+ A
A -
كتب - محمد الأندلسي{ تصوير - أسامة الروسان
قال سعادة السيد علي بن أحمد الكواري، وزير التجارة والصناعة، إن توسعة منطقة الصناعات الصغيرة والمتوسطة تمضي قدما متوقعاً إنجاز الأعمال الإنشائية للتوسعة التي ستوفر 155 قطعة أرض صناعية جديدة قريبا، وهو ما يعكس بوضوح تشجيع الدولة للاستثمار في القطاع الصناعي ودعم قدرات الشركات الصناعية على تطوير منتجات وطنية تلبي احتياجات السوق المحلي، وتساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي لدولة قطر.
وأوضح سعادته خلال كلمته في حفل جائزة قطر لريادة الأعمال «جائزة رواد 2019» أمس أن قطع الأراضي الجديدة سيتم توجيهها للقطاعات التي تشكل إضافة نوعية للصناعات القائمة بالدولة، وذلك بما ينسجم مع أهداف استراتيجية التنمية الوطنية الثانية 2018-2020، مثمنا النتائج التي حققتها قطر لتمثل ثمرة رؤية وتوجيهات القيادة الحكيمة لدعم القطاع الخاص ولا سيما قطاع ريادة الأعمال الذي يعتبر محركا رئيسيا للاقتصاد الوطني مشيرا إلى ان دولة قطر حلت ضمن قائمة البنك الدولي لأفضل عشرين دولة قامت بإصلاحات تتعلق بتعزيز سهولة ممارسة الاعمال لسنة 2020، وذلك من بين 190 دولة حول العالم، كما أكدت العديد من التقارير الاقتصادية الدولية قوة وتوازن السياسات الاقتصادية التي انتهجتها الدولة خلال السنوات الماضية حيث حلت قطر في المرتبة الأولى عالميا في مؤشر الدول المحققة للنمو الاقتصادي خلال العشرين عاما الماضية بتسجيلها متوسط نمو اقتصادي سنوي مركب يبلغ مستوى 10.5 %.
ولفت سعادته إلى التسهيلات التي قدمتها الدولة لرواد الأعمال، حيث يسرت إجراءات تسجيل براءات الاختراع وإصدار شهادات إيداع وحفظ الحقوق، فضلا عن تمكين رواد الأعمال من تسجيل علاماتهم التجارية إلكترونيا بهدف حمايتهم من المنافسة غير المشروعة، كما وضعت الدولة إطارا زمنيا محددا من أجل تنفيذ استراتيجيتها الوطنية الخاصة بالملكية الفكرية والتي تهدف إلى تحديث تشريعات تتماشى مع أرقى المعايير الدولية المعتمدة في هذا المجال.
وأفاد بأن قطاع النقل البحري بالوزارة يستهدف زيادة البضائع القادمة إلى الموانئ بغرض إعادة التصدير من خلال تسهيل الإجراءات، مع المحافظة على اللوائح وقواعد الأمن والعمل على جذب شركات الدولية العاملة في هذا المجال، وتقديم كلفة تسهم في تحقيق هذا الأمر.
وثمن سعادته ما حققته دولة قطر من نمو على صعيد تطوير الموانئ، حيث أصبح ميناء الرويس ميناء هاما بعد أن كان مجرد ميناء داخلي محدود، كما يجري العمل حاليا في المرحلة الثانية من تطوير ميناء حمد التي ستنتهي قريبا، مؤكدا أن ميناء حمد يتمتع بإمكانيات هائلة من خلال توافر الأجهزة الحديثة التي توفر السرعة والدقة المطلوبة في عمليات المناولة، وغيرها من عمليات الشحن إضافة لوجود مساحات تخزين آمنة وضخمة لهذه المهمة.
وشدد سعادته على حرص دولة قطر على تحقيق الاستفادة المثلى من التكنولوجيا الرقمية لتعزيز الأداء التشغيلي للخدمات الحكومية الموجهة لقطاع الأعمال، كما بادرت بإطلاق المرحلة الأولى من خدمات النافذة الواحدة بهدف تسريع إجراءات تأسيس الشركات بالدولة في أي وقت ومن أي مكان حول العالم، وتشمل خدمات المرحلة الأولى من مبادرة النافذة الواحدة التأسيس الشامل للشركات والمصانع والتي سيتم طرحها بشكل تدريجي خلال الفترة المقبلة، على أن تتم إضافة أكثر من 30 خدمة تتعلق بإدارة الشركات والمصانع خلال الربع الأول من عام 2020.
ومن جهة اخرى قال سعادته معلّقاً خلال حفل الإعلان عن الفائزين: لقد وضعت دولة قطر منذ عدة سنوات مبدأ الاعتماد على الذات والانفتاح الاقتصادي، وقد ساهم هذا التوجّه في تدعيم الصناعات الوطنية من جهة وتعزيز مكانة دولة قطر كمحور تجاري رئيسي في المنطقة من جهة أخرى».
