+ A
A -
كتب - محمد حربي

أشاد سعادة السفير عبدالحكيم دليلي، بالعلاقات القطرية- الأفغانية، ووصفها بالقوية، والمتميزة، وأنها تشهد مزيدا من التقدم والتطور، على عدة مستويات، موضحا أن دولة قطر تريد الخير لشعوب المنطقة، ودبلوماسية الدوحة في الوساطة، تنطلق من الحس الأخوي والمسؤولية الإسلامية، وأنه ليس لدى القطريين أجندات خاصة، مشددا على أن حكومة أفغانستان، عملت على إزالة كافة الحواجز، والاستعداد للحوار المباشر غير المشروط، على أي مستوى وفي أي مكان، ودعوتهم لفتح مكاتب لحركة طالبان داخل افغانستان، وتوفير الأمن والتسهيلات لهم،
لافتا إلى أنهم يتعجبون من تشدد الحركة التي مازالت حبيسة أفكار الماضي، دون أن تدرك حجم التغييرات التي جرت على مدى 18 عاما وجيل أنجز مكتسبات شعبية جماهيرية لن يتنازل عنها، منوها إلى أن الأفغانيين متفائلون بالجهود التي يبذلها سعادة السفير الدكتور مطلق القحطاني، المبعوث الخاص لوزير الخارجية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، من أجل أن تستمر المفاوضات مع طالبان، رغم ما أعلنه الرئيس الأميركي ترامب، وكان مفاجأة للجميع، إلا أنه كان متوقعا، بسبب عدم التزام حركة طالبان بوقف القتال.. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي بمناسبة الاحتفال بمئوية استقلال أفغانستان، الذي تقيمه السفارة الأفغانية اليوم.
وأكد سعادة السفير، عبدالحكيم دليلي، أن الشعب الأفغاني، في سبيل الحصول على استقلاله، قدم كثيرا من التضحيات عبر التاريخ، دفاعا عن حريته، وكرامته، حيث وقف في مواجهة المستعمر من الاسكندر المقدوني، ثم جنكيز خان، وثلاث معارك مع الإنجليز، آخرها 1919، عندما أعلن الملك أمان الله خان، وفي أعقاب استشهاد والده الملك حبيب الله، الحرب على الانجليز، التي استمرت نحو شهر، كبد فيها الانجليز خسائر قدرت آنذاك بنحو 16 مليون جنيه استرليني، وألفي قتيل، وبعدها كانت افغانستان أول دولة تحصل على استقلالها، في وقت كانت دول المنطقة تحت الاحتلال، وتمر بموجة من التغييرات الايديولوجية، والسياسية، وحركات تحررية، سواء في شبه القارة الهندية، أو غيرها.
وقال سعادة السفير عبدالحكيم دليلي، إنهم بعد أن قدموا الغالي والنفيس، ومليونا ونصف المليون شهيد في سبيل الاستقلال، بدأوا مرحلة بناء الدولة الحديثة، عبر سلسلة إصلاحات أطلقها الملك الطموح، الذي أسس الصحافة، ومنح الحرية للإعلام، وسن القوانين المنظمة لذلك، كما قام بإيفاد البعثات التعليمية من الفتيات والشباب للدراسة بالخارج.
وأوضح سعادة السفير عبدالحكيم دليلي، أنهم يولون ملف المصالحة الأفغانية، أهمية خاصة، على أمل تحقيق السلام، مشيرا إلى أن الأمور كانت تسير في طريقها الصحيح بين الأميركان وحركة طالبان، التي قامت دولة قطر مشكورة باستضافة مكتب سياسي للحركة في الدوحة منذ 2013، والذي أتاح الفرصة أمام طالبان، من أجل الجلوس والتفكير في حل سياسي، باعتباره هو الخيار الأنسب.
وأشار سعادة السفير عبدالحكيم دليلي، إلى أنهم كانوا ينتظرون المفاوضات للاتفاق مع الأميركان، لتبدأ بعدها المفاوضات الأفغانية – الأفغانية، وهي الأهم، باعتبارها المفتاح لحل المشاكل، إلا أنهم فجأة وجدوا الرئيس الأميركي ترامب، وعبر حسابه في تويتر، أعلن عن وقف المفاوضات، وذكر الأسباب التي دعته لذلك، لافتا إلى أنه كانت لديهم مسبقا مخاوف، وهواجس، وتحفظات على بعض الأشياء، ونقلوا ذلك للجانب الأميركي، خاصة ما يوجد من ثغرات، وقد تحقق ما كانوا يتخوفون منه، وتوقفت المفاوضات، مشددا على أن موقف الحكومة الأفغانية ثابت ومبدئي، وقناعتهم أن مشكلة أفغانستان لا يمكن حلها الا عن طريق المفاوضات، وجلوس كافة الأطراف على طاولة الحوار المباشر.
