+ A
A -
الدوحة - الوطن

افتتحت مؤسسة حمد الطبية رسمياً الأسبوع الماضي مركز الطوارئ والحوادث الجديد كلياً بمستشفى حمد العام، ويضم المركز وحدة العلاج بالأكسجين عالي الضغط الجديدة التي تسلط الضوء على أحد أهم العلاجات المتطورة والتي تحرص مؤسسة حمد الطبية على توفيرها في البلاد. وأوضح الدكتور أسامة كوكش، استشاري أول التخدير ومدير برنامج العلاج بالأكسجين عالي الضغط بمؤسسة حمد الطبية، أن المؤسسة بدأت بتوفير العلاج بالأكسجين عالي الضغط منذ العام 2013، وقد تم رفع الطاقة الاستيعابية لخدمات العلاج بالأكسجين عالي الضغط بشكل كبير من خلال افتتاح الوحدة الجديدة، وقال إن الغرفة الجديدة للعلاج بالأكسجين عالي الضغط والتي تتسع لثمانية عشر شخصاً هي الأكبر على مستوى قطر، ومن بين أولى الوحدات من نوعها في المنطقة.
وأضاف: «تقسم الغرف المستخدمة لتقديم العلاج بالأكسجين عالي الضغط إلى نوعين: الأول يتضمن غرف منفردة تتسع لشخص واحد، والنوع الثاني يتضمن غرف جماعية تتسع لأكثر من مريض للحصول على العلاج في الوقت ذاته، ويتيح النوع الثاني من الغرف دخول اختصاصيي الرعاية الصحية لتقديم الرعاية للمرضى».
وتضم آلية العلاج بالأكسجين عالي الضغط، الجلوس أو الاستلقاء داخل غرفة مغلقة وارتداء قناع هواء مزود بأنبوبين أحدهما يعمل على ضخ الأكسجين النقي والآخر يقوم بسحب الهواء القديم، ويمتاز هذا الإجراء بأنه لا يسبب الألم ولا يتضمن أي تدخل جراحي. وتضم وحدة العلاج بالأكسجين عالي الضغط غرفاً لكبار الشخصيات وأخرى مشتركة، كما يمكن أن تضم أيضا سريراً للعناية المركزة.
وتابع الدكتور أسامة: «تتيح آلية العلاج بالأكسجين عالي الضغط للمرضى استنشاق الأكسجين النقي خلال تواجدهم في غرفة ذات ضغط عال، حيث يسهم ضخ الأكسجين النقي بتركيز عال في نمو خلايا جديدة للدم، ويعزز نسبة شفاء إصابات نقص التروية الدموية، كما يمتاز هذا النوع من العلاج باحتوائه على تأثير مضاد للالتهابات، والذي يعمل على محاربة البكتيريا، ويحفز إنتاج المواد التي يطلق عليها اسم عوامل النمو والخلايا الجذعية».
وأوضح الدكتور أسامة أن العلاج باستخدام الأكسجين عالي الضغط يعتبر علاجاً فعالا لبعض حالات الطوارئ، كعلاج حالات تخفيف الضغط والمخاطر الناجمة عن الغوص والتسمم بأول أكسيد الكربون وإصابات الانصمام الهوائي، كما يعد علاجًا فعالاً لدعم الحالات المزمنة وغير الطارئة كالشفاء البطيء للجروح خاصة قروح القدم التي تصيب مرضى السكري والتهاب العظام ونقي العظم.
ويقول د. كوكش: «بالإضافة إلى دور هذه التقنية في علاج التسمم بأول أكسيد الكربون وحالات انخفاض الضغط، توجد العديد من الحالات الأخرى التي يمكن أن تسهم هذه التقنية في علاجها، كعلاج الآثار الجانبية للعلاج بالإشعاع والحروق وجراحات ترقيع الجلد، إلى جانب إمكانية مساهمتها في علاج الحالات العصبية المرتبطة بانخفاض مستوى الأكسجين كالجلطات وإصابات الدماغ والأمراض التنكّسية العصبية كالزهايمر وداء باركنسون».
وقال الدكتور أسامة إن عدد الجلسات التي يحتاجها المريض تعتمد على حالته المرضية والخطة العلاجية المخصصة له. وعلى الرغم من استخدام العلاج بالأكسجين عالي الضغط منذ أكثر من مائة سنة، إلا أن فوائد هذا العلاج ليست واضحة بشكل كامل حتى الآن، كما أن هذا العلاج قد لا يكون مناسباً لجميع المرضى، وأضاف: «يعتبر هذا النوع من العلاج مستجداً، فالأكسجين يعتبر دواءً يجب صرفه للمريض بحرص، وعلى الرغم من أن العلاج بالأكسجين عالي الضغط يعتبر علاجاً آمناً بشكل عام، إلا أنه قد يتسبب في بعض المضاعفات الخطرة، لذا ينبغي أن يكون استخدامه تحت إشراف الطبيب المعالج».
ويوضح الدكتور أسامة أن المريض الذي يتطلب العلاج بالأكسجين عالي الضغط يحتاج إلى إتمام شرح عن السلامة، حيث يتم إبلاغ المرضى بالمضاعفات المحتملة، بالإضافة إلى إحاطتهم علماً بإجراءات السلامة الشاملة الواجب اتباعها قبل بدء الجلسة، كإجراء فحص للجسم والتحقق من عدم استخدام أي أشياء غير مسموحة كالمواد المستخدمة للشعر وطلاء الأظافر والعدسات اللاصقة والأجهزة التي تعمل بالبطاريات.
وأردف: «يتطلب العلاج بالأكسجين عالي الضغط من المريض البقاء لمدة طويلة داخل غرفة العلاج تصل عادة لساعتين ونصف للجلسة الواحدة بمجموع أربعين جلسة، لذا نحرص على ضمان مستوى من الراحة للمريض خلال الجلسة عبر توفير مقاعد مريحة وشاشات تلفاز، مع وضع سلامة المرضى كأولوية لدينا طوال الوقت. ويعتبر الأكسجين غاز سريع الاحتراق، ونتيجة للضغط الجوي العالي ومستويات الأكسجين داخل الوحدة، ينصح بعدم ارتداء بعض الأشياء كالأقمشة سريعة الاشتعال والأجسام المعدنية، وعدم استخدام الزيوت والدهون كالكريمات ومستحضرات التجميل وجميع الأجهزة الإلكترونية التي تعمل بالبطاريات».
copy short url   نسخ
15/09/2019
2278