+ A
A -
كتب – مفيد القاضي - قنا
افتتحت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزيرة الصحة العامة، أمس، فعاليات الأسبوع القطري الخامس لسلامة المرضى الذي تنظمه وزارة الصحة العامة، تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي الأول لسلامة المرضى الذي أقرته منظمة الصحة العالمية هذا العام بغرض تعزيز الفهم العالمي والتضامن لتحسين سلامة المرضى، حيث يتم الاحتفال بهذا اليوم تحت شعار: «ارفعوا صوتكم من أجل سلامة المرضى».
وتستمر الفعاليات حتى يوم 21 سبتمبر الجاري، بمشاركة كبيرة من مؤسسات القطاع الصحي والمؤسسات التعليمية بالدولة، وقد حضر المؤتمر استشاريون وأطباء من القطاع العام والخاص. وتجولت سعادة وزيرة الصحة العامة في المعرض المصاحب للشركات الطبية المشاركة بالمؤتمر.
وقالت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزيرة الصحة العامة إن وزارة الصحة العامة تؤدي دورا حاسما في ضمان حصول كل من يعيش في دولة قطر على الرعاية الصحية الأكثر أمانا في العالم، مضيفة أن هذا الطموح يأتي انطلاقا من الرؤية الحكيمة والملهمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وكجزء من تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.
جاء ذلك في كلمة سعادة وزيرة الصحة العامة التي وردت في الإصدار الخاص بالافتتاح الرسمي لفعالية الأسبوع الخامس لسلامة المرضى، والمؤتمر العلمي المصاحب لهذه الفعالية، والذي يمتد على مدار يومين.
وأكدت سعادة وزيرة الصحة العامة أن نظام الرعاية الصحية في دولة قطر حقق تقدما كبيرا في السنوات القليلة الماضية، كما أن من شأن تطبيق الاستراتيجية الوطنية للصحة 2018-2022 إحداث فرق ملحوظ في رحلة قطر الصحية، فقد تم وضع سلامة المرضى كإحدى الركائز التي توجه الجميع خلال تنفيذ وتطبيق الاستراتيجية الوطنية للصحة.
وأشارت سعادتها إلى أنه في شهر مايو من العام الجاري أقرت منظمة الصحة العالمية «اليوم العالمي لسلامة المرضى» الذي سيحتفل به سنويا في 17 سبتمبر، وهو عبارة عن حملة لجميع أصحاب المصلحة في نظام الرعاية الصحية لزيادة الوعي العالمي بسلامة المرضى وتشجيع التضامن والعمل على الصعيد العالمي.
وأكدت سعادتها أنه في إطار التزام دولة قطر بالعمل العالمي بشأن سلامة المرضى، يتزامن الأسبوع القطري لسلامة المرضى لهذا العام مع احتفالات اليوم العالمي لسلامة المرضى التي تتبنى شعار «ارفعوا صوتكم من أجل سلامة المرضى»، وسيسلط هذا الشعار الضوء على أهمية ثقافة السلامة.
وقالت سعادتها: «يمثل التخوف من التحدث علنا تحديا مستمرا يجب معالجته في جهودنا الجماعية للحد من أذى المريض، ويجب علينا جميعا أن نركز جهودنا للحد من أذى المريض، وذلك بمحاربة الصمت: الصمت بين المرضى ومقدمي خدمات الرعاية الصحية، وبين الزملاء في مؤسسات الرعاية الصحية، وبين المسؤولين في المنظمات المختلفة، وبين الجمهور وصانعي السياسات».
وأضافت: «إذا كان هناك شيء ما يبدو خطأ، أو نشعر بأنه خطأ أو هو خطأ بالفعل، فنحن بحاجة إلى أن نرفع صوتنا بذلك مباشرة، وذلك بإبراز هذه القضايا وتسليط الضوء عليها لنتمكن من البدء في العمل معا على حلها».
وشددت سعادة وزير الصحة العامة على أن تحقيق التحدث بصوت مرتفع من أجل سلامة المرضى لن يتأتى إلا إذا كانت لدى المؤسسات الصحية ثقافة راسخة في مجال السلامة، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا عندما يشعر الجميع بدءا من طاقم التنظيف إلى الرئيس التنفيذي للمؤسسة الصحية والمرضى الذين يتلقون الرعاية وأسرهم، بالراحة والتشجيع للتعبير عن مخاوفهم - فكل شخص له دور يؤديه في التطوير لجعل الرعاية الصحية أكثر أمانا.
وعقب جلسة الافتتاح الرسمي لفعالية الأسبوع الخامس لسلامة المرضى، والمؤتمر العلمي المصاحب، قامت سعادة وزيرة الصحة العامة بجولة في أروقة المعرض الذي يضم جناح العرض الخاص بوزارة الصحة العامة وأجنحة العروض الخاصة بالمؤسسات الصحية الأخرى ومعرض الملصقات.