وأضاف سعادة السفير عبدالحكيم دليلي، أنهم يدعون الإخوة في حركة طالبان، إلى الحكمة، ووقف القتال، ووقف إطلاق النار، والجلوس مباشرة مع الحكومة، والأخذ بعين الاعتبار، ما حدث من متغيرات على مدار 18 عاما، ترسخت فيها بعض المكتسبات، في العديد من النواحي.
وشدد سعادة السفير عبدالحكيم دليلي، على أن الأفغانيين، يتطلعون إلى السلام والاستقرار، وطي صفحة الحرب والقتال، التي فرضت عليهم منذ زمن طويل، وما تكبدوه من ضحايا في مواجهة الغزو السوفياتي، دفاعا عن أفغانستان، وكرامة الأمة، لافتا إلى أنهم بعد انسحاب الروس، في تسعينيات القرن الماضي، وجدوا أنفسهم بمفردهم، رغم أنهم كانوا يتوقعون من الأشقاء والأصدقاء الاستمرار في الدعم، مما جعل أفغانستان تتحول إلى بؤرة للارهاب، الذي هدد استقرار العالم، ومنها تفجيرات برج التجارة العالمي، وفي أعقابه قامت الأمم المتحدة بإرسال قوات من 42 دولة لأفغانستان، وتأسيس حكومة، حققت كثيرا من الإنجازات على عدة مستويات، وفي مختلف القطاعات، وأنه في 28 سبتمبر سوف تجرى الانتخابات الأفغانية، بنزاهة وشفافية، وتحت رقابة، وانهم ينتظرون ان ينتج عنها حكومة قوية تمثل إرادة الشعب.
ويرى سعادة السفير عبدالحكيم دليلي، أن العقبة الرئيسية في إتمام طريق السلام والاتفاق، هو استمرار حركة طالبان في الحرب، وقتل الأبرياء، ودعوتهم إلى التخلي عن السلاح، والجلوس مع الحكومة مباشرة، التي هي تمثل ارادة الشعب، موضحا أن الوطن يتسع للجميع، مشيرا إلى أنه ليس من الحكمة ان تستمر طالبان في إهدار جهودها وطاقاتها في أعمال القتل، ولكن عليهم المشاركة في العملية السياسية، والأبواب مفتوحة أمامهم، كما حدث مع قلب الدين حكمتيار، قائد أحد الفصائل القوية، الذي ظل لمدة 17 عاما يقاتل ضد الحكومة الحالية ثم عاد وجلس على طاولة المفاوضات، وهو الآن أحد 18 مرشحا للرئاسة.
وقال سعادة السفير عبدالحكيم دليلي، إنهم يطالبون حركة طالبان ان تستمع لصوت الحق، والشعب الأفغاني، وإلى الأصدقاء، وخاصة دولة قطر، التي قدمت كل الوسائل الممكنة لإتمام المصالحة، منطلقة في ذلك من واجبها الاسلامي تجاه الاخوة في افغانستان، موضحا أنهم يدركون ما لدى دولة قطر من تجارب ناجحة في الوساطة، وحل النزاعات، سواء على المستوى الاقليمي، أو الدولي، والأمثلة على ذلك كثيرة، في اليمن، وفي السودان، ولذلك فإن الأفغانيين يبنون عليها الآمال، والأفغانيون لديهم ثقة في قطر، وباقي الشركاء سواء أميركا، أو ماليزيا، والنرويج والمانيا وغيرها، على الاستمرار في تشجيع طالبان، لإقناعها بنبذ العنف، ووقف الحرب، والانخراط في عملية سياسية لإعمار البلد.
وقد جدد سعادة السفير عبدالحكيم دليلي، استنكار بلاده، لما قامت بنشره العربية الإخبارية، من اخبار كاذبة، ومفبركة، نسبتها للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة الأفغانية، الذي نفى بنفسه هذه الأكاذيب، داعيا الصحفيين ووسائل الإعلام، التحلي بالمصداقية، والأخلاق الصحفية، وتحمل المسؤولية، وتقدير الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، وخاصة الأمة الإسلامية، وأنه يكفينا تشرذم.
وأشار سعادة السفير عبدالحكيم، إلى أنهم مهما حاولوا تعكير صفو العلاقات بين قطر وأفغانستان، فإنهم لن يفلحوا، لأن علاقات البلدين مميزة وتاريخية وقوية ومتينة، ولن تؤثر مثل هذه الأكاذيب على العلاقات ذات الخصوصية التاريخية بين الشعبين الشقيقين، مشددا على أن الحكمة تقتضي من الجميع توحيد صفوف الأمة، ونبذ الفرقة والتمزق.
copy short url   نسخ
15/09/2019
727