+ A
A -
الدوحة - الوطن الرياضي
مهارات وحركات تنبئ بمستقبل رياضي واعد أظهرها طلاب مدرسة كلية الدوحة خلال أنشطة تحاكي منافسات نجوم أم الألعاب الذين سيتوافدون إلى استاد خليفة الدولي هذا الشهر. يتعلق الأطفال في مرحلة ما من حياتهم بشخصيات رياضية يتخذونها قدوتهم ومثلهم الأعلى في المثابرة والنجاح والتألق، فيتابعونها وتعلق في أذهانهم مشاهد الفوز والتتويج، وحتى لحظات الخسارة والدموع. وعادة ما يحاول الأطفال تقليد هذه الحركات التي فتحت لأصحابها أبواب الشهرة في عالم الرياضة وسجلوا بها أسماءهم على صفحات التاريخ، في باحات مدارسهم وفي الحدائق وحتى فناء منزلهم، طامحين إلى أن يصلوا يوماً ما لما وصل إليه هؤلاء النجوم.
وفي مدرسة كلية الدوحة في قطر، ينخرط الطلاب الذين يتجاوز عددهم 2000 في مجموعة من الأنشطة البدنية لمدة ساعتين أو أكثر في الأسبوع الدراسي، حيث تشكل التربية البدنية جزءاً أساسياً من المنهج التعليمي للمدرسة. وفي مبادرة لتكريم طلابها وإنجازاتهم في مجال الرياضة، عمدت مدرسة كلية الدوحة إلى نقش أسماء الطلاب الطامحين ممن حققوا إنجازات رياضية واعدة أمثال ندى محمد، من فريق الأدعم للسباحة، وذلك على لوحة في مدخل إحدى القاعات الرياضية. وقد ساهمت اللاعبة المعتزلة، التي تنافست في دورتين أولمبيتين، في رفع سقف معايير الطموح الرياضي وتشجيع زملائها من بعدها على تحقيق التفوق والتميز رياضياً، وهذا ما شهدته مدرسة كلية الدوحة التي حصل عدد من طلابها على منح دراسية في الولايات المتحدة الأميركية.
وقد حققت كلية الدوحة نجاحاً رياضياً لافتاً على مستوى مدارس العالم، حيث حصلت على المركز الثاني في بانكوك في بطولة مجلس ألعاب المدارس الدولية البريطانية لتحت 11 سنة، وشارك فيها طلاب من مختلف دول العالم. كما مثل طلاب مدرسة كلية الدوحة قطر البطولة التي أقيمت في تايلاند في وقت سابق من هذا العام، وأحرزوا فيها 23 ميدالية ملونة في مختلف تخصصات ألعاب القوى في منافسات استمرت لعشرة أيام.
وتشهد المدرسة بكوادرها وطلابها وموظفيها أجواء من الحماس والفرح، حيث ستنضم إلى الجميع على أرض الوطن في استقبال أكثر من 2000 رياضي للتنافس في 128 مسابقة خلال الفترة من 27 سبتمبر وحتى 6 أكتوبر في استاد خليفة الدولي، بالإضافة إلى سباق ماراثون منتصف الليل الأول من نوعه في تاريخ البطولة، والذي سيقام على طول كورنيش الدوحة. ولا شك أن سباق المسافات الطويلة سيشجع الجيل المقبل من طلاب مدرسة كلية الدوحة التي تخصص جزءاً كبيراً من فعالياتها المجتمعية في تنظيم «سباق مدرسة كلية الدوحة لـ 10 آلاف و5 آلاف متر»، والتي بدأتها عام 2011، حيث شهدت البطولة -التي تقام في شهر نوفمبر من كل عام- منذ انطلاقها إقبالاً كبيراً من الرياضيين، بالإضافة إلى مشاركة شخصيات بارزة في عالم سباقات المسافات الطويلة، مثل العداءتين البريطانيتين المعتزلتين ديم كيلي هولمز وليز مكولان نوتال اللتين زارتا طلاب الكلية.
