+ A
A -
الدوحة - الوطن
انطلقت أمس المسابقات الفردية على هامش فعاليات «واحة الدوحة للابتكار» التي تنظمها وزارة الثقافة والرياضة، بالتعاون مع منتدى التعاون الإسلامي للشباب، الذراع الشبابية لمنظمة التعاون الإسلامي، ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الشباب الإسلامي 2019، وبإشراف وتنظيم مركز قطر للفعاليات الثقافية والتراثية، وبالشراكة مع النادي العلمي القطري، بمشاركة 42 مخترعا من 32 دولة.
وشهدت المسابقات منافسات قوية بين الشباب المشاركين ممن تنافسوا في تقديم مشاريعهم وابتكاراتهم المختلفة والتي تحمل أفكاراً مميزة لخدمة مجتمعاتهم، حيث تنوعت الابتكارات ما بين ما يخدم المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة وأخرى لانتاج الطاقة، فضلا عن التطبيقات الذكية وابتكارات للحد من التلوث إلى جانب الابتكارات الطبية وغيرها العديد من الاختراعات التي تخدم المجتمعات.
وقال الدكتور حارب الجابري المدير التنفيذي للنادي العلمي القطري: لقد حرص النادي العلمي القطري على أن يكون جزءاً من فعاليات الدوحة عاصمة الشباب الإسلامي لأنه يمثل شريحة هامة وهي الشباب المبتكر والمحب للعلوم والشغوف لعالم الابتكار، لذلك تم إدراج فعالية واحة الدوحة للابتكار ضمن فعاليات هذه المناسبة الهامة، وتعتبر واحة الدوحة للابتكار فرصة فريدة للقاء المخترعين الشباب القطريين بزملائهم المخترعين من الدول الإسلامية لتبادل المعارف والخبرات وللتعرف على ابتكاراتهم والتحديات التي يواجهونها في هذا المجال، مما يفتح لهم آفاقاً جديدة ويزيد لديهم هذا الشغف لمزيد من الابتكارات، ونحن بهذه المناسبة نثمن دور وزارة الثقافة والرياضة لدعمها ولمتابعتها واهتمامها وحرصها على أن تخرج هذه الفعالية بصورة مشرفة تليق بدولة قطر.
ومن جانبه اشاد الدكتور محمد زياد عضو لجنة التحكيم بفعالية الدوحة واحة الابتكار كمحفل داعم للابتكار والتطور التكنولوجي في العالم الاسلامي، مشيرا إلى ان واحة الدوحة للابتكار تشهد مجموعة ممتازة من الأفكار والمشروعات الابتكارية التي تعبر بالأساس عن احتياجات معينة، وهذا مهم جدا في سد احتياجاتنا المختلفة بغض النظر عن الحصول على براءة الاختراع.
وأضاف: لا شك ان المشاريع المتسابقة متميزة وتم اختيارها من بين اكثر من 6 آلاف مشروع وهذا يدل على تميزها واهميتها.
وحول اهم معايير التحكيم قال الدكتور خالد يوسف: هناك ثلاثة معايير رئيسية وهي حصول المشارك على براءة اختراع والطريقة التي يتبعها ليصل إلى عمله النهائي فيما يتعلق المعيار الثالث بمدى إمكانية تسويق هذا الابتكار فكلما كان تسويقه عالميا وليس في بيئة محددة كانت فرص فوزه اكثر عن غيره.
وتشارك المبتكرة أسماء سرحان من لبنان بمشروع «سلامتي» وهو جهاز يقوم بقراءة النبضات وتخطيط القلب ونسبة الأكسجين بالدم وحرارة الجسم ويقوم بإرسال كل هذه المعلومات عبر الإنترنت من خلال تطبيق خاص به إلى الجوالات الذكية ويستطيع وقتها المريض أن يراقب حالته وكذلك الطبيب يستطيع متابعة حالة المريض عن بعد، كما ان التطبيق بالإمكان أن يعطي للمريض والطبيب ملاحظات عن الحالة.
وأضافت أسماء أن هذا الابتكار استخدامه سهل جداً، حيث إنه صمم حتى يكون باستطاعة أي فرد أن يستخدمه فهو سهل الاستعمال ومحمول وصغير، موضحة أن التطبيق الذي يتم استعماله مع هذا الجهاز من الممكن تحميله على أي من الأجهزة الذكية.
وأوضحت ان الفكرة تولدت لديها من واقع أن هناك كثيرا من حالات الموت الفجائي بسبب توقف نبضات القلب حتى ان كثيرا من الناس لا يعلمون أنهم مرضى بأي من أنوع أمراض القلب والتي قد تكون نتيجة الضغوط أوالظروف التي يعيشها الناس في بلداننا العربية والإسلامية أو بلدان العالم بصفة عامة.
