+ A
A -
باريس - الوطن
أكدت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والرئيس التنفيذي للمؤسسة، على أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة للتعليم الفردي، وذلك خلال مشاركتها في منتدى باريس للسلام للعام 2019.
وناقش منتدى باريس للسلام، في إحدى جلساته، تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي كأدوات عالمية بارزة بشكل متزايد ودورها في تشكيل مستقبل التعليم، وذلك في إطار الحوار حول الحلول العملية المقترحة للحوكمة العالمية، التي جاءت على رأس جدول أعمال المنتدى. وأصبح المنتدى منصة دولية تعقد سنويًا وتجمع قادة الفكر وصناع القرار من مختلف الجنسيات والثقافات حول العالم وذلك للنقاش في الحلول المعنية بالتصدي للتحديات العالمية الكبرى.
شاركت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني في اليوم الأول من المنتدى، وذلك من خلال الجلسة النقاشية التي تناولت قضية الذكاء الاصطناعي والتعليم، ودعت سعادة الشيخة هند إلى أهمية الإبقاء على اللمسة الإنسانية في بيئة تكنولوجية متغيرة، مشجعة الشباب بألا يتوانوا عن تحقيق ما يصبون إليه، محفّزةً إياهم على إيصال أفكارهم الخاصة بمستقبل التعليم في العالم.
وتحدثت سعادة الشيخة هند في الجلسة النقاشية التي عقدت بمركز غراند هال دو لا فيليت في العاصمة الفرنسية باريس، إلى جانب السيدة إيرينا بوكوفا المديرة العامة السابقة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، حيث دار النقاش حول أهمية إلهام الأجيال المقبلة ليكونوا مواطنين فاعلين في العالم الرقمي، وذلك من خلال تعزيز الدور الرئيسي للتعليم في توضيح فوائد الذكاء الاصطناعي ومخاطره.
أدار الجلسة الدكتور فرانسوا تادي رئيس فريق البيولوجيا التطورية للأنظمة بالمعهد الوطني الفرنسي للصحة والأبحاث الطبية. وقد سلطت سعادة الشيخة هند الضوء على الإمكانيات التي يوفرها التطور الآلي والذكاء الاصطناعي لتعزيز فرص التعليم وإلهام الشباب.
وقالت سعادة الشيخة هند: «أشجع الشباب الذين يتطلعون إلى إحداث التغيير الإيجابي ألا يتوانوا عن ذلك، لأن هذا هو السبيل الذي سيُمكنّهم من تحقيق ما يصبون إليه. إن مهمتنا تكمن في أن نقوم باحتواء أصوات الشباب، وبالإنصات إلى أفكارهم وآرائهم بكل مسؤولية».
وأضافت سعادة الشيخة هند: «الحديث عن الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي قد يبعث على القلق، إنما في نهاية المطاف، لا بد لنا أن نأخذ بعين الاعتبار أن التطور الآلي هو من صنع الإنسان. من هنا، فإن السؤال الأنسب الذي من المهم أن نطرحه هو: هل نريد لأطفالنا أن يتعلّموا كيفية القيام بحوسبة معينة يمكن للحاسوب أو للآلة أن تقوم بها في جزء من الثانية، أم أننا نريد لهم أن يكونوا قادرين على تصميم ذلك ما يُمكّنهم من الابتكار في كلّ المجالات التي لها علاقة بعالمنا ومستقبلنا؟».
وتابعت سعادتها: «من الضروري أن نتساءل كيف يُمكننا إرساء نظام نستخدم فيه الذكاء الاصطناعي لتعزيز التعليم الفردي؟ هذه هي الطريقة الأفضل التي يمكننا من خلالها تنمية حبّ التعلّم لدى الأطفال في سنّ مبكرة. من المؤسف أن النظام التعليمي العالمي لم يتمكن حتى اليوم من استيعاب التعليم الفردي. الكثير منّا يريد أن يتمكّن أطفاله من اختيار ما يرغبون بتعلّمه قبل الوصول إلى مرحلة التعليم الجامعي، ليس علينا الانتظار لتلك المرحلة، فلمَ لا نقوم بذلك؟». وأردفت سعادتها: «نحن في مؤسسة قطر نؤمن بمفهوم التعلّم مدى الحياة، إذ لا يتمحور تركيزنا على الشباب فحسب، وإنما نحن نعمل بشكل مستمر على توفير الفرص لكلّ من يرغب بالتعلّم ولكلّ من لديه شغف بذلك. لهذا، من المهم أن نغرس حبّ التعلّم مدى الحياة في نفوس الأطفال منذ سنّ مبكر، لأن ذلك سيبقى معهم طوال الحياة، وهذا سيُساهم في تطوير الأفكار، وفي طريقة نظرتهم إلى العالم».
وختمت سعادة الشيخة هند بالقول: «آمل أن يتمكّن كل طفل من العثور على المكان الأفضل له في هذا العالم، وأن يشعر أنه قادر على الإنتاج. قد يتراجع أملنا في بعض الأحيان عندما نظن أن أصواتنا لا تجد من ينصت إليها، وحين نشعر أن ما نتعلّمه قد لا يكون على قدر كاف من الأهمية. وانطلاقًا من رسالتنا في مجال التعليم، فإننا سنسعى جاهدين لتحمّل مسؤوليتنا في توفير الفرص لأكبر عدد ممكن من الأطفال في العالم».
من جهتها، شددت السيدة بوكوفا على أهمية الذكاء الاصطناعي بالنسبة للشباب في عصرنا الحالي قائلة: «المسألة أيضًا متعلقة بالقيم، والمهارات المرنة، التي أصبحت ترتبط اليوم أكثر فأكثر وبشكل مهم بقيم التعاطف مع الآخرين، والعمل الجماعي».
وأضافت: «كذلك يتعلق الأمر في عالم آخر مختلف تمامًا، وهنا يتعين علينا أن نحدد اتجاه البوصلة الصحيح لما نريد تحقيقه في مجتمعات باتت تتسم بالتداخل والتكنولوجيا، والتفتّت في الوقت نفسه. أعتقد أن الذكاء الاصطناعي يساعدنا على القيام بذلك من أجل أطفالنا، وأجيال الشباب، إنه فعلًا أداة رائعة».
copy short url   نسخ
13/11/2019
882