+ A
A -
متابعة- جليل العبودي
حافظ منتخبنا الوطني على صدارته للمجموعة الخامسة في التصفيات المزدوجة مونديال قطر ونهائيات آسيا بالصين بعد ان فاز على المنتخب الأفغاني بهدف وحيد سجله أكرم عفيف من ركلة جزاء 76 من عمر المباراة، ورفع الأدعم رصيده إلى 13 نقطة على رأس المجموعة، وبالرغم من أهمية الفوز ونقاطه الثمينة التي تجعل الأدعم في المقدمة في مجموعته الا ان الأداء الذي كان عليه المنتخب لم يصل إلى مستوى الإقناع، ولعب الفريق بلا ترابط أو تناغم بين الخطوط، فضلا عن الرتابة التي كانت تغطي المستوى العام له أمام فريق كان يطمح فقط الا يخسر بنتيجة ثقيلة كما حصل في المباراة الأولى التي جمعت الفريقين في المجموعة وأنهاها الأدعم بفوز سداسي، ونحن هنا نثمن ونقدر أهمية الفوز، ولكن يجب ان تكون هناك وقفة مراجعة للأداء الذي كان عليه اللاعبون، حيث افتقدوا بوصلة التميز التي كانت تجعلهم يتفوقون على الآخرين، فضلا عن كون المنتخب يستضيف خليجي 24 التي ستجرى مبارياتها في الدوحة الأسبوع المقبل، وهو مطالب ان يكون بالمستوى الذي عهدناه به، كبطل لآسيا ومن الفرق التي تقف بالصف الأول في القارة، جلسة المصارحة والمكاشفة حول أداء الأدعم يجب ان تقود إلى حلول لكي يعود إلى مكانته التي عرفناه بها وهو الذي تنتظره الكثير من الاستحقاقات القادمة.
مبادرة هجومية وجرأة أفغانية!
كان الأدعم قد بدأ بتشكيل يتكون من الشيب بالحراسة وفي الدفاع بو علام وبيدرو وطارق سلمان وفهد شنين وفي الوسط كريم بوضيف وعبد العزيز حاتم وخلف المهاجمين حسن الهيدوس وفي المعز ويشاطره من الجانبين عفيف ويوسف عبد الرزاق، وقد بادر الأدعم بالاندفاع المبكر من خلال نقل الكرة إلى ساحة الأفغاني، واللعب على الأطراف، لكنه واجه كالعادة تراجعا دفاعيا وخلق تكتل بالخلف ومن ثم الاعتماد على الكرات المرتدة، بل في بعض الوقت حاول الأفغاني ان يبادر بالهجوم وسط تشجيع جماهيره إلى ساحتنا عبر اكثر من محاولة كان يمكن ان تمثل خطرا على مرمى الشيب، سواء من العمق التي كانت من خلال قائد الفريق فرشاد المحترف بالدوري القبرصي أو من الاطراف عبر مروان وميلاد، ومع ان محاولة الأفغاني البحث عن كرات خطيرة تحد من تطلع وتهديد مرماه، وأراد ان يعالج الأدعم التواجد البشري في الخط الخلفي للفريق المنافس حاول ان يجرب التسديد من خارج الجزاء، الا ان الكرات ضلت طريقها إلى الشباك، وقد اخذت المباراة طابع التراجع النفسي وانخفاض المستوى العام لاسيما من قبل لاعبي فريقنا الوطني، لاسيما ان الفريق الأفغاني لا يبحث عن الصدارة بل عن أداء ونقطة لكي يبقي حظوظه قائمة في الدخول إلى منافسات الملحق للتصفيات الاسيوية، وهي محفز له فيما ان الأدعم يريد الصدارة من أجل التواصل معها حتى يتأهل إلى نهائيات آسيا من ضمن الـ 12 منتخبا.
جزاء ضائعة للأفغاني!
وقع الخط الدفاعي بالمحظور عندما لامست الكرة يد مدافع الأدعم طارق سلمان ليشير الحكم إلى علامة الجزاء، وقد تألق الحارس الشيب في رد كرة عمران التي كانت في الدقيقة 29 من الشوط الأول، وهذه الفرصة التي أهدرها الأفغاني تكشف ان الأدعم ليس بالمستوى الذي توقعناه، بعد ان افتقد اللمسات التي كانت تميزه أمام المنافسين وتجعله يتفوق بالأهداف والأداء، وان الصورة التي كان عليها الأدعم في معظم الشوط الأول دخيلة عليه فهو الأدعم الذي عرفناه في آسيا كبطل لها وايضا ذلك المنتخب المرعب في كوبا أميركا، كما انه افتقد اللمسة الجيدة والتحضير للهجوم واعتمد على العشوائية في الوصول إلى ساحة المنافس بعد ان كان سابقا يقوم بأداء متفرد ومنسق ومترابط ويصل عبر النقلات الجيدة التي تتوج بالكرة في الشباك، ولم نعثر على لاعب لافت للنظر، فيما وجدنا الأفغاني يصنع اكثر من فرصة ويصل بطريقة مقنعة!