وللدكتور سومرز، مدير مدرسة كلية الدوحة، دور رئيسي في الفعاليات الرياضية الناجحة التي يشارك فيها طلاب المدرسة، وحول ذلك يقول: «الجميع هنا في المدرسة من طلاب ومعلمين وموظفين متحمسون لاستضافة قطر بطولة العالم لألعاب القوى. تحتل الرياضة مكانة هامة في مناهجنا الدراسية الأساسية والفرعية، ونشجع طلابنا دائماً على المشاركة الرياضية من خلال الأنشطة المختلفة التي ننظمها، وأكاديمية الألعاب الرياضية إيفو EVO لدينا، ومناهجنا الدراسية، حيث يشارك الطلاب في جميع الألعاب الرياضية المشهورة في بريطانيا، وكذلك في كرة السلة وغيرها من الألعاب الرياضية ذات الشعبية الأكبر في أميركا وأماكن أخرى حول العالم، وهذا يشير بوضوح إلى مدى تنوع الثقافة هنا في كلية الدوحة».
وأضاف سومرز: «إن توافد نخبة عالمية وأسماء قوية من الرياضيين للتنافس في ألعاب القوى هنا في قطر هو حدث من العمر، وسعيد بأن طلاب المدرسة لديهم الفرصة لمشاهدة أبطال العالم يتنافسون أمامهم. وفقد اشترى العديد من الطلاب والموظفين وأولياء الأمور التذاكر لحضور المنافسات، ونحن بالتأكيد سندعم البطولة بكل ما نستطيع من أجل دولتنا الحبيبة التي احتضتنا طوال الـ 40 سنة الماضية، والتي يهمنا أن ندعمها في كل ما تقوم به في مسيرتها الرياضية».
وتعد مدرسة كلية الدوحة إحدى أبرز المدارس في قطر التي ستشارك في الحدث الرياضي الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، حيث سيشارك طلابها إلى جانب العديد من الشباب في جميع أنحاء العاصمة في العديد من المسابقات التي ستمنح جوائز قيمة، وذلك طيلة العشرة أيام مدة البطولة.
ويأتي برنامج المدارس كأحد مبادرات تحت مظلة المشاركة المجتمعية التي أطلقتها اللجنة المنظمة على هامش البطولة، حيث أشركت اللجنة أكثر من 50000 شخص من خلال مجموعة من الأنشطة التفاعلية المبتكرة.
إشراك المدارس
من جهتها، تعمل الشيخة أسماء آل ثاني، مديرة التسويق والاتصال باللجنة المنظمة للبطولة، على الترويج للبطولة وتشجيع حضور منافساتها التي تنطلق يوم الجمعة الموافق 27 سبتمبر، وعن هذا تقول: «من المهم جداً إشراك المدارس والشباب من جميع أنحاء دولة قطر في الاستعدادات لبطولة العالم لألعاب القوى الدوحة 2019». وأضافت: «تلعب الرياضة دوراً بارزاً في توحيد المجتمعات والثقافات المختلفة، ولقد شهدنا حماساً لافتاً بين طلاب المدارس التي زرناها وتفاعلهم الرائع مع فلاح شخصية البطولة».
وتابعت: «تشكل استضافة قطر لهذه البطولة الرياضية الضخمة فرصة رائعة نهدف من خلالها إلى تعزيز الطموحات الرياضية للجيل المقبل من الشباب، وأن نظهر لهم بأن هناك فرصاً عديدة متاحة أمامهم للتقدم وتحقيق أحلامهم. وقد أثبتت زيارة المدارس مثل مدرسة كلية الدوحة الاهتمام الكبير بالرياضة هنا، لذلك نأمل أن توفر بطولة العالم لألعاب القوى الدوحة 2019 تلك المنصة التي تمكننا من خلالها الوصول إلى المزيد من الشباب وتشجيعهم على تحقيق نجاحات يفخرون بها».
هذا وسيحظى الأطفال من جميع الأعمار بفرصة الاستمتاع بالأنشطة والفعاليات الرياضية المتنوعة في ألعاب القوى على مدار العشرة أيام، والتي تتضمن سباقات الـ100 متر والـ200 متر، ورمي المطرقة والجلة. وينتظر المشجعون عالما مليئا بالمتعة والحركة حتى قبل دخولهم الاستاد، وذلك في القرية العالمية لألعاب القوى التي ستقدم للجماهير برامج ترفيهية طوال البطولة، بالإضافة إلى العروض الثقافية الحية، وخيارات المأكولات من مختلف البلدان، ومجموعة واسعة من المسابقات وجلسات لقاء الرياضيين والصقر «فلاح» شخصية بطولة العالم لألعاب القوى.
copy short url   نسخ
18/09/2019
1307