+ A
A -
كتب - محمد حربي
أكد سعادة السفير فكرت أوزر، سفير الجمهورية التركية لدى الدوحة، أن قوات تركيا لم تدخل سوريا بهدف الاحتلال، وأن عملية نبع السلام من أجل مهمة محددة لمكافحة الإرهاب، وإقامة منطقة آمنة تسمح بالعودة الطوعية للسوريين، معربا عن دهشته من الموقف العربي الذي ارتفعت حدة انتقاده وهجومه بقسوة، في وقت فشلوا فيه، ولم يستطيعوا من قبل أن يجتمعوا على رأي واحد قوي ومؤثر بالوقوف في وجه إسرائيل التي تحتل فلسطين منذ عام 1948، كما وصف قرارات الجامعة العربية الأخيرة ضد الأتراك بأنها عبارة عن حبر على ورق، موضحا أنهم طرقوا جميع أبواب القوى العظمى والمنظمات الدولية المعنية والفاعلة، لوضعها في الصورة قبل وخلال تنفيذ العمليات المسلحة داخل الأراضي السورية، وطمأنة الجميع بمراعاة المدنيين، وعدم انتهاك حقوق الإنسان، كما تنص المبادئ والمواثيق والقوانين والمعاهدات الأممية.
وأشار إلى أنهم حينما أرادوا منع تسليح الجيش التركي ببعض الأسلحة المتطورة، كان ذلك نعمة، حيث فجر طاقات التحدي واستطاع الترك أن يصنعوا أسلحتهم بأيديهم، وبعد أن كانوا يلبون 20 بالمائة من احتياجاتهم ذاتيا، وصلوا اليوم إلى ما يزيد على 70 بالمائة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار، مشددا على أنهم يقدرون الدول الصديقة التي حرصت على متابعة سير الأحداث، وفي مقدمتهم دولة قطر، من أجل الوقوف على التطورات.. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي.
وقال سعادة السفير فكرت أوزر إن تركيا كانت دوما مصرة على اجتثات تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، معربا عن أسفه لمن استعانوا بالتنظيم الإرهابي ( QIG) و(بي كا كا) للقضاء على تنظيم الدولة، موضحا أن تنظيم بي كا كا الذي يمتد من شرق الفرات إلى الحدود العراقية على مسافة 11 كيلومترا، وهي تمثل تهديدا واضحا لتركيا، التي سبق لها وتحدثت مع الأصدقاء وكل المعنيين، للمطالبة بضرورة القضاء على هذا التنظيم دون اللجوء إلى الحرب، لكن الأصدقاء خذلونا، وأصروا على التحالف مع الأكراد، فقررت تركيا القيام بعملية عسكرية لمواجهة التنظيم الإرهابي، لافتا إلى أن الهدف هو إبعاد الخطر الإرهابي عن الحدود التركية، وإعادة السوريين من المنطقة التي غادروها بسبب تنظيم «داعش» أو بسبب تنظيم «بي كا كا».
وأوضح سعادة السفير فكرت أوزر أنه بعد طرد تنظيم الدولة دخل لاجئون من أصول كردية، بحدود 330 ألف شخص، بدلا من داعش، وهم أخطر منهم، مشيرا إلى أن نحو 15 ألف سوري رفضوا العودة إلى المنطقة، وفضلوا الاستقرار في تركيا، خوفا من تنظيم بي كا كا.
وأشار سعادة السفير فكرت أوزر إلى أن تركيا ملتزمة تماما بمحاربة الإرهاب الناشئ في سوريا، والسجل التركي حافل بالنجاحات من حيث جهود مكافحة الإرهاب في سوريا، موضحا أنهم كعضو ملتزمون في التحالف العالمي ضد تنظيم الدولة، وهم الدولة الوحيدة التي تقود معارك حقيقية على الأرض ضد داعش، من خلال عملية درع الفرات، وغصن الزيتون وليس هناك جيش حارب داعش مثلما فعل الجيش التركي.
وأضاف سعادة السفير فكرت أوزر أن التهديد الإرهابي على حدود تركيا لا يقتصر على داعش، فقد تعرضوا لاكثر من 100 عدوان من وحدات حماية الشعب وقوات «بي كا كا»، الدرع العسكري الذي تعتبره الاتحاد الأوروبي تنظيما إرهابيا، وأنهم أطلقوا عملية نبع السلام لأجل ضمان أمن الحدود السورية، وإبعاد السوريين من اضطهادهم.
وشدد سعادة السفير فكرت أوزر على أن العملية يتم تنفيذها على أساس القانون الدولي، ووفقا لحق الدفاع عن النفس، وفقا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، ولن يستهدفوا سوى العناصر الإرهابية ومخابئهم ومساكنهم ومواقعهم وأسلحتهم ومعداتهم مثلما حدث في عملية درع الفرات وغصن الزيتون، موضحا أنه حتى الآن لم يتم استهداف أي مدنيين أو أماكن بها مدنيون، بينما الإرهابيون يطلقون قذائف الهاون من حدائق الأطفال وأماكن تجمعات المدنيين، لكن تركيا لم ترد تفاديا لإصابة المدنيين، وأطلقوا نحو 300 قذيفة هاون قتلت نحو 300 مدني، بينهم طفل عمره 9 أشهر، وفندق صحفيين جنوب تركيا.
