+ A
A -
{ تصوير - إبراهيم العمري
افتتح سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة النسخة الثانية من ملتقى كتاب الدراما في فندق المسيلة بحضور ومشاركة نخبة من الكتاب والنقاد والفنانين العرب من 14 دولة عربية ومن دول المهجر. ودعا سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة في كلمته كتّاب الدراما والفنانين إلى الولوج في أعماق بحر الوجدان العربي، لاستخراج مكامن القوة في التراث والثقافة العربية بقيمها وأخلاقها لتنعكس على واقع الدراما العربية، مؤكدا أن العالم العربي يزخر بالمفكرين والكتاب والمبدعين وخاصة الشباب، الذين يمكنهم أن يعبروا عن الأبعاد الثقافية والتصورات الإنسانية الكبرى وأهمها الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية والانفتاح على الآخر والاهتمام بالعلوم والآداب لتكون بداية انطلاقة نهضة مجتمعاتنا العربية من خلال أعمال درامية تترجم هذه التصورات وتحدث الوعي وترتقي بالوجدان العربي وتعزز قيم الإنسانية بعيدا عن التنميط أو التفرقة بسبب جنس أو لون أو عرق.
وأوضح أن الملتقى يشكل فرصة ودوحة تلتقي فيها طيور الثقافة والإبداع للبحث والنقاش في قضايا الأمة عبر الدراما وما يمكن أن تشكله من تغيير ثقافي في المجتمع، مشيرا إلى أن وزارة الثقافة والرياضة تهتم بمخرجات وتوصيات الملتقى التي تنعكس إيجابا على واقع الدراما العربية، ومن ذلك جاءت استجابة الوزارة باستحداث جائزة عربية للكتابة الدرامية استجابة لتوصيات الملتقى الأول الذي عقد في العام الماضي، لافتا إلى أن الجائزة في نسختها الأولى حققت نجاحا ملموسا حيث تقدم إليها ما يقرب من 820 عملا إبداعيا في مختلف فئاتها من مختلف الدول العربية ومن الكتاب العرب في دول المهجر، لافتا إلى أن لجان التحكيم مازالت تواصل عملها لتعلن النتائج قريبا بإذن الله.
يساهم الملتقى في إيجاد حالة من الحراك والوعي لدى الكتاب بالإضافة إلى تكوين انعكاسات إيجابية على الحركة المسرحية، ويضم جدول فعالياته مجموعة من الجلسات التي ستقام على مدار يومي الحدث، فيناقش محورين رئيسيين يدور الأول حول «الدراما العربية على محك التصورات الكبرى»، ويتم خلاله مناقشة إيجابيات الواقع وحاجة الانطلاق إلى مناطق جديدة، ودور الكتابة الدرامية بين توقعات الأجيال وتوقعات المجتمع وفئاته المختلفة من خلال هوية الدراما الموجودة بين المرفوض والغائب، وبين الخصوصية للدراما المنتظرة، ويتضمن هذا المحور عددا من المداخلات في جلستين حيث تناقش الأولى، ورقة بعنوان «الدراما العربية بين جماليات السرد وإشكاليات الخطاب» مقدمة من الكاتب التونسي الدكتور كمال بن وناس، وأخرى بعنوان «الحاضر والغائب من التصورات الكبرى في الدراما العربية» يقدمها المخرج الأردني الدكتور محمد خير الرفاعي، فيما تناقش الجلسة الثانية «كيف تؤسس التصورات الكبرى للدراما العربية؟» من خلال 3 مداخلات الأولى بعنوان «من دراما الواقع إلى دراما الشاشة» للكاتب المغربي الدكتور محمد أشويكة وهو ناقد سينمائي وأستاذ للفلسفة، والثانية بعنوان «وجع المجتمع تحمله الدراما» ويقدمها الدكتور جان قسيس نقيب الممثلين اللبنانيين السابق، و«من دراما الواقع إلى دراما النشأة» للممثل والمخرج العراقي فلاح زكي.
أما المحور الثاني فيدور حول «تنميط التصورات في الدراما العربية»، ويتم خلاله مناقشة نماذج موجودة في الدراما العربية لمعرفة ما لها وما عليها، للتعرف على صورة الآخر بين التهميش والقبول، وأثر القوالب الجاهزة للشخصيات الجاهزة، بالإضافة إلى الصورة التراثية وعصرنة الثقافة الجمالية، وفي هذا المحور وعلى مدى جلستين تتم مناقشة عدة مداخلات، فتناقش الجلسة الأولى ورقة بعنوان «نظرة حول تنميط التصورات في الدراما العربية» يقدمها الفنان المصري هشام عبدالحميد، و«وجع المجتمع والدراما» تقدمها الناقدة والكاتبة السورية الدكتورة حنان قصاب، و«صورة الآخر بين التهميش والقبول» يقدمها الناقد الجزائري عبدالكريم قادري.