وتحدثت السيدة هدى الكثيري- مدير إدارة جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى في وزارة الصحة العامة، لقد دشنا الأسبوع القطري لسلامة المرضى كحدث سنوي وطني في عام 2014 لرفع الوعي ونشر مفاهيم سلامة المرضى بين جميع مقدمي الرعاية الصحية والجمهور في دولة قطر، وللاحتفاء بالمبادرات الهامة لسلامة المرضى التي تُنفذ في قطاع الرعاية الصحية بأكمله، وللاستماع إلى المتحدثين المحليين لدينا حول إنجازاتهم والتحديات التي يواجهونها والوقوف على تجاربهم، والاستفادة من خبرات وتجارب المتحدثين الدوليين والإقليميين للتعلم من نجاحاتهم في مجال سلامة المرضى. إذ يوفر الأسبوع القطري الخامس لسلامة المرضى منصةً لتبادل المعرفة والتعلم من تجارب الآخرين ويعزز التعاون والتواصل عبر القطاع الصحي ومع القطاعات الأخرى ذات الصلة.
ويُحتفل في هذا اليوم باليوم العالمي الأول لسلامة المرضى الذي أقرته منظمة الصحة العالمية هذا العام خلال اجتماع جمعية الصحة العالمية الثاني والسبعين، حيث تبنت «الإجراء العالمي بشأن سلامة المرضى» وكلاهما يهدف إلى تسليط الضوء على أهمية سلامة المرضى كأولوية عالمية.
لقد كنا في المقدمة، حيث احتفلنا بالأسبوع القطري لسلامة المرضى في عاميه الأخيرين 2017 و2018 في حوالي 17 سبتمبر، وذلك كمتابعة لمقترح القمة الوزارية العالمية الثانية حول سلامة المرضى في مارس 2017.
وتضامنًا مع اليوم العالمي الأول لسلامة المرضى، فقد اعتمدنا شعار منظمة الصحة العالمية «ارفعوا صوتكم من أجل سلامة المرضى» كشعارًا للأسبوع القطري لسلامة المرضى في هذا العام.
وأشارت أن «الصمت ليس آمنا.. التحدث هوالأمان»، فقد تم تصميم برنامجنا هذا العام للتأكيد على أهمية رفع الصوت والدور الذي يجب أن يلعبه الجميع لتقديم رعاية أكثر أمانًا من خلال التحدث.
من المؤكد أن للتحدث عن المخاوف المتعلقة بسلامة المرضى تأثيرًا عميقًا في منع الضرر، وتعزيز السلامة النفسية للموظفين، والعمل الجماعي بين الأقسام، وفرص التعلم والتحسين. كما أنه يساعد في تقليل معدل ترك الموظفين للمؤسسات التي يعملون بها، وبالتالي تقليل التكاليف.
إن تشجيع المرضى وأفراد عائلاتهم على رفع صوتهم عندما يلاحظون أن هناك ضررًا محتملاً يُضيف شبكة أمان مهمة لحماية المريض، كما أنه يحسّن علاقتهم مع الفريق المقدم لهم الرعاية الصحية ويبني الثقة في النظام الصحي الذي يعترف بدورهم في سلامة أحبائهم.
لتحقيق ذلك، يجب على مؤسسات الرعاية الصحية تشجيع وتمكين كل من الموظفين والمرضى وعائلاتهم للتحدث والتعبير عن مخاوفهم إذا كانت سلامة المريض على المحك أو في خطر. وسيتم تغطية هذا الشعار على مدار الأسبوع بأكمله. فقد بدأت الأنشطة بالفعل بتاريخ: 15 سبتمبر، وستستمر لمدة أسبوع كامل في القطاع الصحي بأكمله، خلال اليومين الماضيين، باشرت المنظمات حملاتها التي ستستمر طيلة هذا الأسبوع.
في حدثنا لهذا العام، تكشف نظرة سريعة على برنامج الفعالية لهذين اليومين عن التنوع المذهل للمتحدثين والموضوعات، حيث سنتحدث عن المبادرات المحلية التي تشجع التحدث من أجل سلامة المرضى، والمبادئ الإرشادية السريرية الوطنية والصحة الإلكترونية فيما يتعلق بسلامة المرضى، وسلامة المرضى في المجالات ذات التحديات الفريدة مثل الصحة النفسية وحالات الطوارئ والأزمات، والرعاية المتمحورة على المريض، واستخدام إطار سلامة المرضى لتحسين التواصل، كما سيتم مناقشة استخدام المؤشرات لدفع عملية التحسن.
ونوهت أنه سوف نستمع إلى لمرضانا يتحدثون عن تجاربهم خلال تواصلهم مع نظام الرعاية الصحية لدينا. فلدينا ممثلون من الإعلام والقانون لتحديد الثغرات وفرص التحسين لضمان سلامة المرضى وحماية الموظفين عند التعامل مع الأخطاء الطبية.
لا يقتصر احتفالنا على هذه القاعة فقط؛ فبينما نتشارك نحن وزارة الصحة العامة مع المساهمين والجهات الراعية في إتمام هذا المؤتمر، والذي يستمر يومين، تروي الملصقات وأجنحة العرض في منطقة المعرض قصصهم وتجاربهم حول كيفية تحسين خدماتهم وإشراك مرضاهم وعائلاتهم في اتخاذ القرارات المتعلقة بالرعاية الصحية المقدمة لهم.
