+ A
A -
الدوحة- الوطن
نظمت جامعة قطر حفل تخريج طالبات كلية الإدارة والاقتصاد ضمن الدفعة الثانية والأربعين، وذلك يوم أمس الخميس، في مجمع الرياضات والفعاليات الجديد بجامعة قطر، وبحضور سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، رئيس رابطة رجال الأعمال القطريين وضيف شرف الحفل، والدكتور آدم فضل الله عميد كلية الإدارة والاقتصاد ولفيف من أعضاء هيئة التدريس بالكلية وأولياء أمور الطالبات. ويبلغ إجمالي عدد خريجات كلية التربية في دفعة 2019، 576 خريجة.
كلمة ضيفة الشرف
وفي كلمته، قال سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، رئيس رابطة رجال الأعمال القطريين وضيف شرف حفل تخريج طالبات كلية الإدارة والاقتصاد: «أشكركم على دعوتكم الكريمة، فإنِّي سعيدٌ جدًا أن أكون بينكم اليوم في حفلٍ مليء بأهل العلم وطُلابه، وأجد أن تواجدي اليوم بينكم هو تكريمٌ لي شخصيًا، وفي هذا اللقاء أودّ أن أقولُ لكم أنِّي، خلال سيرتي المهنية، نجحت في أمور وأخفقت في أمور وقد تعلمت من كل ما واجهته في حياتي وسعيت لتحقيق النجاح».
وأضاف قائلًا: «اليوم تخرِّج جامعة قطر عددا من الخريجين والخريجات المسلحين بالعلم، وأودُّ أن أقول لهم إنَّ عليهم أن يسعوا لبناء وخدمة وطنهم، تمامًا كما فعلت كافة الأجيال المتعاقبة من قبلهم، فهذه المنطقة التي ظهر فيها النفط منذ سنوات طويلة لم يكُن لديها إلا إنسانها المخلص الذي كوَّن خبراته العملية والعلمية المتراكمة، فهؤلاء الرجال حافظوا على موارد قطر وتاريخها، وهذا هو دوركم، عليكم أن تكتبوا تاريخ هذا البلد العظيم، وأن تقدموا كل ما فيه فائدة ونفع وإنجاز لبلادكم».
وقال: «في الحياة المهنية لا تتوقعوا أن تحققوا كُلَّ شيءٍ بسهولة، فلا بُدَّ للفرد من أن يتعلَّم ويحاول دائمًا ويقاوم كافَّة التحدِّيات التي تواجهه، ففي ميدان العمل لا يوجد معلم ليشرح لكم، بل عليكم تثقيف وتعليم أنفسكم وتوجيهها إلى المسار الصحيح. يجب أن يكون لدينا جميعًا رؤية واضحة ومستدامة نحو المحافظة على مواردنا، وأن نتحوَّل من مرحلة الاستهلاك إلى مرحلة الإنتاج وتبديد ظاهرة الاستهلاك الزائد والتبذير، وأهم معادلة أدعوكم إلى تحقيقها تكمُن في الاحتفاظ بقيمكم الأخلاقيَّة العُليا، من أمانة وكرَّم ونزاهة وغيرها من مكارم الأخلاق، بالإضافة إلى بناء علاقات مهنية اجتماعية متينة، فبهذه المعادلة ستتمكنون من تحقيق الكثير من الإنجازات والأهداف بإذن الله تعالى».
كلمة ممثلة الخريجات
بدورها قالت الخريجة لبنى مروان حمادة ممثلة خريجات كلية الإدارة والاقتصاد: «بيّن الصادقُ المصدوقُ (صلى اللهُ عليه وسلمَ) أهميةَ العلمِ والتعلمِ والتعليمِ، وعلى إثر نهجهِ خَطَت قيادتُنا الحكيمةُ خطواتٍ متواصلةً لإعلاءِ شَأن العلمِ، وتعليمِ الشبابِ كافةً، وتنويعِ المجالاتِ والتخصصاتِ، لنصل إلى 2030 ونحن أمةً متكاملةً تعيشُ على أرضٍ عامرةٍ بعقولٍ عالمةٍ عاملةٍ. أخواتي الخريجات، فلتنطلقْ أبصارُنا في عِنان الذكريات، حين كنّا نَضِيْعُ بين مباني الجامعةِ وساحاتِها الواسعةِ، ثم نحنُ الآن نَحتويها في قلوبنا الأوسع، حين سلّمنا بحثَنا الأولَ في السنةِ الأولى، ثم نحنُ اليومَ قد سلّمنا أبحاثَ التخرجِ، حين كنّا نحنُ من يَسْألُ أينَ هذا وأين ذاك؟ ثم أصبحنا نحنُ من يُرشِدُ الوجوهَ الجديدةَ التائهةَ مُخفينَ في ابتسامتِنا ذكرياتٍ ومشاعرَ كثيرةً! في بداية حياتِنا الجامعيةِ كنا نُحاطُ بمزيجٍ من مشاعرِ: الخوفِ والقلقِ والفرحِ والتوترِ، تماما كما نحنُ اليومَ، حيث اجتمعنا هنا بمشاعرَ مَزَجَتْ ذكرياتِ الماضي بسعادةِ الحاضرِ وترقب المستقبلِ».
