+ A
A -
كتب - محمد الجعبري

شاركت السيدة عائشة حسن العبدالله، الحاصلة على درجة الماجستير في المكتبات والمعلومات من كلية لندن الجامعية قطر، مع مجموعة من الخبراء في «بوك سبرنت»، والتي تم تنظيمها الفترة الماضية من قبل شركة «بوك سبرنت» بالتعاون مع كلية لندن الجامعية قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، ومكتبة جامعة قطر،حيث تم تبادل العديد من الأفكار الابتكارية مع قيام الخبراء بتأليف كتاب خلال خمسة أيام فقط. وأكدت عائشة العبدالله والتي تعمل رئيس قسم المستودع الرقمي والأرشفة في مكتبة جامعة قطر، أن فعالية «بوك سبرنت» تجربة متميزة، كونها جمعية تضم مجموعة من الخبراء والمختصين من نفس المجال تحت سقف واحد، مما ساعد على إنشاء كتاب يتكون من 160 صفحة تقريبًا خلال خمسة أيام، وبمعدل 12 إلى 15 ساعة عمل يوميًا، وخلال هذه التجربة شهدت تعاون مجموعة متنوعة من المختصين في مجال المكتبات والمتاحف، فكان منهم الباحثون، المكتبيون، أخصائيو تكنولوجيا المعلومات ومجموعة من مديري مشاريع المختبرات.. وإلى نص الحوار:
{ كنتِ إحدى المشاركات في فعالية «بوك سبرنت»، أخبرينا عن تفاصيل هذه الفعالية.
- هي عبارة عن فعالية تنظمها شركة «بوك سبرنت» بالتعاون مع كلية لندن الجامعية قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، ومكتبة جامعة قطر، تجمع خبراء من جميع أنحاء العالم، في مجال معين، لتبادل الأفكار والخبرات فيما بينهم، مع التزام كبير من جميع المشاركين، أن يقوموا بتأليف كتاب خلال خمسة أيام فقط، من ابتكار الفكرة ومناقشتها ووضع الخبرات وتقنين الأفكار وتلخيصها، وصولًا إلى إدراجها تحت فصول كتاب ومحتوى هادف يستفيد منه الجميع.
{ ما الذي دفعك للمشاركة في هذا النوع من الفعاليات؟
- تعتبر مختبرات الابتكار تطورًا جديدًا في المكتبات الأكاديمية والجامعية، والمشاركة تعد نقلة نوعية لمكتبة جامعة قطر التي تسعى إلى مواكبة هذا التطور والنظر في إمكانية تطبيقه حيث لم يتم حتى الآن إنشاء معمل للابتكار في المكتبات الجامعية في دولة قطر، سعدت بتمثيل مكتبة جامعة قطر وذلك تلبية للدعوة التي تلقتها المكتبة للمشاركة في تنظيم الفعالية، وكمؤلف مشارك، كانت هذه فرصة مثالية بالنسبة لي، للتعمق بشكل أكبر في هذا المجال ومساعدتي على إعداد خطة لإنشاء مختبر للابتكار في المستقبل في مكتبة جامعة قطر، وإيماناً بأهمية هذا التطور للمكتبات، الذي يساهم في إنشاء منصة للتعلم والإبداع والإنتاج الفكري.
وقد ساهمت هذه الفعالية في خلق رؤية شاملة وتصور أوضح لآلية مختبرات الابتكار، مما يساعدنا على إنشاء مختبر ابتكار يرتقي بمستوى المختبرات الموجودة في المؤسسات المكتبية العريقة في جميع أنحاء العالم مثل المكتبة البريطانية الرائدة في هذا المجال.
{ من هي الفئة المستهدفة للمشاركة وهل جميع «معامل الابتكار» متشابهة ؟
- يهدف هذا النوع من الفعاليات إلى استقطاب جميع المختصين والمهنيين المهتمين في مجال معين بهدف تسخير الخبرات الموجودة حاليًا ووضع كافة الخبرات والأفكار حول موضوع معين في كتاب واحد يتم كتابته ومراجعته من قبل الخبراء المشاركين في الفعالية، فعلى سبيل المثال كان موضوع مختبرات الابتكار في المؤسسات الثقافية هو محور هذه الفعالية وتم من خلاله إنشاء كتاب للذين يرغبون بإنشاء مختبر للابتكار في مختلف المؤسسات الثقافية، فجميع مختبرات الابتكار متشابهة إلى حد كبير ولكن تختلف الخدمات باختلاف نوع المؤسسة الثقافية، واختلاف احتياجات المستخدم فيها.
