إلى 2400 مريض شهرياً. وأوضح السيد لوين أن توسعة الخدمة جاء لتلبية الطلب المتزايد عليها، الذي يرتبط بطبيعة الحال مع التوسع في الخدمات المقدمة بالمستشفى. يقدم المستشفى الكوبي خدماته لسكان مدينة دخان والمناطق الغربية من دولة قطر، كما يقدم الدعم لمنظومة الصحة العامة في دولة قطر من خلال تقديم الرعاية الصحية أيضاً لأعداد من المرضى من الدوحة.
copy short url   نسخ
25/08/2019
1202