+ A
A -
وشغل فيلم الجوكر وسائل التواصل الاجتماعي العالمية، والعربية والمحلية في الأسابيع الماضية، وذلك إثر ما ارتبط به من نجاح كبير، وفي ذات الوقت ارتباطه بمفاهيم قد تكون هامة، حيث تؤثر على المجتمعات، مثل مفاهيم ترتبط بالأمراض النفسية وسلوك الأفراد المتأثر بالنشئة الاجتماعية، وضياع القدوة، وارتباطه بمسألة العنف، وقضايا التنمر، التي تبدأ في مراحل التنشئة، فتناول الفيلم قضايا مواطنة تبدأ من تحمل الدولة، وتكاليف العلاج، وتنصلها من ذلك في الفيلم، وهو ما أدى إلى سلسلة من التبعات، والقتل، واستخدم الفيلم تنوعا في العرض والإخراج.. عمل كبير من أعمال الكتابة، سواء في القصة نفسها والسيناريو وغيرها.
الفيلم الأميركي «الجوكر»، الذي تم طرحه في دور العرض حول العالم مطلع الشهر، والذي سلط الضوء على الشخصية الشريرة الأشهر في عالم الأبطال الخارقين، ويحكي الفيلم قصة أرثر فليك الفنان الكوميدي الذي يعاني من مرض عقلي وينخرط في عالم الجريمة مدفوعاً بتعثر حياته الشخصية والمهنية، فكان الجدل حول أن شخصية الجوكر والفيلم، وتعرض الفيلم إلى حملة هجوم كبيرة واتهامات بترويج العنف ونشر الفوضى، وحذر النقاد من عواقب المشاهدة.
وقد استهل الجلسة الدكتور حسن رشيد بأن السينما تعتبر الفن السابع، وهذا هو المفهوم العام المتعارف عليه في الساحة الفنية العربية، ويعتبر العمل السينمائي واقعا متسارعا في الساحة، ويعد الفيلم «الجوكر» من أكثر الأفلام السينمائية التي أوجدت صدى كبيرا في العالم، ومن خلاله تم توظيف كل الإمكانيات الجذب في العمل الفني، سواء من حيث النص أو الإمكانيات التقنية التي تعتبر عاملا أساسيا في جذب الأنظار للعمل السينمائي، الذي نتج عن أبداع فني كبير لارتباط السينما بالعمل الفني والصناعة الاقتصادية لدى الغرب، وهذا المبدأ الذي اتخذته السينما الأميركية منذ سنة 1941م.
من جانب آخر، قال السيد عبد الرحمن نجدي، مدير عام شركة قطر للسينما وتوزيع الأفلام، إن فيلم «الجوكر» يعتبر ظاهرة فنية سينمائية مهمة في الساحة الفنية وإنتاج الأفلام، وقد تم العمل على أبرز شخصية كانت عادية في البداية إلى أن وصلوا بها إلى شخصية شعبية وهذه الشخصية كانت منذ بداياته المبكرة في مطلع أربعينيات القرن الماضي كان دائماً في صحبة «باتمان»، وشخصية محورية في حبكة أفلامه وقصصه المصورة، كان الرجل الأكثر شراً، هزم «باتمان» مرات لا تحصى، ظهر في ثلاثة أفلام روائية طويلة بأداء مذهل من نجوم كبار، أول أداء لافت لشخصيته قدمه الممثل الكبير جاك نيكلسون عام 1989 في فيلم «باتمان»، تبعه الأداء الأسطوري للممثل الراحل هيث ليدجر في فيلم «الفارس الأسود» عام 2008، وأخيراً قدمه الممثل والمغني جاريد ليتو في فيلم «سوسايد سكواد» عام 2016.
بدروه، قال الدكتور عبد الحق بلعابد، باحث وأكاديمي جزائري متحصل على دكتوراه في قضايا الأدب ومناهج الدراسات النقدية المقارنة، إن فيلم «الجوكر» 2019 (Joker)، من بطولة خواكين فينيكس وإخراج تود فيليبس، أكثر فيلم إثارة للجدل هذا العام، بسبب تصويره المتعاطف بشكلٍ كبير مع إنسان وحيد ومريض عقلياً، يصبح بطلاً بعد انغماسه في عمليات قتل يُنظر إليها على أنها هجوم وانتقام من النخبة الثرية في البلاد، والسينما العالمية تكتب من جديد بصدور فليم الجوكر 2019 (Joker)، من بطولة خواكين فينيكس وإخراج تود فيليبس، حيث أصبح في الآونة الأخيرة مثار جدل بين النقاد المتخصصين والمشاهدين، بين متقبل لهذا البطل المريض نفسيا والمحبط مهنيا في سبيل تحقيق حلمه البسيط المتمثل في أن يصبح ممثلا كوميديا، وبين البطل الخارج من مخيال الأبطال الخارقة الذي يحمل كما هائلا من العنف والفوضى.
وأشاد معظم الحاضرين بالأفكار التي يطرحها الفيلم وطريقة تناوله للقضية التي تلعب المتغيرات الاجتماعية في تكوين الشخصية العنيفة، وأن العنف هو صناعة المجتمع، وأثرت المداخلات من جانب الحضور العديد من النقاط الفنية والاجتماعية والنفسية، فقد قالت الدكتورة هلا السعيد استشارية النفسية من خلال مداخلاتها، إن المتغيرات الخارجية توثر على سلوك الأفراد وتشاركها العملية البرمجة اللغوية والعصبية التي تلعب دورا كبيرا في إيجاد سلوك معين لدى الأفراد، وهذا ما تجسد في شخصية بطل فيلك «الجوكر»، في حين لفت المخرج حمودة إلى نظرته للفيلم التي تعتبره عملا فنيا مميزا من حيث النص والصور والموسيقى التصويرية، وهذا عمل أقنع المشاهد وجعله يعيش القصة مما يحقق الهدف من الفيلم.
وتأتي هذه الجلسات ضمن الأنشطة والفعاليات الثقافية والنقدية التي ينفذها الملتقى القطري للمؤلفين، ويسعى من خلالها إلى تشجيع ثقافة النقد الأدبي بين الكتاب لتعميم الفائدة، وإثراء المشهد الثقافي والإبداعي القطري بمختلف الكتابات.نظم الملتقى القطري للمؤلفين، في مبنى وزارة الثقافة والرياضة بقاعة الحكمة، جلسة نقاشية نقدية حول فيلم «الجوكر»، مع ضيوف الجلسة: الكاتب والناقد المسرحي الدكتور حسن رشيد، والسيد عبد الرحمن نجدي مدير عام شركة قطر للسينما وتوزيع الأفلام، وأدار الجلسة الدكتور عبدالحق بلعابد بحضور حشد من المهتمين والمختصين.
copy short url   نسخ
15/10/2019
1217