على سبيل المثال، تعتبر مكتبة جامعة قطر مكتبة جامعية أكاديمية، نستهدف من خلالها فئة محددة ومعينة، وهم الطلبة والأساتذة والأكاديميون في الجامعة، أما المكتبات الوطنية العامة فهي تستهدف جميع الفئات العمرية في خدماتها.
{ تتسم فعالية بوك سبرنت بطابعها المميز، فهي تعتمد على الالتزام الشديد من قبل المشاركين بإنتاج كتاب في إطار زمني محدد، حدثينا عن هذه التجربة.
- أضافت لي فعالية «بوك سبرينت» تجربة وخبرة فريدة من نوعها، كونها جمعتني مع مجموعة من الخبراء والمختصين من نفس المجال تحت سقف واحد، مما ساعدنا على إنشاء كتاب يتكون من 160 صفحة تقريبًا خلال خمسة أيام، وبمعدل 12 إلى 15 ساعة عمل يوميًا، وخلال هذه التجربة شهدت تعاون مجموعة متنوعة من المختصين في مجال المكتبات والمتاحف، فكان منهم الباحثون، المكتبيون، أخصائيون تكنولوجيا المعلومات ومجموعة من مديري مشاريع المختبرات، وبغض النظر عن الفترة المحدودة أو التحديات التي كانت تواجهنا، كنا جميعنا نسعى إلى إنشاء كتاب مرجعي ودليل عالمي حول «مختبرات الابتكار» في المؤسسات الثقافية يسهم في تعزيز المعرفة بمختبرات الابتكار وتستفيد منه كافة المؤسسات الثقافية في مخططاتها وبالأخص المكتبات التي بصدد إنشاء مختبرات للابتكار.
{ ما الذي يمكن أن تقدمه «معامل الابتكار» للطلاب والأكاديميين، وهل تقدم خدمات في مجالات معينة ؟
- نسعى أن يكون مختبر الابتكار بيئة للتطور والإبداع، يركز على المجالات المبنية على التقنيات التكنولوجية ويعزز من ثقافة الابتكار في مجتمع الجامعة، بحيث يكون كفرصة للتعلم الفعال والابتكار من خلال تزويدهم بالأدوات اللازمة للاكتشاف والتفكير الإبداعي المختلف. بشكل عام، مختبرات الابتكار ليست مقتصرة على شيء معين فحسب، وهدفها الأساسي تحويل الأفكار الإبداعية إلى واقع ملموس بحيث يستفيد منها الجميع، في المكتبات، تعتبر مختبرات الابتكار كمساحة حاضنة للابداع والابتكار والتطوير حيث لا تقدم خدمات معينة، بل نسعى من خلالها إلى تقديم كافة الخدمات التي تلبي احتياجات المستخدم بفعالية وكفاءة عالية.
{ حدثينا عن موضوع الكتاب بشكل عام، وهل هو متاح الآن.
- أَعددنا كتاب بعنوان Open A GLAM Lab، وكلمة GLAM هي اختصار لمجالات المعارض، والمكتبات، والأرشفة، والمتاحف. سيتم نشر الكتاب والإعلان عنه وتقديمه في أسبوع الاتاحة الحرة، والذي يصادف 21-27 أكتوبر 2019. حيث سيتم نشره إلكترونياً وبشكل مجاني وذلك دعمًا ومشاركةً من مكتبة جامعة قطر للمحتوى المعلوماتي ونشر الفكر الثقافي بحيث يكون المحتوى العلمي منشور إلكترونيًا بدون قيود مالية أو قانونية أو فنية وذلك للاستفادة القصوى من الكتاب. كما سيتم وضع نسخة من الكتاب في المستودع الرقمي المؤسساتي لجامعة قطر كنوع من الناتج الفكري لها وسيكون الكتاب متاح للجميع.
