+ A
A -
اليمن- الوطن - محيي الدين الشوتري
على الرغم من حالة عدم الاستقرار في اليمن وتواصل الحرب المستعرة في البلاد منذ خمس سنوات لا يزال توافد المهاجرين الأفارقة لليمن مستمرة الأمر الذي يبعث مزيدا من القلق لدى اليمنيين بتبعات هذا التوافد غير المنظم على الأراضي اليمنية ومخاطرها الأمنية والصحية على البلاد التي تشهد أشد الكوارث الإنسانية في العالم بحسب وصف منظمة الأمم المتحدة وتقول مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أكثر من 97 ألف لاجئ إفريقي وصلوا إلى اليمن خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام 2019 .
وأشارت المفوضية في تقرير لها إلى ارتفاع عدد اللاجئين الجدد إلى اليمن هذا العام رغم القتال الواسع النطاق في البلاد والأزمة الإنسانية وأوضحت المفوضية أن المنظمة الدولية للهجرة قدرت أن حوالي 97 ألفا و96 لاجئا وصلوا إلى اليمن في الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري وذكرت المنظمة الدولية أن بين هؤلاء اللاجئين 37 ألفا و224 شخصا وصلوا في الفترة بين أبريل ومايو الماضيين وأشار التقرير إلى أن الإثيوبيين لا يزالون يشكلون غالبية اللاجئين الجدد وأن الهجرة الدولية قدمت الدعم اللازم والخدمات الأساسية لهؤلاء اللاجئين ويتخذ المهاجرون من القرن الإفريقي اليمن طريق عبور نحو دول الخليج لاسيما السعودية التي يدخلونها عن طريق التهريب بهدف العمل وكانت منظمة الهجرة الدولية قالت في الثامن والعشرين من سبتمبر الماضي إن عدد المهاجرين الأفارقة الذين سهلت إجلاءهم من اليمن إلى بلدانهم بشكل طوعي خلال العام 2019 ارتفع إلى5 آلاف شخص وتقدر الأمم المتحدة وجود نحو280 ألف لاجئ إفريقي في اليمن معظمهم من الجنسيتين الإثيوبية والصومالية.
وفي وقت سابق قالت منظمة هيومن رايتس ووتش ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في تقرير لها إن مهاجرين وطالبي لجوء أفارقة في اليمن يتعرضون لانتهاكات جسدية وجنسية في مراكز احتجاز وذكرت هيومن رايتس ووتش أن مسؤولين حكوميين يمنيين عذبوا واغتصبوا وأعدموا مهاجرين وطالبي لجوء من القرن الإفريقي بمركز احتجاز بمدينة عدن الساحلية في جنوب اليمن وإن السلطات رحلت مهاجرين بشكل جماعي في ظروف خطيرة عبر البحر ولفتت المنظمة في بيانها إلى أن وزارة الداخلية اليمنية استجابت لتحقيق أجرته المنظمة حيث قالت إنها عزلت قائد المركز وبدأت في نقل المهاجرين إلى موقع آخر وأوضحت المنظمة في بيانها أن المركز يخضع لسيطرة الحكومة اليمنية وتم ترحيل المئات عبر البحر في قوارب مكتظة داعية الحكومة إلى محاسبة المسؤولين عن ذلك. وتابعت هيومن رايتس ووتش أنه منذ مطلع 2017 جرى احتجاز مئات الإثيوبيين والصوماليين والإريتريين من مهاجرين وطالبي لجوء ولاجئين في مركز احتجاز اللاجئين بمديرية البريقة في عدن وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في تقرير منفصل إنها تلقت تقارير عن احتجاز لاجئين وطالبي لجوء ومهاجرين وإساءة معاملتهم وترحيلهم قسرا في اليمن لكنها لم تحدد أين يحدث ذلك وأضافت: تحدث ناجون إلى المفوضية عن تعرضهم لإطلاق النار والضرب بشكل اعتيادي واغتصاب بالغين وأطفال فضلا عن الإذلال بما يشمل الإجبار على التعري والإجبار على مشاهدة عمليات إعدام دون محاكمة والحرمان من الطعام.
من جانب آخر يدفع القطاع التعليمي ثمنا كبيرا كنتاج لاستهداف المباني التعليمية جراء استخدامها كثكنات عسكرية وهو الأمر الذي تسبب في حرمان آلاف الطلاب من مواصلة العملية التعليمية بسبب الدمار الذي تعرضت له الكثير من المنشآت التعليمية بالإضافة لمقتل العديد من المعلمين أثناء المواجهات العسكرية وانتقال البعض من المعلمين للقطاع العسكري والاتفاق مع بدلاء عنهم بسبب شح الرواتب والأجور الحكومية وهو ما شجع العشرات للالتحاق بالقطاع العسكري ووفقا لمركز الدراسات والإعلام التربوي في اليمن فقد بلغ عدد القتلى من المعلمين 1300 معلم منذ اندلاعها في مارس 2015م كما ذكر المركز ذاته عن هجرة ونزوح زهاء 26 بالمائة من المعلمين داخليا وتعرض قرابة 3600 للاعتقال والإخفاء القسري ونوه المركز عن تحول 20 بالمائة من المعلمين في اليمن إلى ممارسة أعمال قتالية فيما توجه المئات من المعلمين إلى ممارسة أعمال أخرى بعد أن توقفت مرتبات أكثر من 170 ألف تربوي منذ ما يزيد على العامين.
ووفقا لليونيسف فإن 1812 مدرسة بما يمثل 10 بالمائة تقريبا من إجمالي مدارس البلاد خرجت عن الاستخدام جراء التدمير الكلي لـ 264 منها والجزئي لـ1396 مدرسة كما استخدمت 147 مدرسة لإيواء النازحين في بعض المناطق ووفقا للمسح الوطني لرصد الحماية الاجتماعية 2013 أي قبل انقطاع الرواتب الحكومية فقد منع الفقر 37 في المائة من إجمالي الأطفال خارج المدارس من مواصلة التعليم حيث كان هناك تفاوت كبير في حصول الأطفال اليمنيين على التعليم إذ بلغت نسبة الملتحقين بالمدارس بين أغنى 20 في المائة من السكان نحو 98 في المائة مقابل 53 في بالمائة فقط بين أفقر 20 في المائة من السكان. ويقول تقرير لليونيسف أن هناك 1.6 مليون طفل نازح من إجمالي 3 ملايين نازح بسبب الحرب وأن 1246 طفلاً قتلوا في الحرب الجارية كم أن هناك 235 طفلاً اختطفوا أو أخفوا قسرياً مع ارتفاع في معدلات عمالة الأطفال كما تحول تلاميذ المدارس إلى هدف للتجنيد من أطراف الصراع في اليمن. وتقول الأمم المتحدة إنّها تحققت بشكل مؤكد من تجنيد 1572 طفلاً في العام الماضيين، وهذا الرقم يبدو متواضعاً أمام الرقم الحقيقي الذي لم يتسنَّ للمنظمة الأممية التحقق منه.
copy short url   نسخ
15/10/2019
272