+ A
A -
لندن - الوطن - نادية وردي
رحب مسؤولون بارزون في الإدارة البريطانية بزيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى بريطانيا التي التقى خلالها سموه برئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، مؤكدين لـ الوطن أن الزيارة تعكس مدى أهمية قطر لبريطانيا والعكس، خاصة في ظل تسارع الخطا البريطانية للخروج من الاتحاد الأوروبي «بريكست»، واهتمام بريطانيا بالتعاون التجاري والاقتصادي والأمني مع قطر، لتفادي الهزات المتوقعة فيما بعد «البريكست»، إلى جانب التطورات الأمنية والسياسية في منطقة الخليج والرؤية القطرية البريطانية المشتركة تجاه هذه القضايا المعقدة، وسُبل التعامل معها.
وفي حديث لـ الوطن، قال ستيف باركلي، وزير الدولة للخروج من الاتحاد الأوروبي في الحكومة البريطانية، إن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى لندن مهمة للغاية بالنسبة لبريطانيا في هذا الوقت الذي تتسارع فيه الخطا للخروج من الاتحاد الأوروبي «بريكست»، حيث تتطلع بريطانيا إلى توسيع حجم التبادل التجاري والاقتصادي والاستثمارات المباشرة والتعاون في مجال البنية التحتية، واستعدادات قطر لاستضافة كأس العالم 2022، وهي المجالات أو الخطوات التي تعوّل بريطانيا عليها لتفادي الهزات المالية والاقتصادية في مرحلة ما بعد «البريكست»، وتعد قطر حليفاً مهماً ودولة صديقة وسوقا استثماريا وتجاريا مهما خاصة في مجال الطاقة (الغاز المسال) والاستثمار المالي والتجاري والتصنيع الذي اتجهت إليه قطر بقوة بعد أزمة الحصار عام 2017، والرؤية الطموحة 2030 التي تتطلع بريطانيا لتوطيد الشراكة في بلوغها.
حماية مصالح
من جانبها، قالت البارونة ناتالي إيفانز، زعيمة مجلس اللوردات البريطاني، إن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، زعيم عربي مهم وقيادة طموحة داعمة للسلام وداعمة للتنمية في المناطق الفقيرة، وحوّل قطر خلال سنوات قليلة إلى قوة سياسية واقتصادية ودبلوماسية وازنة إقليميا ودوليا، وتُقدر بريطانيا لقطر دورها الرائد والانخراط الناجع في كل القضايا الدولية المؤثرة، خاصة أزمة الخليج الحالية والصراع «السعودي الإماراتي الإيراني» إلى جانب أزمة اليمن وليبيا، جميعها قضايا تتطلع بريطانيا لإيجاد حلول ناجعة لها، حفاظا على أمن واستقرار العالم، وحماية المصالح البريطانية في هذه المنطقة الهامة.
علاقات قوية
فيما أكد براندو لويس، وزير الدولة للأمن ونائب الاتحاد الأوروبي، أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى لندن دليل على قوة العلاقة الثنائية في هذه المرحلة الصعبة بالنسبة لبريطانيا، وسعى رئيس الوزراء بوريس جونسون إلى رسم مسار أعمق للعلاقات في المرحلة المقبلة، وهي رؤية ليست جديدة، وإنما سعى رئيس الوزراء إليها منذ توليه وزارة الخارجية في حكومة رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي، وبرزت في مواقف واضحة قاطعة منذ اندلاع أزمة الحصار الجائر منتصف عام 2017، كما يؤكد جونسون دائماً على الحضور القطري القوي في الاقتصاد البريطاني، وتوسع قاعدة الاستثمار، لا سيما في لندن التي كان جونسون عمدتها منذ وقت قريب، لهذا التقى رئيس الوزراء البريطاني صاحب السمو بحفاوة واهتمام بالغين، مؤكدا في تصريحات قبيل اللقاء على أهمية قطر السياسية والدبلوماسية، وأهمية الشراكة القطرية البريطانية الممتدة منذ عقود.
رؤية طموحة
وأوضحت أندريا ليدسوم، وزير الدولة للأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية، أن بريطانيا لديها خطة طموحة للعمل مع قطر في تحقيق الرؤية الوطنية 2030، التي تشمل مجالات متنوعة وممتدة مثل «التعليم والصحة والرياضة والاستثمار والتصنيع والتكنولوجيا والدفاع والزراعة والنقل»، ويتم الترتيب لتوسيع قاعدة المنفعة المتبادلة بين البلدين خلال زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لا سيما أن قطر توسعت في مجال الاستثمار الخارجي في «إفريقيا وآسيا وأميركا وأوروبا»، ونحن نتطلع للانخراط الإيجابي في هذه الاستثمارات بالشراكة وفق رؤية قطر الطموحة وسياستها لتوسيع موارد الدولة، وعدم الاعتماد على النفط، إلى جانب تطلع بريطانيا للشراكة الأوسع في مجال الغاز المسال إلى المملكة المتحدة، الذي تعتمد عليه بريطانيا بشكل كبير، لهذا نسعى حاليا لأن نشارك في مشروعات توسع إنتاج الغاز الطبيعي المسال في قطر، لتأمين الطاقة لبريطانيا، إلى جانب توسيع الاستثمارات البريطانية الخارجية، وهي رؤية طموحة لرئيس الوزراء البريطاني، يقابلها ترحيب وتعاون قطري سخي إلى جانب تسهيلات من الحكومة القطرية «القوة الاقتصادية الصاعدة بقوة في المنطقة»، لتعميق الشراكة مع بريطانيا القوة الاقتصادية الأولى في العالم.
copy short url   نسخ
22/09/2019
1086