وقال سعادة السفير فكرت أوزر إنه تم إبلاغ الولايات المتحدة والحلفاء الموجودين في المنطقة بالعمليات العسكرية في الوقت المناسب، وستبقى القنوات مفتوحة لمنع التصعيد العسكري، واتخذوا خطوات لإبلاغ المجتمع الدولي بالعمليات وأهدافها، كما أبلغ الرئيس أردوغان الرئيس ترامب بالعملية وأهدافها، وأيضا اتصل ببوتين، وإبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن، والأمين العام لحلف الناتو، وسفراء الدول أعضاء مجلس الأمن، والدول الإقليمية في لقاء معهم بوزارة الخارجية. كما تم تقديم مذكرة شفوية للقنصلية السورية في إسطنبول.
وأوضح سعادة السفير فكرت أوزر أنهم أكدوا التزامهم بوحدة الأراضي السورية، وإعادة المنطقة إلى وحدة الأراضي السورية بعدما احتلتها القوات الكردية، وتمت تسميتها غرب كردستان، رغم أن نسبة الأكراد لا يتجاوزون 15 بالمائة، لكنهم شردوا أهلها وجلبوا مهاجرين من أماكن أخرى، ومن شمال العراق، وطردوا أهل المنطقة من العرب والتركمان خارج المنطقة، ولجأوا إلى تركيا، وهم ضيوف لدينا.
وأشار سعادة السفير فكرت أوزر إلى أنهم يعتزمون مواصلة العملية إلى حين القضاء على جميع الإرهابيين وضمان أمن حدودهم، وتحرير السوريين المحليين من طغيان الأكراد وتهديد داعش، موضحا أن قواتهم تعمل منطقة آمنة من الإرهاب في شمال شرق سوريا ومن شأن ذلك أن يشجع أهلها على العودة إلى بلادهم، حيث يوجد 300 ألف تركي سوري لاجئ سيعودون طوعا إلى بلادهم بعد تطهيرها من الأرهاب.
ونوه سعادة السفير فكرت أوزر بأنه ليست لديهم نوايا مخفية أو مخطط لتعديل البنية الديمغرافية في المنطقة، بل ستكون فرصة لإعادة مليون سوري مشرد بما فيهم العرب والمسيحيون والتركمان للعودة إلى أرض أجدادهم بعد تعرضهم للتطهير العرقي من قبل قوات بي كا كا، وضمان وحدة الأراضي السورية، ووقف المخططات الانفصالية.
وأكد أن الائتلاف الوطني السوري والحكومة الوطنية السورية بصفتهما الممثلين الشرعيين للشعب السوري يدعمان العملية، إلى جانب زعماء الأتراك والمسيحيين في المنطقة، لافتا إلى أن التنظيم الكردي منع تعلم اللغة السوريانية واللغة العربية والتعليم الديني في المنطقة، مثل بلدة رأس العين، لأن التنظيمين ليس لديهما قيم دينية، ويحثون الأكراد في العراق وتركيا على اعتناق دين عبدة النار.
وعن رفض الدول العربية والأوروبية، قال سعادته: تركيا أعلنت خطتها وهدفها من العملية العسكرية، وبعض الأنظمة مثل فرنسا وألمانيا انتقدت العملية لانتشار تلك التنظيمات في الدول الأوروبية، خاصة ألمانيا وفرنسا التي تدعم المنظمات الكردية منذ عهد ميتران.
ووصف سعادة السفير فكرت أوزر بيانات ماكرون بأنها بعيدة تماما عن الحقيقة، وفيها تجاهل مطلق للحقائق التاريخية، وأن تركيا واثقة من أهدافها، وأن قرار بعض الدول وقف الأسلحة عن تركيا لم يعطلها من إتمام العملية بقدراتهم الخاصة.
وحول عدم تواصل تركيا مع الدول العربية، أكد أن العديد من الدول العربية غارقة في أزماتها، ولم نجد أي ردود إيجابية، ويعتبرون العملية التركية احتلالا، مثلما جاء في قرار الجامعة العربية، وهي قرارات غير واقعية ولا تراعي الأوضاع والتهديدات التي تواجه تركيا، ورغم تعهداتنا باحترام وحدة الأراضي السورية، والتزامنا بالعودة إلى أراضينا وعدم وجود أي نية للبقاء في المناطق الحدودية التركية - سوريا بعد تحريرها من الإرهابيين، وقد عانينا كثيرا من التهديدات الإرهابية. والدول العربية صم بكم أمام التهديدات التي تهدد بلادنا.
كما أكد سعادة السفير فكرت أوزر أنه لم يكن هناك رد من القنصلية السورية حول مراسلة تركيا لها قبل بدء العملية، لأن التخاطب معها في اتجاه واحد، وأن انضمام الجيش السوري إلى جانب قوات التحالف السوري مجرد إشاعات، وهناك محاولة للتلاعب بالقوى الكبرى، كما وجه الشكر لدولة قطر التي حرصت على متابعة الأحداث والاطمئنان على الأوضاع.
وانتقد ما تم في اجتماع جامعة الدول العربية الذي أعد نصوصا قاسية ضد تركيا وتغيرت خلال النقاشات الداخلية وتوصلوا إلى صيغة مماثلة، موضحا أن دولا رفضت مسودة القرار مثل الكويت، وهذا يعني غياب قرار مشترك وبعيد عن الواقع، والاتهامات الموجهة لتركيا غير واقعية، والقرار حبر على ورق، وأتمنى أن الجامعة توحد موقفها ضد إسرائيل.
ونفى أن يكون هناك أي تخفيض للعلاقات الدبلوماسية العربية مع تركيا، وأنهم سينتظرون ما مدى تطبيق القرار، وأن العلاقات مع مصر على مستوى القائم بالأعمال.
copy short url   نسخ
15/10/2019
1081