وبالتعاون الوثيق مع المرضى والأسر، تحتفل مؤسسة الرعاية الصحية الأولية «بأسبوع سلامة المرضى» من خلال أجنحة عرض تم إنشاؤها في جميع مراكزها، وأنشطة تشمل أكثر من 270 مدرسة، والتوعية الصحية لمرضى الرعاية المنزلية والأنشطة والمسابقات لإدارات المكتب الرئيسي لمؤسسة الرعاية الصحية والمراكز الصحية.
ولقد عقدت مؤسسة حمد الطبية مؤتمر قطر لإدارة مخاطر الرعاية الصحية (ASHRM)، بالتعاون مع الجمعية الأميركية لإدارة مخاطر الرعاية الصحية.
وتساهم جمعية الهلال الأحمر القطري في هذا الحدث الوطني من خلال المشاركة في حملتنا العامة وكذلك الاحتفالات المحلية في كل مركز من المراكز الصحية التي تديرها في جميع أنحاء دولة قطر وتتضمن هذه الأنشطة فعاليات داخل أجنحة العرض، إضافة إلى طرق مبتكرة لنشر ثقافة سلامة المرضى كعروض الفيديو وعروض فنية حول نظافة اليدين وسلامة المرضى.
ويقوم كل من مستشفى الأهلي ومستشفى عيادة الدوحة ومستشفى أستر بإدارة حملاتهم الخاصة بسلامة المرضى مع التركيز على جوانب مختلفة من سلامة المرضى، مثل: الرسائل حول «ارفعوا صوتكم من أجل سلامة المرضى» و«اسألني ثلاثًا» والوقاية من العدوى ومكافحتها، وسلامة الدواء والقوى العاملة في المجال الصحي، كما يتخلل احتفالاتهم نشاطات ترويجية تستهدف المرضى والموظفين، حيث يستخدمون النشرات ومقاطع الفيديو، وتقديم الهدايا التذكارية للمرضى.
وستنفذ وزارة الصحة العامة حملة توعية عامة في «قطر مول» يومي 19 و20 سبتمبر، بالتعاون مع شركائنا جمعية الهلال الأحمر القطري، ومستشفى عيادة الدوحة، ومستشفى أستر وستقدم العديد من أنشطة التوعية والتعليم للجمهور، إضافة إلى عروض فيديو، وعروض فنية حول نظافة اليدين وسلامة المرضى.
وقال البروفيسور عزيز شيخ مدير معهد آشر في جامعة إدنبرة في المملكة المتحدة ومستشار منظمة الصحة العالمية في كلمته أثناء انعقاد المؤتمر، لقد أصبح من المسلّم به الآن أن حوادث سلامة المرضى شائعة جدًا، وأن هذه الحوادث مسؤولة عن أذى كبير للمريض، وهذا الأذى يمكن تجنّبه، ومع ذلك، وفي المقابل، لا يزال هناك خوف بين العديد من الممارسين الصحيين والمرضى والقائمين على رعايتهم، أسرهم من مناقشة هذه الأخطاء علنًا، مما يؤثر بدوره سلبًا على القدرة على التعلم من هذه الحوادث لتحسين رعاية المرضى.
وأضاف: «في هذا اليوم العالمي الأول لسلامة المرضى، سأدافع عن تطوير بناء ثقافة يمكن فيها مناقشة الأخطاء دون خوف وسأقف على التحديات التحديات الرئيسية التي يجب التغلب عليها وسأقدم اقتراحات حول كيفية تحقيق ذلك على نطاق واسع». واختتم البروفيسور عزيز شيخ كلمته الرئيسية بدعوة قطر إلى القيام بدور قيادي دولي في «التحدث من أجل سلامة المرضى» نيابة عن المرضى في قطر وفي العالم كله بالتأكيد. وقد انطلقت الأنشطة والفعاليات المتنوعة في عدد من المستشفيات والمراكز الصحية، لتعزيز الوعي بأهمية جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى وجعلها أكثر أماناً ومراعاةً لسلامة المريض. كما يتم تنظيم حملات توعية عامة حول موضوع سلامة المرضى.
ويشارك في فعاليات الأسبوع القطري لسلامة المرضى أكثر من 1000 ممارس صحي من مختلف المؤسسات الصحية في دولة قطر، وتقام الفعاليات تحت شعار«ارفعوا صوتكم من أجل سلامة المرضى».
ويحظى بالمشاركة والدعم الكبيرين من مؤسسات القطاع الصحي والمؤسسات التعليمية بالدولة كمؤسسة حمد الطبية، ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، ومعهد حمد لجودة الرعاية الصحية، وسدرة للطب، وجمعية الهلال الأحمر القطري، ومؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية «ويش»، وسبيتار، ومستشفى أستر، والمستشفى الأهلي، ومستشفى عيادة الدوحة، إضافة إلى مركز الفزعة للعمل التطوعي.
copy short url   نسخ
18/09/2019
1580