المعز يهدر أسهل الفرص!
نحن نعرف ان الفوز مهم والنقاط مهمة، ويمكن ان تقبض الفوز من خلال استغلال الفرص، حتى ولو لم تصل إلى مستوى الأداء الذي عرف عنك، وهذا لم يتحقق حتى مع توافر بعض الفرص للمنتخب لم تترجم بالرغم من ان الوضع التهديفي سهل جدا، ومن أبرز الفرص كانت كرة المعز علي التي هيأها له يوسف عبد الرزاق بالدقيقة 21 حيث سددها بلا تركيز وعشوائية عالية، وهو أمام المرمى المفتوح امامه، وهو ما يؤشر ان بعض اللاعبين افتقدوا ثقافة التسجيل للاهداف التي كانوا يتميزون بها، مثلما فقد الأدعم هوية الأداء المقنع! ومع ان المنتخب حاول في الدقائق الاخيرة البحث عن طريق المرمى وتواجد في ساحة المنافس وبالجزاء الا انه عجز عن فك طلاسم الدفاعات الأفغانية، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.
سيناريو البداية نفسه!
الشوط الثاني بدأ الأدعم بذات السيناريو الذي كان عليه في الشوط الأول، وهي محاولة للوصول إلى ساحة الأفغاني وتهديد المرمى، وكان عن طريق كرة ركنية سددها بيدرو للخارج وهو مواجه للمرمى، بعدها حاول المدرب سانشيز ان يفعّل الهجوم الذي هو أسوة بحال الخطوط الأخرى، ومع دخوله لاحت فرصة له الا ان كرته ذهبت ضعيفة للحارس الأفغاني، واستمر الأدعم بأقل مجهود وأداء يبحث عن الهدف وجرب أكثر من كرة منها كرة بوضيف التي سددها من خارج الجزاء وذهبت بجوار القائم، ومع تقادم الوقت أخذت الأمور تصبح أكثر تعقيدا والأفغاني يعتبر التعادل إنجازا بل الخسارة بفارق هدفين يمكن ان تكون إنجازا كما قال المدرب «انوش» كونه يلعب أمام بطل آسيا وسبق ان هزمه بستة أهداف في اول مباراة لهما في التصفيات، ومع انه حافظ على شباكه حتى الدقيقة 74 فإنه يطمح ان يرفع سقف تطلعاته واللعب على الكرات المرتدة من اجل الوصول إلى مرمى الشيب، الا ان الكرات القليلة لم تجد طريقها إلى ما يصبو اليه الأفغاني وعطلت المنطقة الخطرة.
ركلة جزاء تقود الأدعم إلى الفوز!
رمى الأدعم بكل أوراقه من أجل أن يحافظ على صدارته والبحث عن الفوز بأي طريقة نظرا لأهمية المباراة، وشدد من المحاولات الهجومية، حتى نجح أكرم عفيف في الحصول على ركلة جزاء بعد ان تعرض إلى الدفع من قبل الدفاع بالدقيقة 75، وتقدم أكرم ونفذها بنفسه على يمين الحارس عزيزي مسجلا الهدف الأول للأدعم الذي مثل له قيمة كبيرة، وبعد الهدف كنا نتوقع ان يطرأ تحسن على الأداء العام كون الأدعم يبحث عن الأهداف وتعزيز ما سجله، فيما يفترض ان الأفغاني يسعى إلى ان يعود إلى المباراة، الا ان رتم المباراة ظل منخفضا ولم تكن فيه تلك اللمحات التي يمكن ان تحقق هذا الشيء، باستثناء بعض المحاولات التي لم تسفر عن شيء.
دقائق أخيرة وفرص تضيع!
نجح الأدعم في صنع أكثر من فرصة بأداء بسيط ولم يكن مقنعا ومع ذلك لم يستغل تلك الفرص التي سنحت للاعبيه ومنها في الوقت القاتل، بعد ان كان المدرب سانشيز دفع لاعب الوسط سالم الهاجري بدلا من حسن الهيدوس الذي كان قد عاد للعب إلى الطرف بعد مشاركة مونتاري بدلا من يوسف عبد الرزاق وأصبح المعز يلعب خلفه بالهجوم، ومن أبرز الفرص التي سنحت وكان يمكن أن تنتهي المباراة بأكثر من هدف في الوقت المتأخر تلك الفرصة التي سنحت إلى أكرم عفيف وسقط خلالها الحارس، الا ان أكرم تباطأ بالتسديد لتبعد منه، كما كانت آخر فرصة لأكرم بالدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع عندما سدد مونتاري كرة قوية من خارج الجزاء ردها الحارس الأفغاني لتجد أكرم بالانتظار وأمامه المرمى الخالي، إلا أنه سددها بغرابة عالية فوق العارضة!
بعد ذلك أعلن الحكم نهاية اللقاء بفوز صعب ولكنه مهم للأدعم على الأفغاني.
copy short url   نسخ
20/11/2019
1356