وأضافت: «كلمةُ حقَّ لها أن تكونَ مَجْمَعَ كلِّ معاني السعادةِ والفرحِ والفخرِ، نحن خريجاتٌ يا آبَاءَنا وأمهاتِنا يا من أمسكتم بأيدينا منذُ البدايةِ، نحنُ الخريجاتُ يا أساتذتَنا المنيرين لنا دروبَ العلم، نحن الخريجاتُ يا جامعَتَنا التي احتوتنا طوالَ الأعوام حتى أزهرَ ربيعُنا، نحن الخريجاتُ يا قطر، نحن منكِ وإليكِ، نِلنا قطوفَ العلمِ من أرضِكِ، ونتعهدُ أن نزرعَ بذورَنا فيها، وأن نسْقِيهَا ونُنَمِّيهَا، وأن نفنى لخدمِتها وإعلاءِ شجرِها وإزهارِها. استلمتُ وإياكِ للتوِّ أولَ مفتاحٍ من مفاتيحِ الإنجازِ، وهو حتماً لن يكون الأخيرَ، فنحن متعهداتٌ أن نعيدَ رسمَ الابتسامةِ على وجوهِ والدِيْنا من جديد، مقدمِين لهم مفاتيحَ أكبرَ بإنجازاتٍ أعظمَ، ونحن المتعهداتُ بأن نرفعَ اسم دولة قطر بين دول العالم أجمع، وأن نقدم لها الأفضلَ لأنها حقاً تستحق منا الأفضلَ».
وقالت: «ختاما، فَلْنَغُضَّ الطرفَ الآن عن سماءِ الذكرياتِ لنحدِّقَ في أفقِ المستقبلِ الذي ينتظرنا، أترونَ الشمسَ هناك، تلمعُ أشعتها في عيونِنا التي امتلأتْ بدموعِ الحماسِ!، أترون كم المستقبلُ واسعٌ!، ما كان ليكونَ بهذا الاتساعِ، لولا هذه الجامعةُ التي فتحت لنا أبوابها، ومنحتنَا مساحاتٍ واسعةً، مهدتْ لنَا دروباً عظيمةً، ليس فقط في العالمِ الأكاديمي، بل أهدْتنَا خبرات متنوعةً متكاملةً تمتزجُ فيها الثقافاتُ، قدمت لنا فرصة التعرفِ على ذواتِنا وعالمِنا الصغيرِ، وقدمت لنا مفاتيح العالمِ الكبيرِ مترامي الأطراف، كل ذلك في تلك السنواتِ السريعةِ التي هي بدايةٌ لمسيرةِ طموحٍ لا ينتهي».
كلمة عريفة الحفل
بدورها، قالت الخريجة ريما ناهض نايف أحمد شعت عريفة الحفل: «من هنا.. من موطن العلمِ، من بيت الثقافةِ والعلومِ، من أرضٍ أنشأتْ أجيالًا متميزةً، نطوفُ معكم على أجنحةِ الخيالِ، إلى عالمٍ سَرْمَدِيِّ الجمالِ، لنرسمَ لأَنفُسنَا صورةً زاهيةً في هذا الحفلِ الجميلِ، في قلب جامعةِ قطر. نأتي اليوم بكُلِ ما نملِكُ من بهاءٍ وصفاءٍ ووفاءٍ، لننشرَ ألوانَ التجديدِ ونسيرُ باتجاهِكُم مُحَمَّلينَ بأنفاسٍ نديةٍ وبأروعِ الكلماتِ. يشهدُ التاريخُ العريقُ لجامعةِ قطر على تطورها يومًا بعد يومٍ حاضرٌ مليءٌ بالإنجازاتِ، وتاريخ مفعم بعبق الإصرار والإنجاز. احتلت جامعة قطر في أحدث إحصاءات مؤسسة كيو إس الدولية المرتبة مائتين وست وسبعين بين جامعات العالم لعام ألفين وعشرين، وهذا الإنجاز ليس حصاد اليوم، بل نتاج عمل متواصل امتد لسنوات، وبالمقابل حققت كلية الإدارة والاقتصاد طفرة نوعية في قائمة مؤسسة كيو إس للتصنيف العالمي للجامعات، حيث حصلت على مراتب متقدمة، في مجالات المحاسبة والمالية، الاقتصاد والاقتصاد القياسي، والإدارة والتسويق. وذلك يؤكد قوة برامجها الأكاديمية، بالإضافة إلى تميز مستوى خريجيها، والذي بدى واضحا من التغذية الراجعة من سوق العمل حيث تؤكد الأخبار أنهم أصحاب ريادة وكفاءة، علاقات كلية الإدارة والاقتصاد مع شركائها المحليين والدوليين وطيدة وتتعزز باستمرار».
وأضافت: «تمكنت كليتنا، كلية الإدارة والاقتصاد والتي تأسست في العام ألف وتسعمائة وخمس وثمانين؛ من الحصول على الاعتماد الأكاديمي منذ العام ألفين وعشرة من الجمعية الدولية لتطوير كليات إدارة الأعمال (AACSB) والتي تعد الأسبق والأقدم على مستوى العالم في منح الاعتماد الأكاديمي لكليات إدارة الأعمال. الفرحةُ سيدةُ شعورِنا هذا اليوم، فها نَحنُ اليوم نحقق حُلمُنا الذي انتظرناه، أخيرا نجلس على مقاعِدِ التخرجِ، ونترقب بشوق المستقبل القادم».
copy short url   نسخ
11/10/2019
2920