+ A
A -
نادر العضيانيضوء وظلتطرقنا في المقالات السابقة إلى خمسة شروط لزيادة خبرة المعلم، ثم عرضنا الشرط الأول بشكل موجز وتطرقنا للمجالات الأربعة التي تندرج تحته، وبعد ذلك أخذنا المجال الأول بشيء من التفصيل «مجال الإستراتيجيات والسلوكيات الفصلية» وقلنا بأن هذا المجال لا يمكننا الحديث عنه إلا في سياق الحصة الدراسية؛ ولهذا وضحنا أن الحصة الدراسية تتكون من ثلاثة أجزاء.
عرضنا الجزء الأول بشكل مفصل «الأجزاء النمطية من الدرس» وفي هذا المقال ننتقل إلى الجزء الثاني، وهو الجزء المتعلق بالمحتوى «الأجزاء المكونة للمحتوى». ويُقسم هذا الجزء إلى ثلاثة أقسام فرعية.
الأول يختص بتقديم محتوى جديد وهو ما سنعرضه في هذا المقال، بينما الجزء الثاني يتعلق بممارسة المعرفة وتعميقها، ثم الجزء الأخير الذي يتعلق بتوليد الفروض واختبارها(تطبيق المعرفة)، وهما -أي الجزء الثاني والثالث- ما سنناقشهما في مقالات لاحقة.
في الواقع فإن الأجزاء المكونة للمحتوى هي العمود الفقري لكل درس يُقدمه المعلم؛ لأنه لا حصة دون محتوى، ولهذا تكمن أهمية هذه الأجزاء الثلاثة؛ ولأن النهايات تُعرف من خلال البدايات فإن للجزء الأول أهمية بالغة في كونه إحدى ركائز دافعية الطلبة؛ لكون الطلبة إن لم يتفاعلوا في بداية الدرس فإنهم سيعزفون عن تلقي المعلومات جملة وتفصيلا! وهم-أي الطلبة- عندما يكتشفون أنهم مجرد مستمعين فقط سيتسرب إليهم الملل والسأم ومن هنا برزت الحاجة الماسة للتعلم النشط، حيث يُعتبر التعلم النشط ضرورة وليس مجرد مواكبة للمتغيرات التي طرأت على الأدب التربوي..
هنا بعض العناصر المُندرجة تحت بند تقديم المحتوى الجديد ولابد لكل معلم يُريد أن يطور خبراته من العمل عليها جميعاً والانتقال بمهاراته من المعرفة المجردة إلى ما هو أبعد كالتشكيل المعرفي ثم إلى الأداء المستقل.
إن العنصر الأول في تقديم المعرفة الجديدة هو تنظيم الطلاب للتعامل مع المعرفة الجديدة وهذا التنظيم يعني أن يقوم المعلم بتقسيم الطلاب إلى أزواج أو مجموعات ثلاثية لمناقشة أجزاء صغيرة من المحتوى.
ثم العنصر الثاني وهو الإعداد المسبق للمحتوى الجديد كأن يستخدم المعلم بعض الأسئلة القبلية أو استراتيجية المنظمات المتقدمة أو تعلم ماذا تُريد أن تتعلم، ثم يلي ذلك العنصر الثالث حيث يجب على المعلم تقسيم المحتوى إلى أجزاء يمكن فهمها واستيعابها، كأن يقدم المحتوى في أجزاء صغيرة ثم بعد ذلك العنصر الرابع وهو أن يقوم المعلم بإثراء المعلومات والمعارف الجديدة من خلال طرح أسئلة على طلابه تتطلب منهم الاستنتاج والمناقشة، ثم العنصر الخامس حيث يطلب المعلم من الطلاب تسجيل المعرفة وعرضها من خلال القيام بالتلخيص وتسجيل الملاحظات والدفاع عن الاستنتاجات التي يتوصلون إليها، يلي ذلك العنصر الأخير وهو الانعكاس على التعلم ونعني به أن يوضح الطلبة ما فهموه وكذلك ما قد يثير اللبس لديهم وعدم الفهم.
copy short url   نسخ
12/11/2019
2421