+ A
A -
كتب- سعيد حبيب
توقع البنك الدولي تحقيق دولة قطر معدل نمو اقتصادي بواقع 2 % في 2019 بالتزامن مع ارتفاع الإنفاق الحكومي الرأسمالي على المشاريع التنموية الكبرى، على أن يصل معدل نمو الاقتصاد القطري إلى 3 % في 2020، ثم يتسارع النمو إلى 3.2 % بحلول العام 2021، مدفوعاً بازدياد قوة النشاط في قطاع الخدمات مع اقتراب موعد بطولة كأس العالم «مونديال 2022». وفي إطار رؤية قطر الوطنية 2030، خططت الدولة لإنفاق حوالي 60 مليار ريال (16.4 مليار دولار) على مشاريع البنية التحتية والاستثمارات العقارية على مدار السنوات الأربع المقبلة، كما تمضي قطر قُدماً وبخطى سريعة في خطط زيادة السعة الإنتاجية للغاز الطبيعي المسال على نطاق واسع، ما من شأنه زيادة سعة تسييل الغاز بأكثر من الثلث.
ورجح البنك الدولي، في تقريره الذي يحمل اسم: «الارتفاع إلى آفاق أعلى: تشجيع المنافسة العادلة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، استقرار اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي في ظل التقديرات التي تؤشر إلى أن أسعار النفط ستدور حول مستوى 60 دولارا للبرميل، بينما تشير التقديرات إلى بلوغ معدلات النمو الاقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي إلى مستوى 2.2 % عام 2020 و2.7 % عام 2021، ومع ذلك لا تزال التحديات الأساسية قائمة رغم جهود التنويع الاقتصادي في دول الخليج.
وتشير تقديرات البنك الدولي إلى تراجع معدل النمو الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى 0.6 % هذا العام مقابل 1.2 % العام الماضي، وتم تعديل توقعات النمو لعام 2019 بخفضها 0.8 نقطة مئوية مقارنة بتوقعات شهر أبريل 2019، وذلك بسبب هبوط أسعار النفط منذ أبريل، كما يشير التقرير إلى أن الآفاق الاقتصادية للمنطقة عرضة لمخاطر سلبية ملموسة، وعلى الأخص منها تفاقم المصاعب الاقتصادية العالمية وتصاعد التوترات الجيوسياسية. وقال فريد بلحاج، نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: «نفذت بلدان المنطقة إصلاحات جريئة لاستعادة الاستقرار في الاقتصاد الكلي، لكن معدل النمو المتوقع أقل من المطلوب وغير كاف لخلق فرص عمل للسكان ممن هم في سن العمل والذين تزداد أعدادهم بشكل سريع. لقد حان الوقت للقيام بإجراءات قيادية شجاعة وبعيدة النظر لتعميق الإصلاحات، وإزالة العوائق أمام المنافسة، وإطلاق العنان للإمكانات الهائلة التي يتمتع بها 400 مليون شخص في المنطقة بوصفهم مصدراً للطلب الجماعي الذي يمكن أن يحرك النمو والوظائف». ويتوقع البنك الدولي نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي بالمنطقة على المدى المتوسط ??بنسبة 2.6 % عام 2020 و2.9 % عام 2021، ويتمثل محرك الارتفاع المتوقع في معدل النمو في المقام الأول في زيادة الاستثمارات في البنية التحتية بدول مجلس التعاون الخليجي وانتعاش الاقتصاد الإيراني مع تلاشي آثار العقوبات الأميركية. غير أن التقرير يشير إلى أن ارتفاع أسعار النفط سيفيد العديد من بلدان المنطقة المصدرة للنفط على المدى القصير، ولذا فإن الأثر العام سيتمثل في الإضرار بالتجارة والاستثمار والإنفاق على البنية التحتية بالمنطقة.
وإضافة إلى عرض توقعات النمو الاقتصادي لكل بلد، يؤكد التقرير على أن المنافسة غير العادلة في المنطقة تنتج عن الأسواق التي تهيمن عليها الشركات المملوكة للدولة والشركات ذات العلاقات السياسية، مما يثبط الاستثمار الخاص ويحدّ من فرص العمل ويمنع عددًا لا يُحصى من الشباب الموهوبين من الازدهار. وفي هذا السياق، قال رباح أرزقي، رئيس الخبراء الاقتصاديين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في البنك الدولي: «إن غياب المنافسة العادلة يعوق تنمية القطاع الخاص بالمنطقة، الذي يؤكد تاريخه أنه مصدر لفرص العمل والنمو الواسع، ويتسنى أمام بلدان المنطقة فرصة لإحداث أثر تحوّلي في اقتصاداتها عن طريق تحقيق تكافؤ الفرص الاقتصادية، وخلق بيئة أعمال تشجع على تحمّل المخاطر وتكافئ الابتكار وزيادة الإنتاجية».
وقال البنك الدولي إن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بحاجة إلى تطبيق إصلاحات اقتصادية أكثر جرأة وعمقا. ومن المتوقع أن يسجل نمو إجمالي الناتج المحلي في المنطقة 0.6 % عام 2019، وهي نسبة ضئيلة من المعدل المطلوب تحقيقه لتوفير فرص عمل كافية للسكان المتزايدة أعدادهم في سن العمل. وحتى في البلدان القليلة التي شهدت فترات من النمو الأعلى، لم ينخفض معدل الفقر، مما يشير إلى ضرورة استحداث إصلاحات لترسيخ المنافسة العادلة وتعزيز النمو الشامل. وقد حان الوقت لبلدان المنطقة كي تركز على تفكيك الاحتكارات في أسواقها وتسخير الطلب المحلي الجماعي في اقتصادها لتحقيق النمو الذي يقوده قطاع التصدير إقليميا ودوليا. ويؤكد البنك الدولي أن تشجيع المنافسة العادلة أمر رئيسي لبلدان المنطقة كي تستكمل الانتقال من الاقتصاد المُوجه إلى اقتصاد السوق، مطالبا أيضًا بتحويل الشركات المملوكة للدولة في المنطقة إلى شركات مساهمة، وتشجيع القطاع الخاص، وتهيئة تكافؤ الفرص بينهما.
copy short url   نسخ
11/10/2019
3498