+ A
A -
كتب- محمد الربيع
عبّر الفنان التشكيلي السوداني صلاح المر عن سعادته لعرض أعماله لجمهور الفن والمهتمين بالفنون البصرية في الدوحة بجاليري المرخية، احدى أهم صالات العرض في المنطقة، وبالحضور المميز لافتتاح معرضه «احتفالية النهر» من التشكيليين القطريين والمقيمين في قطر من السودان والوطن العربي والعالم، والإعلاميين وجمهور التشكيل.
وقال في حوار مع «الوطن» عن أثر المكان في تجربته الفنية: إن المكان مرتبط بالزمان، وهو من أهم المكونات البصرية للفنان، حيث يستدعي تفاصيل الحياة اليومية والعلاقات الإنسانية، في لحظة إنتاج العمل، التي تبدأ مبعثرة وتجتمع في بؤرة العمل اللوحة.
وقال المر: أنا أنتمي لأسرة تسكن على ضفاف النيل الأزرق، وحياة غالبية أهل المكان مرتبطة بحرفتي الزراعة وصيد السمك، مما شكل عندي مشاهدات يومية متراكمة، صارت ملهمة في أعمالي.
وعنوان معرضي«احتفالية النهر» هو للتمييز، لأن غالبية الاعمال لها علاقة بالحياة حول النهر في منطقة الجريف غرب بالخرطوم، على ضفاف النيل الأزرق. فالنهر باعث ومحرض على الحياة.
وأضاف: الفنان يتحرك في مجموعة أطر تشكل ذاكرته البصرية، تحتاج في تنفيذها إلى إدراك لتحويلها إلى نسق وشكل، وبتراكم التجربة في الأداء، تتحول إلى أسلوب، يتطور وينمو، ويصبح معبرا عن أفكارك وأسلوبك وطريقتك في العمل.
وعن علاقته بالمتلقي، قال المر: المتلقي محرض على الاستمرارية بالنسبة للفنان، وهو أساسي ومهم للتجربة، لكن الفنان في لحظة العمل يخضع لإرادة الفكرة والذاكرة.
وحول تجربته في إنتاج أغلفة الكتب والعلاقة بين التشكيل والنص المقروء، قال المر: لقد درست فنون التضميم «الجرافيك» وأغلفة الكتب محرك رئيسي في هذا الفن، وتتعدد أشكال الإلهام في صناعة أغلفة الكتب، فقد ينتج التشكيلي لوحة خاصة بعد قراءة الكتاب، من خلال خيوط تقوده إلى اللوحة، وقد يستدعي عملا فنيا يناسب مضمون الكتاب، وقد يوحي نص الكتاب للتشكيلي بأفكار يختزلها في صورة معينة للغلاف.
يستمر معرض «احتفالية النهر» بمقر جاليري المرخية في بمقره في مطافئ- مقر الفنانين لغاية 22 نوفمبر المقبل.
درس صلاح المر التصميم الجرافيكي في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية في جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا في الخرطوم، مع خبرة تمتد لثلاثة عقود، شارك المر في معارض جماعية ومنفردة في شرق إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا وأميركا الشمالية، نشر 12 كتابًا للأطفال ؛ وأخرج ستة أفلام وثائقية قصيرة وأفلام خيال تم عرضها في مهرجانات الأفلام الدولية.
كانت معروضة «عطور الغابة والصور»، التي عرضت في متحف الشارقة للفنون (الإمارات العربية المتحدة) في فبراير 2018، معروضة استعادية حول ذكريات طفولة المر في السودان. ومؤخرًا، وفي خريف عام 2018، تم عرض أعمال المر في جاليري ساتشي في لندن في معرض «الغابات والأرواح: فن تصويري من مدرسة الخرطوم» إلى جانب اثنين من نجوم فن الحداثة السودانية البارزين، كمالا إسحاق وإبراهيم الصلاحي. في مايو 2019، أقام المر معرضًا منفردًا بعنوان «استوديو كمال» في جاليري سيركل للفنون في نيروبي.
يتم جمع أعمال المر على نطاق واسع وهي مدرجة في المجموعة الدائمة لمتحف الفن الأفريقي المعاصر (مكال) في مراكش ومتحف الشارقة للفنون ومتحف Weisman Art Museum بالولايات المتحدة الأميركية.
ويقول الفنان صلاح المر عن معرضه: النهر جوار منزلنا يحتفل كل يوم بقدوم جدي وهو محمل بالخضار والفاكهة من بستانه المروي بماء النهر، وجدي الآخر بسلة من بلطي النهر من صيده اليومي، إنها الحياة.
المعرض يضم هذه الاحتفالات اليومية العادية الرجل يسبح في النهر، وآخر يدون مذكرات وأشعارا، وآخر يتأمل ويتغنى. وامرأة تحن إلى غائب طال غيابه والكون يدور في أقصى دورانه ويرجع ليحتفل معنا بالنهر.
copy short url   نسخ
17/10/2019
2124