وتناقش الجلسة الثانية، ورقتين الأولى بعنوان «خصوصية التراث في السينما العربية» يقدمها المخرج والكاتب الأردني عدنان مدانات، فيما تأتي الورقة الثانية بعنوان «الصورة التراثية وعصرنة الثقافة الجمالية» ويقدمها الكاتب والناقد الجزائري عبدالحليم بوشراكي.
ويخصص الملتقى في اليوم الثاني جلسة نقاشية خاصة حول جائزة الدوحة للكتابة الدرامية ويشارك فيها كل من السيد حمد الزكيبا مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة والرياضة، والدكتور بشير مرزوق رئيس لجنة أمناء جائزة الدوحة للكتابة الدرامية. ليختتم الملتقى بجلسة ختامية يقدمها الكاتب الدكتور نزار شقرون رئيس لجنة الندوات بالملتقى.
ويحتفي ملتقى الدراما الثاني بالكاتب القطري الراحل أحمد بن حسن الخليفي، وفاء لما قدمه من أعمال درامية مستمدة من التراث القطري العريق، فقد قدم الراحل عددا من الأعمال الإذاعية التي شارك بها كبار النجوم القطريين مثل (أهل الرق، تجّار المخشر، اليصّاصة، ودقّت القبعة) وكذلك عمله التلفزيوني (عيني يا بحر).
ويهدف الملتقى إلى المساهمة في الارتقاء بالكتابة الدرامية العربية والوصول بها إلى أفضل الوسائل الفنية العربية تعبيراً عن قضايا المجتمع ورفع ذائقته الجمالية ووعيه المجتمعي، «حتى لا تكون الكتابة الدرامية أداة لتغريب المجتمع وإلهائه عن قضاياه المصيرية، بل تكون أداة لتحفيز قواه نحو التقدم والخير والعطاء والإيمان بالقيم الإنسانية المشتركة. ويشكل الملتقى فرصة لتبادل الخبرات ووجهات النظر بين كُتّاب الدراما المؤمنين بدورهم ورسالتهم الفنية والمجتمعية من خلال جلسات يومية وكذلك الاعتماد على آليات العرض الحي والمناقشة والتفاعل بين المختصين، حيث يهدف الملتقى إلى التعاون في مجال الكتاب الدرامية، للنهوض بالدراما العربية، من خلال أعمال مميزة، ذات مضمون، تسهم في نهضة الدول، والتطور الإيجابي لمجتمعاتها، من خلال فكر أصيل، يعتمد على القيم، ويصل بالمجتمعات نحو الطموح المأمول، بما يعود بالنفع عليهم، والعاملين في المجال.
ويتم خلال الملتقى مناقشة إيجابيات الواقع وحاجة الانطلاق إلى مناطق جديدة، ودور الكتابة الدرامية بين توقعات الأجيال وتوقعات المجتمع وفئاته المختلفة من خلال هوية الدراما الموجودة بين المرفوض والغائب، وبين الخصوصية للدراما المنتظرة. وكذلك مناقشة نماذج موجودة في الدراما العربية لمعرفة ما لها وما عليها من خلال الهامش المضيء في الدراما العربية أو الصورة النمطية التي يتم تقديمها، للتعرف على صورة الآخر بين التهميش والقبول، وأثر القوالب الجاهزة للشخصيات الجاهزة.
كما يهدف الملتقى للتعرف على صورة الآخر بين التهميش والقبول وأثر القوالب الجاهزة للشخصيات، بالإضافة إلى الصورة التراثية وعصرنة الثقافة الجمالية، وتقاس الدراما في مجالات التليفزيون والسينما والمسرح بمدى قدرتها على استيعاب التصورات الكبرى التي تبني الشخصية العميقة للإنسان المعاصر، وترتقي الدراما بالوعي إلى درجة مواجهة تحديات الحاضر وآمال المستقبل، وينبني ذلك على أساس الاعتزاز بهوية كل مجتمع واحترام للهويات الاخر في نطاق التبادل الخلاق للتجارب الإنسانية، وكذلك يهدف الملتقى إلى المساهمة في الارتقاء بالكتابة الدرامية العربية من خلال أعمال مميزة ذات مضمونظن تسهم في نهضة الدول والتطور الإيجابي لمجتمعاتنا من خلال فكر أصيل يعتمد على القيم.
copy short url   نسخ
12/11/2019
3167