{ برأيك، ما أهمية إصدار كلية لندن الجامعية- قطر بالتعاون مع مكتبة جامعة قطر والمكتبة البريطانية أول دليل عالمي حول تأسيس مختبرات الابتكار في مؤسسات التراث الثقافي؟
- العديد من المؤسسات تعمل على دراسة مشروع ووضع مقترح حول إنشاء مختبر للابتكار، كما يريد الكثير منهم معرفة المزيد حول كيفية إعدادها وصيانتها والمحافظة عليها والتعلم من خبرات تلك المؤسسات التي قامت بذلك بالفعل. إنشاء هذا الكتاب المرجعي كان بمثابة فرصة لمن أقاموا بالفعل مختبرات في مؤسساتهم وأرادوا مشاركة تجاربهم مع غيرهم من المهنيين حتى يتمكنوا من بناء مختبرات أفضل.
{ وماهو التأثير الذي أحدثته كلية لندن الجامعية قطر، إحدى الجامعات الشركة لمؤسسة قطر، عند تنظيم هذه الفعالية ؟
- إن موضوع مختبرات الابتكار في المؤسسات الثقافية يعد الأول من نوعه في فعالية بوك سبرينت. مما يعطي قيمة أكبر لموضوع الكتاب الذي تم إنشاؤه لمساعدة مؤسسات التراث الثقافي في بناء مختبرات أفضل للابتكار والتي غالبًا ما تكون مربوطة بالموارد وتحتاج إلى المساعدة من خلال الفعالية التي نظمتها كلية لندن الجامعية، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، قمنا بإعداد كتاب يعد مصدر إلهام لجملع العالملين في مجالات المعارض والمكتبات ودور المحفوظات والمتاحف والجامعات ومؤسسات التراث الثقافي الأخرى للتعلم والاستفادة من أولئك الذين كتبوا بصدق عن تجاربهم ومشاركة التحديات التي تحملوها، والأخطاء التي ارتكبوها، وتقديم دروس واقعية حول ما تعلموه على مدار سنوات عديدة في إنشاء مختبرات الابتكار وصيانتها والحفاظ عليها، أعتقد أن لهذا الكتاب تأثيرا كبيرا قد يمنع العديد من المؤسسات من إعادة نفس التجارب ويوفر عليهم الوقت والمال والموارد أيضًا.
باختصار، نأمل أن يحدث فرق بإخلاص وأن نثبت أن مشاركة السياقات التي نعمل فيها والتجارب يمكن أن يغير مختبرات الابتكار للأفضل.
{ ما الذي أضافته لك هذه التجربة على الصعيد الشخصي والمهني؟
- كانت مشاركتي قيمة للغاية، كوني التقيت بمجموعة من نخبة الخبراء من مكتبة الكونغرس، والمكتبة البريطانية، والتي تعتبر من المكتبات الرائدة في مجال مختبرات الابتكار في قطاع التراث الثقافي، والتي تسعى إلى توسيع قاعدة العاملين والمهتمين بإطلاق وتشغيل هذه المختبرات من جميع أنحاء العالم.
خلال الفعالية، التقيت ذوي الخبرة في مختبرات الابتكار، وشاركت أفكاري وآرائي حول هذا المجال كما استفدت بشكل أكبر من أفكارهم وتجاربهم وآرائهم مما شكّل إضافة لي على المستوي الشخصي والمهني، من خلال هذه التجربة، نسعى إلى أن نحذوا حذوهم، ونحاول قدر المستطاع أن ننشئ مختبر ابتكار بهذا المستوى المرموق والمتاح للعالم.
{ كيف ساهمت معرفتك العلمية والعملية في مواكبة التطورات في مجال المكتبات؟
- تمكنت من مواكبة التطورات في مجال المكتبات من خلال دراستي الماجستير للمكتبات وعلم المعلومات في كلية لندن الجامعية قطر، وتوظيف دراستي البكالوريوس لهندسة الحاسب في جامعة قطر في مجال المكتبات من خلال العمل في مكتبة جامعة قطر. بالإضافة إلى قسم المستودع الرقمي والأرشفة الذي تم إدراجه مؤخراً كقسم جديد في المكتبة، ومن خلاله نسعى جاهدين إلى مواكبة التطورات الحاصلة في مجال المكتبات.
ومن الجدير بالذكر أن بالإضافة لخبرتي العملية في مكتبة جامعة قطر فقد أعطتني دراستي في كلية لندن الجامعية قطر الفرصة للاطلاع بشكل أكبر على مجال المكتبات من منظور علمي وأكاديمي، كما فتحت لي مجالات أوسع وساعدتني على توظيف ما قمت بدراسته في عملي.
copy short url   نسخ
17/10/2019
1002