+ A
A -
قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، خلال النسخة الأخيرة من مناظرات الدوحة، بأن الأمم المتحدة ستواجه خطر الانهيار ما لم تعمل على تعزيز دورها على المستوى العالمي. وفي النقاش المباشر من إنتاج مؤسسة قطر خلال منتدى باريس للسلام لعام 2019، والذي دار حول انعدام الثقة بالمؤسسات، تم طرح حلول من قِبل الخبراء الثلاثة المتحدثين في النقاش، وتراوحت هذه الحلول بين إنشاء أنظمة حكومية قائمة على «البلوك تشين»، واستبدال الحكومات بجمعيات المواطنين الذين يتم اختيارهم عشوائيًا، وإعادة بناء الثقة في الحكومات من خلال تحسين نوعية القيادة.
وفي إجابة على الأسئلة التي طرحها جمهور الاستوديو، تحدث الأمير زيد بن رعد بن زيد بن الحسين، الذي كان من بين المشاركين في النقاش، عن ضرورة إشراك المزيد من الشباب في تولي المناصب القيادية، وأعرب عن قلقه حول الأمم المتحدة قائلاً: «يعتمد ذلك على حالة العالم، فلن تصبح الأمم المتحدة عظيمةً إذا كان العالم في حالة مزرية، وبالمقابل، لا يمكن أن تكون في حالة مزرية إذا كان العالم في حالة جيدة».
«إن الأمم المتحدة هي انعكاس للعالم، فهي تتألف من شبكة من الأشخاص من المجتمع المدني، والحكومة، وكافة مناحي الحياة، ومن مختلف الجنسيات والأديان، ممن يعملون معًا. لكننا لا نستطيع تحقيق الانسجام التام، وإذا لم تعمل الأمم المتحدة على تعزيز صلتها وارتباطها مع بقية العالم، أعتقد بأنها ستواجه عندئذٍ خطر الانهيار».
وفي حديثه عن انعدام الثقة بالمؤسسات خلال أحدث نسخة من مناظرات الدوحة، قال الأمير زيد، الذي شغل منصب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان خلال الفترة 2014 وحتى 2018: «ما نحتاجه هو شباب يتحلّون بالشجاعة والذكاء ويمتلكون شغفًا للمشاركة في الانتخابات والترشح للمناصب السياسة، ولديهم إيمان وثقة بقدرتهم على القيادة، وبمجرد تحقيق ذلك، سوف تزيد الثقة في الحكومات وتزدهر المجتمعات».
«إن الفرق الوحيد بين الشاب والشاب القائد يكمُن في أن القائد عزم على مواجهة مخاوفه والتغلب عليه، فإذا تمكنت من التغلب على خوفك، ستكون مستعدًا للقيادة».
وخلال النقاش، تحدث طوني لين كاسرلي، المؤسس المشارك لـ«كوين تليجراف»، وهي أكبر منصة متخصصة في عرض الأخبار عن «البلوك تشين»، بأن أنظمة «البلوك تشين» ستكون استجابةً «لإخفاق الحكومات والمؤسسات في خدمة من يمثلونهم من أفراد»، وتعكس حقيقة أننا «نمتلك قوةً للتصويت عبر البطاقة الائتمانية تفوق تلك التي نمتلكها في الانتخابات الوطنية».
وقالت: «أعتقد بأن هناك طابعا بشريا للتكنولوجيا، فهي مجرد أداة، ولا قيمة للأدوات دون الأشخاص الذين يستخدمونها والقيم التي يحملونها». «في نهاية الأمر، نحن بشر ونمتلك السيادة، ولا يجب أن تفوق أولوية ما نستخدمه من أدوات على تواصلنا مع بعضنا البعض. وإذا رغبنا أن تكون هذه الأدوات ذات فاعلية، علينا أن نتذكر ما هو الذي يُميز كوننا بشراً. ولهذا السبب، لم تعد الناس حول العالم تثق بالحكومات لأنها لا تتمتع بالإنسانية اللازمة التي تمكنها من دفع العالم إلى الأمام». وبدوره، اقترح بريت هنيغ، مؤلف ومؤسس مشارك لمؤسسة «سوريتيشن فاونديشن»، فكرة جمعيات المواطنين، والتي تدعو إلى اتخاذ القرارات بواسطة عينات عشوائية من الناس، وعلّق قائلاً: «أعتقد أن المجتمعات لا يزال بإمكانها تحقيق الازدهار على الرغم من قلة الثقة، وذلك في حال اتبعت الحكومات أساليب جديدةً تنطوي على الإصغاء لما يقوله الناس والتصرف بناءً على ذلك. وقد أدركت بعض الحكومات هذه الحقيقة». وأضاف: «يوجد أكثر من 100 جمعية للمواطنين حول العالم، وإذا وصل هذا العدد إلى الآلاف أو عشرات الآلاف، يُمكن أن نصبح حينها قادرين على ممارسة السياسة بصورة مختلفة. ويُمكن أن تقام هذه الجمعيات في أي مكان، سواء على مستوى المدينة، أو على المستوى الإقليمي أو الدولي، أو حتى على مسويات أكبر من ذلك».
«كيف يمكن الحصول على أصوات الشباب؟ وكيف يمكن الحصول على أصوات النساء؟ من خلال اختيار عينة تمثيلية من الأشخاص بصورة عشوائية، وهي طريقة ناجحة بالفعل». بعد انتهاء الجلسة النقاشية التي أدارتها غيداء فخري، تلقى المتحدثون أسئلة من جمهور الاستوديو والجمهور عبر الإنترنت حول مواقفهم، وشملت الاسئلة قدرة الحكومة العالمية على الاستمرار في شكلها الحالي، وكيفية الوثوق بالحكومات الجديدة أكثر من الحكومات التقليدية، وإذا كان لوسائل التواصل الاجتماعي دور في انهيار الثقة بالمؤسسات. وكان من بين جمهور الاستوديو الذين شاركوا في طرح الاسئلة طلاب من دولة قطر. وفي الجولة الأخيرة من التصويت، والتي جاءت بعد مناقشة حظيت بثلاثة ملايين مشاهدة عبر الإنترنت، حصل الأمير زيد على نسبة تصويت بلغت 61%، في حين حصل هينغ على نسبة 26.6% وكاسرلي على 12.5%.
copy short url   نسخ
14/11/2019
974