+ A
A -
انتهت الإعلامية والباحثة الأكاديمية خولة مرتضوي من إعداد دراسة بعنوان: (آفاقُ التربيَة الإعلاميَّة في المرحَلَة الجامعيَّة)، ركَّزَت فيها على تجلية أهم المضامين التي يجِب أن تتضمنها مناهج التربية الإعلاميَّة في المرحلة الجامعيَّة والدور والأهداف الاتصاليَّة التي تقدِّمُها، مؤكدةً أنَّ غالبيَّة الجامعات العربيَّة لا تضُمُ مناهجَ مُتخصِّصَة في محُو الأُميَّة الإعلاميَّة أو التربية الإعلاميَّة.
وحول هذه الدراسة تقول خولة: «إنَّ موضوع التربيَةِ الإعلاميَّة واحدٌ من أبرز المواضيع المطروحة على ساحة النقاش العلميَّة والإعلاميَّة محليًا وعالميًا، فقد بدأت التربية الإعلاميَّة في مطلع القرن العشرين، وذلك عندما اقترح Levi Thomson تعليم الشباب بكيفية تمييز الثقافتين العُليا والشعبية خلال خمسينات القرن الماضي في بريطانيا، وفي الولايات المتحدة الأميركية ظهر مفهومُ التربية الإعلاميَّة ليُصاحِب التأثير الكبير والمتنامي لوسائل الإعلام حينئذٍ مثل: الراديو والتلفاز. وقد أُطِّر مفهوم التربية الإعلامية في شكلِ نظرياتٍ ومناقشاتٍ علميَّة في ستينات القرن الماضي وهدفت هذه المناقشات العلمية الجادَّة إلى تنمية الوعي والثقافة الإعلاميَّة»
وحول أهميَّة الدراسة قالت الباحثة: «إنَّنا نعيشُ اليوم في قريةٍ عالميَّة تسُودُها بيئةٌ مُشبعَةٌ بالوسائل الإعلامية المختلفة التي تبُث مضامينًا مأدلجَة ومُسيسة تحقِّق من خِلالها أهداف واستراتيجيات ورؤى ومصالِح القائم على الاتصال في هذه الوسائِل، ومن هُنا تبرُز أهميَّة الوعي بالتربية والثقافة ومحو الأُميَّة الإعلاميَّة، فهي أنجعُ سبيلٍ لتفكيك الرسالة الإعلاميَّة والتعرّف على هدف تصنيعها وبثِّها وفهم المُنتَج الإعلامِي بشكلٍ متبصَّر وبالتالي فهم كيفيَّة وآليَّة استخدامها بالشكل الصحيح النافِع. إنَّ التربيَة الإعلاميَّة تقومُ على مجموعة من المَحاوِر والمُرتكزات العمليَّة، مِن أبرزِها: دراسَة تكنولوجيا تقنيَّة المعلومات، طُرُق التعامُل والاستفادَة من وسائِل الإعلام الكلاسيكيَّة والجديدَة، حارِس البوابَة الإعلاميَّة القائِم على الاتصال، الوعِي الإعلامِي، الاستخدام الآمن لوسائِل الإعلام المُختلِفَة، استراتِيجيَّات وسائل الإعلام الأجندَة الإعلاميَّة لكُل وسيلَة، وغيرِها من المُرتكزات والمحاوِر الضروريَّة التي من شأنِها أن تُحقِّق هدَف التربيَة الإعلاميَّة وتُوعِّي الطلبَة عِند تعرُضِهِم واستفادَتِهِم من الرسائِل الإعلاميَّة المعروضَة في مُختَلَف الوسائِل الإعلاميَّة».
وترى الباحثة أنَّ العناية بمقررات التربية الإعلاميَّة في المرحلة الجامعيَّة ستُعالِج الكثير من الأمراض الثقافيَّة والاجتماعيَّة والنفسيَّة التي يُعانِي منها جيل الشباب، مثل مشكلة الأُميَّة الحضاريَّة والتعصُّب المحلِّي، التخلُّف الإعلامي التكنولوجي، الأُميَّة السياسيَّة، مشاكِل الحوار مع الآخرين. وفي مقابل ذلك ستمكِّن مُقررات التربية الإعلاميَّة من تحقيق أهداف تربويَّة وتنمويَّة عظيمة، تكمُن في: تعبئة الشباب بالشكل الإيجابي النافِع لمواجهة الأحداث الجارية والمُحتملَة والطارئَة في محيطه (فهم ما يجري وتقدير تبعَات ما يجري)، استيعاب الشباب لآليّات ومُقتضيات عصر العولمَة والتفاعُل الحيوي والأصِيل معها ومساعدتهم للتصدِّي لأشكال الغزو والاستعمار الحضاريَّة والثقافيَّة الجديدة، تحقيق متطلبات المواطنَة الصالحة وتنمية الوعِي بالثقافة والخُصوصيَّة المجتمعيَّة الأصيلَة وعِلاقتها بالمتغيرات الجارية، إكساب الشباب مهارات الاتصال الفعّالة التي تساعدُهُ في النماء اجتماعيًا وثقافيًا وتمكِّنُهُ بالتالي من مواجهة التحدِّيات التي يواجهُها بشكلٍ فعّال.