وهذا بحسب قولها واقع نعيشه، وبالتالي أرادت ان تبتكر شيئا يساعد في انقاذ حياة الناس من الموت المفاجئ وعلى الأقل يكون كل مريض متابعا جيد لحالته المرضية مع طبيبه الذي يقوم بعلاجه.
وقالت أسماء إن العمل على مشروعها استغرق قرابة العام، كما سبق لها أن شاركت في المعرض الدولي للاختراعات في دولة الكويت وحصل مشروعها على الميدالية الفضية، كما أنه سبق وحصل على الميدالية الذهبية من جمعية المخترعين في البرتغال، وحصل كذلك على المرتبة الأولى في مباراة العلوم والميدالية الذهبية في لبنان إضافة إلى حصوله على المركز الثاني في مسابقة للابتكارات في ألمانيا.
وحول مشاركتها في واحة الدوحة للابتكار قالت أسماء سرحان إنها تابعت من خلال الإعلان عن الفعالية في الإنترنت وعلى الفور قررت المشاركة وأرسلت وتم قبولها، مؤكدة انها سعيدة للغاية كونها موجودة وسط هذا المحفل العلمي الكبير الذي يجمع عددا كبيرا جدا من الشباب المبتكرين على مستوى العالم الإسلامي.
وأضافت ان المشاركة بالنسبة لها كانت مهمة للغاية كونها تكسبها خبرات كبيرة، كما انها تساعدها في التعرف على أفكار وابتكارات الكثير من الشباب من بلدان مختلفة وتتبادل معهم الخبرات، مؤكدة أن زيارة قطر في حد ذاتها هي مكسب بالنسبة لها.
ويشارك المخترع الجزائري عمر أوباية بجهاز لتفقيس البيض، وهو جهاز متطور عن الأجهزة السابقة في هذا الشأن.
وقال المبتكر عمر أوباية: ان الفكرة جاءت بطلب من أصدقاء يتاجرون في البيض والدجاج، ويريدون أن يرفعوا من إنتاجية تفقيس البيض كما يودون حلولا لتجاوز الخسائر التي تنتج عن فساد كميات كبيرة من البيض بسبب الحرارة أو انقطاع الكهرباء أو غيرها، لافتا إلى أن جهازه المتطور له خاصية تنظيم درجة الحرارة والرطوبة، وفق الشروط الصحية لبيئة الدجاج، ويستطيع ان يفقس من 60 إلى ألفين وزيادة من البيض في فترة زمنية وجيزة، بدل 21 يوما التي يستغرقها الدجاج في حضانة أقل من 20 بيضة.
وأكد أوباية أن من مميزات جهاز تفقيس البيض المتطور أنه يحوي جهاز إنذار صوتي، ينذر بوجود أي خطر، ويُعلم بحدوث انقطاع الكهرباء أو ارتفاع درجة الحرارة أو الرطوبة، كما أن له ميزة الاشتغال بدون كهرباء أو في حال انقطاعها، وميزة أخرى أنه يرسل الإشعار عن طريق sms على الجوال.
وأبرز عمر أوباية أنه سعيد بهذه المشاركة بعد الجزائر وكوريا الجنوبية، آملا أن تفتح له آفاقا جديدة بين مخترعين واعدين من مختلف دول العالم، لاسيما ان له اختراعات معترفا بها دوليا ومنها اختراع جهاز التحكم في الأجهزة الكهربائية والمصابيح والأبواب والنوافذ عن طريق الصوت، وابتكار دراجة تشتغل بالبصمة، إضافة إلى روبو آلي يساعد في شؤون البيت وحمل الأشياء.
هذا وقد وأقام الاتحاد القطري للرياضة للجميع أنشطة رياضية مصاحبة لفعالية واحة الدوحة للابتكار، تضمنت لعبة تنس الطاولة، وكرة اليد، بهدف تنشيط الشباب المشارك وتسليتهم.
كما شهدت فعالية واحة الدوحة للابتكار تنظيم عدد من ورش العمل التفاعلية التي ضمت المخترعين المشاركين من شباب العالم الاسلامي، والتي تدور حول ثلاثة محاور وهي التفكير الإبداعي والعمل الجماعي والعصف الذهني، ويقدمها نخبة من المدربين القطريين المتخصصين في مجالات التدريب وهم د. نوال محمد، والسيد خالد فرامزي، عائشة المهندي، احمد المهندي.
وتهدف هذه الورش إلى تمكين المشاركين من تطوير مهاراتهم في عرض افكارهم الابتكارية وتطوير مشاريعهم، كما تسعى لتعزيز روح العمل الجماعي، وذلك من خلال تشكيل فرق ستقدم مشاريع ابداعية جماعية خلال المسابقات التي تنطلق غدا.
copy short url   نسخ
16/09/2019
1019