+ A
A -
كتب - أكرم الفرجابي
أدى جموع المصلين صلاة الاستسقاء في «78» مسجداً ومصلى في الدولة، إحياء لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وطلبا لنزول المطر، حيث دعا الأئمة والخطباء إلى الإكثار من الاستغفار والتوبة وعمل الصالحات، لافتين إلى أن الاستغفار يجلب الأرزاق، وينزل الرحمات، ويحفظ من العذاب، وينجي من العقاب. وفي خطبته بهذه المناسبة في منطقة الوكرة، قال فضيلة الداعية أحمد البوعينين، الأمين العام للاتحاد العالمي للدعاة: الحمد لله العزيز الغفار الكريم الوهاب، يغفر الذنوب ويستر العيوب ويجيب الدعاء وينزل الغيث من السماء، نحمده حمد الشاكرين، ونستغفره استغفار التائبين، ونسأله من فضله العظيم فهو الجواد الكريم.
الإكثار من الاستغفار
وأشار فضيلته إلى أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الاستغفار والتوبة ويكررها في اليوم مائة مرة، وقد عد له أصحابه في المجلس الواحد استغفاراً كثيراً صلى الله عليه وسلم، وبارك عليه وعلى أصحابه وأتباعه إلى يوم الدين، وقال: اتقوا الله وأطيعوه وتوبوا إليه واستغفروه وأنيبوا إلى ربكم واسألوه فإن الله تبارك وتعالى واسع العطاء مجيب الدعاء، وقد اجتمعنا جميعاً في صلاتنا لنستغفر الله لذنوبنا ونقر له بخطايانا ونسأله الغيث المبارك لبلادنا، ونكثر من الاستغفار لأنه يمنع العذاب، مستدلاً بقوله تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا. يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا).
محو الذنوب
وأضاف فضيلته: من رحمة الله أن جعل الاستغفار سبباً لمحو الذنوب ورفع العذاب الذي منه منع القطر من السماء وجدب الأرض وعطش الناس والبهائم والثمار، قال تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)، فلنمحي ذنوبنا بكثرة التوبة والاستغفار، مؤكداً أن الأمة المسلمة في هذا العصر تحتاج إلى الأرزاق التي سببها الأمطار وهي في أمس الحاجة إلى القوة التي تردُ بها بأس الأعداء، ولا سبيل إلى ذلك إلا التوبة والاستغفار. واستدل فضيلته بقوله تعالى: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ)، قائلاً: «اللهم اسقنا.. اللهم اسقنا.. اللهم اسقنا، اللهم أغثنا.. اللهم أغثنا.. اللهم أغثنا، غيثاً معيناً ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع واسقنا من بركات السماء، وأنبت لنا من بركات الأرض، اللهم أرفع عنا وعن بلاد المسلمين الجهل والجوع والعري، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك، اللهم إنا نستغفرك أنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدراراً، اللهم اسق عبادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت، اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق. واختتم خطبته قائلاً: إن الله سيغير حالنا وحال الأمة الإسلامية من حال إلى أحسن حال، وتيقنوا بالإجابة والإكثار من الاستغفار والصدقة، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
طلاب المدارس
وأدى الطلاب في مختلف المراحل التعليمية في مدارس البنين والبنات في قطر صباح أمس صلاة الاستسقاء طلباً لنزول الغيث من الله عز وجل، حيث أدى الطلاب الصلاة في مدارسهم بمشاركة الكادر الإداري والتدريسي وأولياء أمورهم، كما حثت المدارس الطلبة على تقوى الله وترديد الأذكار والاستغفار. وكانت وزارة التعليم والتعليم العالي قد دعت في تعميم أصدرته للمدارس إلى إقامة صلاة الاستسقاء صباحاً في جميع المدارس، كما وجهت المدارس إلى ضرورة حث الطلبة والموظفين بها على أداء الصلاة، وأكدت أهمية التواصل مع أولياء الأمور لحث أبنائهم على الحضور مبكراً لتأدية الصلاة جماعة بمصلى المدرسة والساحات الخارجية للمدارس. وتحرص مدارس قطر على تأدية صلاة الاستسقاء سنوياً بمشاركة كبيرة من الطلبة والموظفين، اقتداءً بسنة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ولما لها من فضل في التكفير عن الذنوب والرجوع إلى الله عز وجل والتقرب منه بكثرة الاستغفار والدعاء، وتقديراً لنعمه التي لا تعد وتحصى.
copy short url   نسخ
15/11/2019
2508