+ A
A -
كتب - محمد مطر
شهد ملتقى كتاب الدراما الذي أختتم أمس الأول، حضور نخبة كبيرة من نجوم الدراما والإعلام والفن، وبعد النجاح الكبير الذي حققه الملتقى نلقي الضوء في هذه الصفحة على فعالياته وأبرز كواليسه وكذلك تصريحات بعض المشاركين فيه من الخبراء والمشاركين.. بعد دقائق من ختام الملتقى، التقينا بالمسرحي القدير الدكتور حسن رشيد الذي قال إنه من الصعب أن نحكم على نجاح الملتقى من الآن، لأن المولود بكر، والضبابية حتى هذه اللحظة تغلف مستقبل هذا الأمر.
ولفت رشيد إلى أنه يتمنى بكل تأكيد أن يحقق الملتقى في المستقبل الأهداف المنشودة والمنتظرة، مشيراً إلى أن إقامة مثل هذا الملتقى حتى وإن لم يحقق كل ما نتمناه فهو أفضل بكثير من عدمه.
وأوضح رشيد أن الأعداد التي أعلنت في الختام عن المتقدمين لجائزة الدوحة للكتابة الدرامية كبيرة جداً، ويتمنى ألا يكون الأمر متماشياً مع المثل القائل «أسمع جعجعة ولا أرى طحناً»، مبيناً أن الوطن العربي ثري بالمسلسلات، لكن لا يمكن أن تترك تلك المسلسلات البصمة التي تركتها الأعمال التي مر عليها عشرات السنوات.
وأضاف: لا يمكن أن ننسى على سبيل المثال الرحيل والساقية، وإبداعات محفوظ عبد الرحمن وأسامة أنور عكاشة، وأعمال أخرى وشخصيات ومبدعين لهم بصمتهم التي لن تنسى مهما طال الزمن، لذلك نحن في مسيس الحاجة إلى مواضيع تحرك ذاكرة المتلقي عبر خريطة الوطن العربي، وليس أن أشاهد هذه الأعمال من أجل ملء أوقاتي بأي دراما والسلام.
وتابع: هناك بعض الأسماء التي توقفت عن العطاء لعدم إيجاد الورق المناسب، ولذلك نتمنى أن يتلمس هذا الملتقى خطاه، وأن يكون هناك دعم حقيقي للدراما، فلابد أن نعمل على اتاحة الفرصة للشباب ليصبحوا نجوماً مطلوبين، فالآن المنتج يخاف ويخشى المخاطرة، لأنهم ليسوا منتجين بل تجار، وأصحاب رأس المال من التجار جبناء، على عكس الزمن الجميل الذي كان المنتج يضع أمواله في الأعمال الفنية، وظهر لنا نجوم مثل الراحل عبد العزيز جاسم وغانم السليطي وغيرهما من الذين كانت تروج الأعمال بأسمائهم، وعلى سبيل المثال العديد من نجوم الخليج والوطن العربي نجوم السينما والدراما والمسرح الذين أصبحوا نجوماً وحققوا نجاحات بأعمالهم الجماهيرية على مستوى الوطن العربي كله، ففي ذلك الوقت كانت أعمالهم الفنية تنتج وتقدم للجمهور، ومن ثم تصنع نجوميتهم ويعرفهم الناس.
وفي ختام تصريحه أكد رشيد أنه كان يتمنى من القائمين على الملتقى أن تكون مشاركة المبدعين القطريين أقوى مما كانت عليه، مشيراً إلى أنه تمنى على سبيل المثال مشاركة المؤلف والمخرج عبد الرحمن المناعي والكاتبة وداد الكواري، وغيرهما، وكذلك لماذا لم يتم دعوة ومشاركة الفنانين الشباب ليستفيدوا من هذا الملتقى وهذا التجمع؟، وختاماً أتمنى أن تستمر مثل هذه الملتقيات وتقوم بتجميع القلوب قبل النفوس.
معاناة كاتب يمني
أما الكاتب والمخرج اليمني محمد خالد، الذي جاء من اليمن للمشاركة في فعاليات الملتقى فحدثنا عن معاناته للوصول إلى الدوحة، مؤكداً أن رحلة سفره من اليمن إلى الدوحة واجه خلالها معاناة كبيرة وصعوبات، وساعات طويلة امتدت لعشرين ساعة وأكثر من رحلة توقف في مطارات مختلفة حتى وصل إلى قطر.
وحول أهمية الملتقى قال خالد إن أهمية هذا الملتقى تكمن في أنه سلط الضوء على كتاب الدراما تحديداً، وهو ما كان مهمشاً في السابق، فقبل هذا الملتقى كان المخرج يكرم والمصور كذلك والنجوم المشاركون في الاعمال الدرامية دون النظر بشكل كبير إلى الكاتب الدرامي الذي أعتبره مهندس العمل الدرامي.
موضحاً أن الاستفادة تكمن في التجمع الفني الكبير وتبادل الآراء واكتساب الخبرات من الأساتذة والقامات الكبيرة التي شاركت في هذا الملتقى المتميز، والذي أتمنى أن يتكرر وأن يتوسع في السنوات المقبلة ليكون داعما قويا للحراك الدرامي في المستقبل.
كواليس
على الجانب الآخر شهد الملتقي في كواليسه العديد من النقاط الإيجابية التي كان علينا إلقاء الضوء عليها، ومن بينها التجمعات الفنية والنقاشات الجانبية التي كانت بين نجوم الملتقى من الكتاب والإعلاميين، فالفنان الكويتي القدير إبراهيم الصلال خلال يومي الملتقى كان محور اهتمام الكثير من الحضور الذين تناقشوا معه في العديد من القضايا التي تخص الدراما والفن بشكل عام، وكذلك التقطوا معه الصور التذكارية.
وكذلك كان للحضور الإعلامي القوي من قبل الشاشات والإذاعات والصحف أثره على نجاح الملتقى، فاهتمام الإعلام باللقاءات والاستضافات سواء للقائمين على الملتقى أو المشاركين، أو تغطية الفعاليات كان من أبرز النقاط التي ساهمت في انجاح هذا التجمع الكبير.
لم تنته النقاشات الفنية وتبادل الآراء حول مستقبل الدراما والمسرح، فوصلت إلى المطعم وأثناء وجبة الغداء، فعلى طاولات الطعام أخذ المشاركون يتحدثون ويتناقشون، حتى أن البعض تساءل كيف تتحدثون وقت الطعام في نفس القضايا التي كنتم تتحدثون فيها داخل الجلسات النقاشية للملتقى.
كما كان للعنصر النسائي بالملتقى تواجد قوي، وأثبت تواجده بمداخلاته التي أثرت النقاش وكذلك بحضوره الكثيف في فعاليات الملتقى منذ الساعة الأولى للانطلاق وحتى اللحظات الختامية منه.
وأخيراً أشاد المشاركون والزوار بالجانب التنظيمي الذي نجح بشكل كبير في مهمته، وكذلك بدور وزارة الثقافة في دعم الحركة الدرامية في الوطن العربي، مثمنين جهود القائمين على الملتقى ودعوتهم لبعض نجوم الفن في الوطن العربي للمساهمة في تحقيق أهداف الملتقى وتعزيز نجاحه ودعمه لكتاب الدراما.
copy short url   نسخ
14/11/2019
2278