+ A
A -
عواصم - وكالات - سيطر الجيش التركي وقوات المعارضة السورية، أمس، على كامل مدينة تل أبيض بعد ساعات من دخولهم الأحياء الغربية لها، وبلدة المبروكة ومخيمها شرق المدينة الواقعة شمالي شرقي سوريا.
وتأتي سيطرة قوات المعارضة مدعومة من الجيش التركي على المدينة بعيد الإعلان عن سيطرتها على أربع قرى غرب مدينة رأس العين شمال الحسكة، إضافة لبلدة سلوك شمال محافظة الرقة.
وسيطر الجيش التركي والمعارضة السورية على معبر رأس العين الحدودي مع تركيا وعلى 18 قرية بين مدينتي تل أبيض ورأس العين، وقطعا الطريق الرئيسي بين الحسكة وحلب.
في المقابل، قالت قوات سوريا الديمقراطية إن مقاتليها تصدوا للهجمات التي شنت على مواقعهم، وإن 45 من مقاتليها سقطوا في المعارك الدائرة في شمالي شرقي سوريا.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية السيطرة على الطريق الدولي (إم 4)، الواصل بين منبج والقامشلي، بعد النزول إلى عمق 30-35 كيلومتر شرق نهر الفرات في إطار عملية «نبع السلام».
وارتفعت حصيلة قتلى العملية في الجانب الكردي، وفقا لوزارة الدفاع التركية، إلى 480 قتيلا منذ انطلاق عملية نبع السلام الأربعاء الماضي.
وفي السياق ذاته، ذكرت شبكة شام أن الجيش الوطني السوري أعلن أمس الأول عن كشف شبكة أنفاق كبيرة للقوات الكردية خلال عمليات التمشيط في مدينة رأس العين.
وذكرت أنه تم نشر صور لشبكة أنفاق محصنة «كانت تستخدمها عناصر «قسد» في مدينة رأس العين بمحاذاة الحدود السورية التركية، والتي زعمت أنها ردمتها تطبيقا لاتفاق المنطقة الآمنة. وأضافت أن الآلية المتبعة من طرف قوات الجيش الوطني السوري مدعومة بالقوات التركية تقوم على ضرب الخواصر المحيطة في المدن والتجمعات السكنية، والسيطرة على القرى والبلدات والطرق المحيطة بهذه التجمعات تمهيدا لإحكام الطوق عليها من محاور عدة، مما يجبر القوات الكردية على الانسحاب.
وكشفت وكالة الاناضول عن تسليم 24 إرهابيا من تنظيم «ي ب ك/‏ بي كا كا» أنفسهم للجيش التركي، بعد أن أيقنوا ألا خيار أمامهم سوى ترك السلاح والاستسلام، في ظل تواصل عملية «نبع السلام» بنجاح شرق الفرات بسوريا، كما هو مخطط-حسب قول الوكالة.
وعلمت الأناضول من مصادر عسكرية، أن بعض عناصر التنظيم بدأوا بالفرار، مع التقدم المستمر للقوات المسلحة التركية، في منطقة العملية.
وأكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس أن التهديدات الغربية بفرض عقوبات على أنقرة وحظر تصدير الأسلحة إليها لن تدفعها لوقف عمليتها العسكرية ضد الارهابيين في سوريا.وقال إردوغان في خطاب متلفز «بعدما أطلقنا عمليتنا، واجهنا تهديدات على غرار عقوبات اقتصادية وحظر على بيع الأسلحة (لأنقرة). من يعتقدون أن بإمكانهم دفع تركيا للتراجع عبر هذه التهديدات مخطئون كثيراً».
وأعلنت كل من فرنسا وألمانيا السبت تعليق تصدير الأسلحة إلى تركيا على خلفية العملية.
وأعلن أردوغان أنه تحدّث هاتفيًا مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الأربعاء وبحث معها مسألة حظر الأسلحة.
وقال «طلبت منها تفسير الأمر لي. هل نحن حقًّا حلفاء في حلف شمال الأطلسي، أم أن المجموعة الإرهابية (بي كا كا) انضمت إلى حلف الأطلسي من دون علمي؟».
ورفض كذلك فكرة أي وساطة بين أنقرة والتنظيم الكردي، وقال «متى رأيتم دولة تجلس على الطاولة ذاتها مع مجموعة إرهابية؟».
وتتواصل العملية التي أطلقتها تركيا استنادا إلى حقوقها النابعة من القانون الدولي، و«حق الدفاع المشروع عن النفس» الذي تنص عليه قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بمكافحة الإرهاب، والمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، في إطار احترام وحدة أراضي سوريا.
من جهة أخرى، قال القيادي فيما تسمى قوات سوريا الديمقراطية ريدور خليل إنهم وخلال كل السنوات الماضية لم يشكلوا تهديدا لتركيا، ولم يطلقوا أي طلقة باتجاهها.
وأشار خليل إلى أن حلفاء قوات سوريا الديمقراطية تخلوا عنها عبر سحب قواتهم من الحدود التركية، معتبرا ذلك خيبة أمل كبيرة وطعنة من الخلف.
وفي الجانب الإنساني، أعلنت الأمم المتحدة أمس أن العملية العسكرية التركية الجارية في الشمال السوري أجبرت 130 ألف شخص على الفرار من منازلهم، مشيرة إلى أنها تتوقع أن يرتفع هذا العدد أكثر من ثلاث مرات. وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لاركي «انتقلنا إلى سيناريو الاستعداد لنزوح ما يقارب من 400 ألف شخص داخليا في أنحاء المناطق المتأثرة» بالعملية التركية، مضيفا أن هؤلاء سيكونون «بحاجة إلى المساعدة والحماية». واستقر كثير من النازحين عند أقاربهم أو لدى مجتمعات محلية مضيفة.
copy short url   نسخ
14/10/2019
2214