+ A
A -
أنقذت فرق طب الأطفال والجراحة متعددة التخصصات في سدرة للطب حياة طفل رضيع ولد مصابًا بعدة تشوهات مهددة للحياة. حيث وُلد كميل مصابًا بعدة شذوذات خلقية وقحفية معقدة؛ مثل الحنك المشقوق، وصغر صيوان الأذن ثنائي الجانب (كلا الأذنين متأثرتان)؛ وانعدام الأنف (عدم وجود الأنف)؛ وحالة شديدة من صغر الفك (صغر حجم الفك) مما يؤدي إلى انسداد شديد في المجاري الهوائية العلوية.
وقد نُقِل بعد الولادة فورًا من مستشفى آخر إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة (NICU) بسدرة للطب.
وتعقيبًا على الساعات الأولى من حياة كميل، قالت أمه السيدة شايستا برفين: «لقد كنا قلقين على كميل. كيف كان سيعيش، وأي نوع من الرعاية سيحتاج وكيف يمكننا أن نلبّي متطلبات ذلك؟ إنني لم أشعر بمثل هذه الوحدة من قبل غير أنني كنت في الوقت ذاته أكثر إصرارًا وعزيمة من أي وقت مضى. وعند دخولنا من أبواب مستشفى سدرة للطب، لم نكن لنعرف ما سيكون لهذا المستشفى وللعاملين فيه من أثر سيغير حياتنا».
كان سدرة للطب، وهو مستشفى للنساء والأطفال، قد افتتح مستشفى المرضى الداخليين في يناير عام 2018. وكان المستشفى وفرقه المتخصصة في طب الأطفال مؤهلة تأهيلاً جيدًا للتعامل مع المتطلبات المعقدة المتعلقة برعاية كميل وعلاجه.
وتعليقًا على حالة كميل، قال د. هيلموت هوملر، رئيس قسم وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة بسدرة للطب: «عند حضور كميل إلى المستشفى أول مرة، انطلق فريقنا من الأخصائيين متعددي التخصصات فورًا لإعطاء أولوية لبرنامج علاج لإنقاذ حياته. كانت هناك حاجة إلى تدخلات معقدة ومتعددة التخصصات لضمان أعلى مستوى من جودة الحياة».
وقد تمت إدارة رعاية كميل في سدرة للطب من قبل فريق متعدد التخصصات من الأطباء والممرضات من وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة وتخصصات فرعية أخرى تشمل الجراحة التجميلية والجراحة القحفية الرأسية وطب الأنف والأذن والحنجرة وتخصص تخدير الأطفال واختصاص علاج السمع. وقد حصل كميل أيضًا على دعم شامل من فرق الخدمات الصحية المساعدة وتشمل أخصائيي علاج التنفس وأخصائيي التغذية وأخصائيي التخاطب واللغة وأخصائيي العلاج الوظيفي. وقدَّم أيضًا أطباء نفسيون متخصصون في المجال الأسري وأخصائيو الخدمات الاجتماعية الدعم لكميل وعائلته في أثناء تلك الفترة الزمنية الحرجة.
ومن جانبه، قال د. ميتشل ستوتلاند، رئيس قسم جراحة التجميل والجراحة القحفية الرأسية بسدرة للطب: «كانت المشكلة الأساسية اللازم التعامل معها لدى كميل هي عدم قدرته على تحريك الهواء عبر أنفه وفمه. ففي الأشهر الأولى، يتنفس الأطفال الرضع بشكل حصري من أنوفهم. وفي حالة كميل، كان ثمة عقبتان - الأولى كانت حقيقة أنه ولد دون أنف أو مجارٍ أنفية والثانية أن عظم فكه السفلي كان مصابًا بحالة شديدة من انعدام النمو لدرجة أنه كان يسبب سقوط لسانه داخل بلعومه - أي في اتجاه ظهر حلقه. ولذلك، وبينما عمل الزملاء في قسم طب الأنف والأذن والحنجرة على إنشاء فتحة أنفية يمكن أن تستوعب أنبوب تنفس، قمنا نحن بإطالة ودفع عظم فكه السفلي بشكل كافٍ لإيصال لسانه إلى الأمام لتحرير وفتح المجرى الهوائي العلوي لعملية التنفس التلقائي».
وفي عمر أربعة أسابيع، خضع كميل لأول إجراء تم فيه قطع العظام على كلا جانبي فكه وإدخال جهاز قابل للزرع مما سمح بعمليتين لإطالة عظم الفك يوميًا طوال فترة بضعة أسابيع.
وبعد عدة أشهر، تمت إزالة الجهاز، وتمت إعادة قطع الفك ونُفّذت عملية تقديم أخرى للفك.
ومن جانبه قال د. باتريك شيهان، كبير الأطباء المعالجين للأنف والأذن والحنجرة، بقسم جراحات الرأس والرقبة بسدرة للطب الذي قام بإجراء عملية فغر الرغامي لكميل: «لقد ظللنا في البداية على أمل في أن يتمكن من التنفس بشكل سليم بنفسه بعد التدخلات الجراحية، لكن حاجته إلى إجراء فغر الرغامي أصبحت أكثر وضوحًا مع مرور الوقت. وانطوى ذلك الإجراء على إنشاء فتحة جراحية صغيرة في رقبته لوضع أنبوب داخل قصبته الهوائية سيسمح له بأن يتنفس بشكل صحيح ومستقل دون الحاجة إلى جهاز تنفس اصطناعي».
واشتملت المرحلة الأخيرة من علاج كميل في سدرة للطب على تركيب جهاز سمع حيث لم يكن كميل قادرًا على السماع بالمستويات الطبيعية.
وفي رسالة مفعمة بالمشاعر إلى فريق سدرة للطب، عبرت السيدة شايستا برفين عن امتنانها للدعم الذي تلقته في أثناء فترة إقامة ابنها في المستشفى.
«لقد انتقلت مع أسرتي الآن للاستقرار في أوروبا. وقد احتفلنا بعيد ميلاد كميل الأول في شهر أبريل. وقلوبنا مملوءة بالفرح لرؤية التقدم الذي حققه. لقد بدأ يحبو. وهو يصفق ويرقص ويستمتع بالموسيقى. إنني محظوظة بنجاة ابني. كما أنني محظوظة لوقوف مستشفى مثل سدرة للطب بجانبي خلال الفترة الأكثر صعوبة من هذه الرحلة».
«إنني لا أملك من الكلمات ما يمكنني تقديمه لشكر كل عضو في طاقم العمل، سواء الأطباء أو الممرضات أو موظفي الخدمات الاجتماعية أو الموظفين الإداريين الذين كانوا معنا خلال كل خطوة صغيرة أو كبيرة في أثناء علاجه ورعايته في سدرة للطب. ولم يهتم الجميع بصغيري كميل فحسب، بل قاموا برعايتي أنا أيضًا. لقد ساعد دفء معاملتهم وتفهمهم على تعافينا أنا وطفلي بصور لا يمكنني أن أحصيها».
copy short url   نسخ
13/11/2019
1066