وفي ذلك تقول مرتضوي: «يتعرَّض طلبة الجامعات لأرخبيل كبير وخطير من المضامين الإعلاميَّة التي تفدُهُم من كُلِّ حدبٍ وصوب، ولحساسيَّة هذا السن وهذه المرحلة التعليميَّة كان لزامًا على القائمين على وضع المناهج الجامعية تخصيص مقررات تُعنى بالتربية الإعلامية، وتقوم بدور توجيه الشباب وتوعيتهم وتثقيفهم إعلاميًا ليتمتّعُوا بمهارات التفكير النقدي والتحليلي وتحميلهم مسؤوليَّة ما يُقرِّرُون الاستفادة منه أثناء تعرُّضهم لمضامين وسائل الإعلام، فيرفُض بالتالي تمييع القيَم والضوابِط ورفض الإمبرياليَّة بكافة أشكالها وفي المقابِل تكريس قيَم التنمية والديمقراطية والتعايُش السِلمِي والتسامُح الديني والحوار الحضاري والديني.
إنَّهُ من الملاحظ أنَّ شهية مجتمعاتنا وخاصة شبابنا ضمن هذه المرحلة العمرية؛ مفتوحة لاقتناء المنتجات التكنولوجية الجديدة والاستفادة من برامج التواصل الاجتماعي، ولكن في المقابل لا يُوجد اهتمام حقيقي كما يجِب بتخصيص مقررات تُعنى بموضوع التربية لإعلامية أو محو الأميَّة الإعلامية أو الثقافة الإعلاميَّة وذلك في غالبية جامعاتنا العربية.
إنَّ طلبة الجامعات الذين حصلوا على قدرٍ كافٍ من التوجيه والتوعية والتثقيف الإعلامي يُعتبرون جزءًا هامًا من عملية الاتصال الإعلاميَّة خاصةً أنهم يتميزون بقدرٍ عالٍ من الوعي والإدراك الذي يخوِّلُهُم إلى تقييم المضامين التي تُعرض عليهم من أخبار متنوعة ومعلومات مختلفة ومن ثمَّ تقرير إمكانية الاستفادة منها والتأثُّر بها (توجيه السُلُوك)».
كما ترى الباحثة أنَّ العناية بمقررات التربية الإعلاميَّة في المرحلة الجامعيَّة ستُعالِج الكثير من الأمراض الثقافيَّة والاجتماعيَّة والنفسيَّة التي يُعانِي منها جيل الشباب، مثل مشكلة الأُميَّة الحضاريَّة والتعصُّب المحلِّي، التخلُّف الإعلامي التكنولوجي، الأُميَّة السياسيَّة، مشاكِل الحوار مع الآخرين. وفي مقابل ذلك ستمكِّن مُقررات التربية الإعلاميَّة من تحقيق أهداف تربويَّة وتنمويَّة عظيمة، تكمُن في: تعبئة الشباب بالشكل الإيجابي النافِع لمواجهة الأحداث الجارية والمُحتملَة والطارئَة في محيطه (فهم ما يجري وتقدير تبعَات ما يجري)، استيعاب الشباب لآليّات ومُقتضيات عصر العولمَة والتفاعُل الحيوي والأصِيل معها ومساعدتهم للتصدِّي لأشكال الغزو والاستعمار الحضاريَّة والثقافيَّة الجديدة، تحقيق متطلبات المواطنَة الصالحة وتنمية الوعِي بالثقافة والخُصوصيَّة المجتمعيَّة الأصيلَة وعِلاقتها بالمتغيرات الجارية، إكساب الشباب مهارات الاتصال الفعّالة التي تساعدُهُ في النماء اجتماعيًا وثقافيًا وتمكِّنُهُ بالتالي من مواجهة التحدِّيات التي يواجهُها بشكلٍ فعّال.
copy short url   نسخ
15/11/2019
1308