+ A
A -
في ظل تصاعد الحراك الشبابي في كافة أنحاء العالم، سلّط منتدى باريس للسلام لعام 2019 الضوء على كيفية إشراك الشباب في صنع القرار، وذلك بمشاركة متحدثين من قطر، وأوروبا، وإفريقيا ممن أبدوا آراءهم في هذه المسألة.
وركزت إحدى الجلسات النقاشية في منتدى باريس للسلام الذي يناقش الحوكمة العالمية، على موضوع بعنوان «العمر ليس إلا مجرد رقم: إشراك الشباب في عمليات صُنع القرار»، حيث تم تسليط الضوء على المفهوم التقليدي في تصنيف الفئات العمرية، بموازاة تحديات الحراك الشبابي التي تسعى لضمان إشراك الشباب في صناعة القرارات التي تؤثر على مستقبلهم.
وكان من بين المشاركين في النقاش، السيدة مشاعل النعيمي، رئيس تنمية المجتمع بمؤسسة قطر، والتي تحدثت بدورها عن أهمية إشراك الشباب، إلى جانب متحدثين آخرين وهم ستيفان بالزر، رئيس مركز «ثينك تانك» الأوروبي للتفكير الطلابي، وإدوين موليمي نايندو، مدير مشاريع بمركز أوسلو، وياسمين ويهران، خبير السلام والأمن في مركز التعاون الشبابي للاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي. وأشرف على إدارة الحوار نويلا ريتشارد، أخصائي سياسات الشباب بالبرنامج العالمي للشباب التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
تطرقت الجلسة لمناقشة مسألة تزايد الضغوطات وانعدام الأمن التي يواجهها الشباب نتيجة ارتفاع معدلات البطالة وتدني مستويات الرعاية الاجتماعية، ولكن ذلك في ظل الحديث عن المحتجين والنشطاء ممن يعبرون عن رأيهم، وهو ما يُعد تمكينًا حقيقيًا للشباب، والذي بدونه لا يتم إشراك الشباب في عمليات صنع القرار.
قالت مشاعل النعيمي: «إن إلقاء نظرة سريعة على وسائل التواصل الاجتماعي وتصفح الإخبار، يجعلنا ندرك أن الشباب حول العالم قد ضاقوا ذرعًا ويطالبون بإيصال أصواتهم». وأضافت: «إن التركيبة الهرمية التي كانت تُبعد الشباب عن صانعي القرار، والتي كانت مقبولة في السابق، يتم التصدي لها الآن من قبل الشباب واختزالها. ولا يمكن اتخاذ قرارات بشأن المستقبل دون أخذ آرائهم في عين الاعتبار وإشراكهم في وضع جداول الأعمال وعملية صُنع القرار».
وختمت: «أولاً وآخراً، المسألة تتعلق بضرورة الإيمان بأصوات الشباب وقدراتهم. ونحن في مؤسسة قطر نؤمن بأهمية إشراك الشباب في عملية صناعة القرارات ذات الصلة بواقع الشباب اليوم ومستقبلهم في الغد».
خلال النقاش، تناول المتحدثون كيفية تحديد السبل المناسبة لتشجيع التمثيل الشبابي في مجالات الحوكمة والمجتمع والتوظيف بحسب الدولة والثقافة، إضافةً إلى تمكين الشباب من المشاركة في دفع عجلة التغيير الإيجابي، كما أكّد المتحدثون على ضرورة التغلب على الافتراضات المتعلقة بدور الشباب في العالم، وبيان أن آراءهم ووجهات نظرهم تُأخذ بعين الاعتبار. وبدورها، أكدّت نايندو على ضرورة تجنب اتباع «منهج التحيّز» في إشراك الشباب، وقالت: «لنبقي آفاقنا مفتوحة قدر الإمكان، ونفسح للشباب المجال للتعبير عن الحلول التي يرونها مناسبة، فهؤلاء الشباب هم ليسوا قادة المستقبل فحسب، بل قادة اليوم».
وبحسب ما ذكرته ويهران في الجلسة النقاشية، فإن إشراك الشباب في صُنع القرار يُعد «عملية تصاعدية» وقالت: «أحثُّ الشباب على الإيمان بقدراتهم، والعمل على إيصال أصواتهم محليًا ودوليًا وعالميًا، فالإيجابية والاستعداد هي التي تصنع التغيير».
شارك الدكتور أحمد حسنة، رئيس جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، كذلك في منتدى باريس للسلام، وذلك ضمن جلسة نقاشية بعنوان: «كن نجمًا: مستقبل أفضل بفضل الابتكار في التعليم». وتناول فيها عدة مواضيع منها الشمولية والتكافؤ بين الجنسين في التعليم، وذلك إلى جانب كلّ من ميو ثين غي، وزير التعليم في ميانمار، وهيفاء ضياء آل عطية، الرئيس التنفيذي لـ«لومينوس بلس»، ودلفين دورسي، مدير مبادرة الحق في التعليم.
وعلّق الدكتور أحمد حسنة قائلاً: «يجب علينا أن نقدّم للطلاب والخريجين تجربةً تعليميةً ذات تخصصات وأبعاد متعددة، وذلك من أجل إعدادهم للعالم الذي يعيشون فيه». وأضاف: «نحن بحاجة لتثقيف طلابنا أكثر عن المستقبل، وليس عن الوقت الراهن فحسب، فالعديد من الوظائف التي ستكون متاحة عند تخرج طلابنا ليس لها أي وجود بعد في يومنا هذا».
كما ذكر بأن التعليم لا يزال يُتيح أفضل فرصة للشباب «ليكونوا في بيئة متنوعة وعالمية»، إلا أنه طرح تساؤلاً حول توحيد طريقة التعليم لكافة الطلاب قائلاً: «هل ينبغي لنا بدلاً من ذلك تحديد مستوى كفاءة كل طالب؟ مع التقدم في مجالات مثل الطب الشخصي، نحتاج إلى النظر في كيفية تعزيز الجانب الشخصي في التعليم».وفي نفس السياق، قدمت سعادة السيدة لولوة الخاطر، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، جلسة نقاشية حول موضوع بعنوان: «التعليم من أجل السلام والتنمية: كيف يُمكن إحداث تأثير مستدام؟»، وذلك بمشاركة منظمتين رائدتين من قطر في مجال الأعمال الخيرية الدولية، وهما مؤسسة التعليم فوق الجميع، وصندوق قطر للتنمية، وركزّت على دور التعليم كوسيلة لتحقيق السلام، وأهمية الابتكار في المحافظة على استمرارية التعليم في أوقات النزاع.
ألقت هذه الجلسة الضوء أيضًا على طريقة عمل المنظمات في قطر على مستوى العالم لتقييم احتياجات المؤسسات التعليمية في مناطق النزاع، والتعاون مع المجتمعات والحكومات والشركات بهدف تيسير فرص الوصول إلى التعليم في بيئات تعليمية آمنة في أكثر من 100 دولة. وشارك في الجلسة كل من عالية فخرو من مؤسسة التعليم فوق الجميع، وعلي عبدالله الدباغ، المدير التنفيذي لإدارة التخطيط الاستراتيجي بصندوق قطر للتنمية، وآنا باوليني مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي لدول مجلس التعاون الخليجي واليمن.
copy short url   نسخ
15/11/2019
2597