+ A
A -
نادر العضيانيضوء وظلذكرنا في المقال السابق وجود ثلاثة أجزاء تتكون منها الحصة، هذه الأجزاء لا نستطيع النظر للمجال الأول- إستراتيجيات وسلوكيات فصلية- من مجالات «القاعدة جيدة الإعداد للتدريس» دون أن تكون هذه الأجزاء مأخوذة بعين الاعتبار، حيث لكل جزء من هذه الأجزاء عناصره الخاصة من تلك الإستراتيجيات، نتطرق اليوم للجزء الأوّل وللإستراتيجيات المتعلقة به.
ما الأجزاء النمطية في الحصة؟ هناك أشياء تتكرر في كل حصة وتأخذ طابعاً نمطيا لابد من تكراره لأسباب أكاديمية أحياناً وإدارية أحياناً أخرى، بل يجب أن تظهر هذه الأشياء أو العناصر في بداية كل حصة، وذلك من أجل إعطاء إشارة البدء للطلبة ببداية انطلاق الدرس ومن أجل ضمان عدم بدء الدرس دون الحضور الذهني للطالب، وهذا الجزء ليس مقصوداً منه جزءًا زمنياً يكون فقط في بداية الحصة، بل هو جزء ربما يمتد حتى نهاية الحصة، ولكنه يختص بعناصر محددة في المجال الأول «الإستراتيجيات والسلوكيات الفصلية».
أول عناصر هذا الجزء هو ما يتعلق بتقديم أهداف تعليمية ومقاييس واضحة لقياس هذه الأهداف وهذا الجزء أو العنصر لابد وأن يكون جزءًا نمطياً يتكرر في كل الحصص، حيث إن تقديم الأهداف وعرضها مع وضع مقاييس واضحة لقياسها هي أجزاء نمطية يفترض ألا يتم البدء دونها، بل لا يجوز مهنياً أن نبدأ دون أن نفعل ذلك، وفعل ذلك ليس بالضرورة أن يكون دائماً على مستوى واحد من الأداء، حيث إن هناك عدة مستويات لأداء المعلم عندما يقوم بذلك، هذه المستويات من الأداء تتعلق بما يقوم به وبما يقوم به الطلبة أيضاً، ولهذا ليس كل ما يقوم به المعلم بخصوص هذا الجزء «تقديم الأهداف وقياسها» يعني بأن المعلم أدّى ما يفترض أن يقوم به مالم يُحقق ذلك الغاية المرجوة منه.
لابد أن يقدّم المعلم هدفاً تعليمياً واضح الصياغة، ومرفقا بالمقاييس أو المؤشر المرجعي، الذي يصف مستويات الأداء ومدى علاقتها بالهدف التعليمي، كي يستطيع أن يحدد مستوى طلابه، ويستطيع الطلبة أن يحددوا مستوياتهم بناءً على المؤشرات المرجعية المرفقة للأهداف، وهنا أود أن أقول إن على كل معلم أن يتدرب على كيفية بناء سلالم الأداء المتعلقة بالأهداف التعليمية؛ لكونها تعمل وكأنها خريطة طريق واضحة المعالم لكل من المعلم وطلابه للمضي قدماً في المساق الدراسي، ولكونها كذلك تمنحهما القدرة على قياس التقدم الذي يحرزونه.
وللتأكد من هذا العنصر «عرض الهدف وقياسه» فإن هناك أشياء يجب القيام بها والعمل على تطويرها مع الوقت حتى تترسخ خبرة المعلم في هذا العنصر ومن ثم العمل على عنصر آخر من عناصر المجال الأول، ولا يتنافى ذلك مع العمل على بقية العناصر بالتوازي..
من هذه الأشياء مثلاً: يكون لدى المعلم هدف تعليمي مكتوب بالفصل بما يمكّن كل الطلاب من رؤيته.. كما أن الهدف التعليمي واضح من حيث المحتوى المعلوماتي أو المعرفي، كمقابل لنشاط ما أو تكليف وهذه دلائل ربما يسهل للمراقب رصدها في بداية الحصة ولكنها ليست كل شيء، بل يفترض كذلك أن يكوّن المعلم الاستدلال اللازم للإشارة إلى الهدف التعليمي خلال الدرس. إضافة إلى أن لدى المعلم مقياسا أو مؤشرا مرجعيا يتصل بالهدف التعلمي، معلق بالفصل ليراه كل الطلاب.
ثمة ضرورة قصوى لعرض الأهداف والتأكد من مدى وضوحها ودقتها؛ لكونها قاطرة الدرس، ولكونها الوجهة التي يسير إليها المتعلمون حتى الانتهاء من الحصة؛ ولهذا فإنه يفترض من كل معلم صقل خبراته في هذا العنصر باستمرار حتى يستطيع توظيف الهدف التدريسي بشكل يُعظم من مخرجات الطلبة ويُجوّدها.
copy short url   نسخ
15/10/2019
1861