وأضاف سعادته أن القطاع الخاص يؤدي دوراً محورياً في هذا السياق حيث إن بناء صناعة قطرية تنافسية يعتمد بشكل كبير على نمو المشاريع الصغيرة والمتوسطة جنباً إلى جنب مع الشركات الصناعية الوطنية الكبرى، كما أشار إلى أن مبادرات بنك قطر للتنمية تهدف إلى تطوير قطاع رواد الأعمال وأصحاب المشاريع المبتكرة وصقل مهاراتهم فيما يتعلق بريادة الأعمال.
رواد قطر
من جانبه قال الرئيس التنفيذي لبنك قطر للتنمية عبد العزيز بن ناصر آل خليفة إن الهدف من إطلاق جائزة رواد قطر لهذا العام وتحت الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو لشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، هو تعزيز روح الابتكار ونشر ثقافة ريادة الأعمال في دولة قطر ودعم تطور القطاع الخاص والروح التنافسية بين الشركات الصغيرة والمتوسطة، مشيراً إلى أن رعاية حضرة صاحب السمو للجائزة يدل على اهتمام القيادة الرشيدة بريادة الأعمال ورياديي الأعمال في دولة قطر.
ونوه إلى أن هناك ست جهات شاركت في لجنة التحكيم وهناك تسعة أعضاء قاموا بتقييم المشاركين، موضحا ان من بين الفئات المختلفة التي فازت بالجائزة تمت إضافة عنصر الاكتفاء الذاتي للجائزة هذا العام وهو عنصر مهم وحيوي، ويدعم رواد الأعمال في القطاع الخاص لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وأيضاً جائزة الابتكار التي تركز على عنصر استخدام التكنولوجيا العالية.
وحول تقييمه لتطور الشركات الصغيرة والمتوسطة ومدى مساهمتها في دفع عجلة الاقتصاد المحلي أكد آل خليفة أن هناك تطورا كبيرا في هذا الصدد بدعم من التسهيلات الكبرى التي تقدمها الدولة لقطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة ولرواد الأعمال، وهو ما أفضى إلى احتلال دولة قطر المرتبة الأولى في بيئة ريادة الأعمال حول العالم، وذلك حسب تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال لعام 2018، الذي شاركت فيه 54 دولة على مستوى العالم، وجاء هذا الترتيب نتيجة استطلاع رأي عام شمل خبراء عالميين في مختلف المجالات، حول كافة المؤشرات والعناصر التفصيلية المؤثرة على واقع ومستقبل هذا القطاع في الدولة. وأعلن بنك قطر للتنمية عن أسماء الفائزين في النسخة الثانية من جائزة قطر لريادة الأعمال «جائزة رواد 2019»، وقد تم الإعلان عن أسماء الفائزين الأربع خلال إطلاق أعمال مؤتمر قطر لريادة الأعمال في نسخته الخامسة، والذي يقام بمركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات أيام 12 و13 و14 من نوفمبر الجاري.
وحضر حفل الإعلان عن الفائزين بجائزة قطر لريادة الأعمال «رواد 2019» سعادة السيد علي بن أحمد الكواري، وزير التجارة والصناعة، والسيد عبد العزيز بن ناصر آل خليفة، الرئيس التنفيذي لبنك قطر للتنمية، إلى جانب عدد من كبار الشخصيات ورواد الأعمال في قطر، وممثلون عن وسائل الإعلام.
وتهدف جائزة قطر لريادة الأعمال إلى تعزيز روح الابتكار ونشر ثقافة ريادة الأعمال في دولة قطر على مستوى الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتلقّت لجنة دراسة ملفات الترشيح لجوائز «رواد 2019» العديد من طلبات الترشيح، تم تأهيل أعلاها أداءا لمراحل التقييم النهائية.
كما تميزت نسخة هذا العام بإدراج فئة جائزة الابتكار في ريادة الأعمال إلى جانب الفئات الثلاثة الأخرى، وهي فئة الاكتفاء الذاتي، وفئة أفضل شركة مصدرة، وأفضل شركة صغيرة ومتوسطة، وذلك لجذب عدد أكبر من رواد الأعمال المبدعين، وتأكيداً على أن الابتكار هو واحد من العناصر المهمة في ريادة الأعمال، والذي يضمن استدامة أنشطة الشركات المحلية ومواكبتها لآخر التطورات في الأسواق العالمية.
وتلى الإعلان عن الفائزين بجائزة قطر لريادة الأعمال «رواد 2019» الانطلاق الرسمي لمؤتمر قطر لريادة الأعمال في نسخته الخامسة، والذي يستمر حتى 14 من نوفمبر الجاري ( غدا)، ويعتبر هذا المؤتمر الذي يتصادف مع الأسبوع العالمي لريادة الأعمال، مبادرة وطنية وفرصة لتجمع رواد الأعمال من أجل تبادل الخبرات ومناقشة سبل التعاون على مستوى دعم المشاريع الناشئة في مختلف المجالات. ويوفّر مؤتمر قطر لريادة الأعمال هذا العام سلسلة من اكثر 49 ورشة بحضور الكثير من المشاركين وممثلاً من شركة ناشئة طوال أيامه الثلاثة.
هذا ويرحّب المؤتمر أيضاً بعموم الجمهور من المهتمين بعالم ريادة الأعمال لحضور كافة جلساته وورشاته.
copy short url   نسخ
13/11/2019
1037