+ A
A -
الدوحة- الوطن
أكد الدكتور أيمن عبيد استشاري الجراحة العامة وجراحة السمنة والجهاز الهضمي بالمنظار بمستشفى العمادي على أن مستويات السمنة في المجتمع القطري قد بلغت معدلاتها العالية، وأن قطر تصنف خامس دولة على مستوى العالم والثانية على مستوى دول الخليج في ارتفاع مؤشر البدانة.
وفي هذا الصدد أشار د. عبيد إلى أن مستشفى العمادي يحتل الصدارة في نجاح عمليات جراحة السمنة، والتي تخطت حاجز الـ 8000 عملية جراحية حتى الآن، كما أكد على أن المستشفى يضم كادراً طبياً هو الأكفأ والأكثر خبرة في هذا المجال بقيادة الدكتور محمد العمادي.
وتطرق الدكتورعبيد، خريج الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة ألاباما في الولايات المتحدة وعضو الجمعية الأميركية لجراحة السمنة، في حواره لجريدة الوطن إلى أسباب انتشار السمنة وأحدث الطرق الجراحية وغير الجراحية في علاج السمنة، ومرحلة ما بعد إجراء العملية، وإلى مزيد من التفاصيل...
} بداية.. ماهي أهم أسباب انتشار السمنة بشكل عام وفي قطر بشكل خاص؟
- باتت السمنة مرض العصر على مستوى العالم بشكل عام وفي قطر بشكل خاص، حيث إن مستويات السمنة في المجتمع القطري قد بلغت معدلاتها العالية، وتتعدد أسبابها ولكن نمط الحياة اليومية يلعب دورا كبيرا في الإصابة بها، خاصة مع استهلاك نسبة كبيرة من الأطعمة غير الصحية ذات السعرات الحرارية العالية، حيث إن الأنظمة الغذائية غير الصحية مع قلة الحركة تشكلان أكثر من 90% من أسباب الإصابة، وهناك نسبة ضيئلة من الإصابة تكون نتيجة وجود قصور بالغدد أو نتيجة الأمراض الوراثية والنادرة.
} ماهي أحدث الطرق الجراحية وغير الجراحية لعلاج السمنة؟
- يعتمد علاج السمنة على مبدأ أساسي وهو التقليل من السعرات الحرارية لحرق الكتلة الدهنية الموجودة بالجسم، وللوصول إلى هذه النتيجة تتعدد الوسائل المستخدمة، ومن الوسائل غير الجراحية، اتباع نظام حمية غذائية من خلال الالتزام ببرنامج غذائي معين يحتوي على سعرات حرارية قليلة بجانب ممارسة الرياضة، أيضاً اللجوء لبعض الأدوية الهرمونية وهي عبارة عن حقن يتم حقنها تحت الجلد تؤدي إلى تقليل الشهية وتأخير إفراغ المعدة، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى تقليل كمية الطعام المتناولة خلال اليوم.
أما الطرق الجراحية فمتعددة وتتطور باستمرار، مثل قص المعدة وتكميم المعدة وحلقة المعدة وطي المعدة وبالون المعدة وبوتوكس المعدة، وتعد عمليات تحويل المسار وتكميم المعدة الأكثر انتشارا ونجاحا وتحقيقا للنتائج المرجوة على مستوى العالم.
} متى تنصح باللجوء للطرق الجراحية لعلاج السمنة؟
- ننصح بالتدخل الجراحي عندما تكون منافعه أكثر من مخاطره، ويتحدد الأمر على حسب كتلة الجسم والكتلة الدهنية الزائدة، ومن خلال نتيجة هذه المعادلة الحسابية (الوزن÷ مربع) تتحدد مدى أهلية المريض لإجراء العملية، أما بالنسبة للسن فيمكن إجراء عمليات جراحة السمنة لمختلف الفئات العمرية، ونحاول قدر الإمكان عدم إجراء هذه النوعية من العمليات للأطفال الذين لم يتجاوزوا سن البلوغ الجنسي، عدا ذلك يمكن إجراؤها لأي مريض تحت الـ 64 عاماً، طالما لايوجد أي عارض صحي.
} هل هناك مضاعفات لهذه النوعية من العمليات؟
-لا يوجد أي عمل جراحي لا يحمل مضاعفات، وهذا الأمر نتطرق إليه مع المريض بوضوح وبالتفاصيل ولكن بشكل مبسط حتى يكون على دراية بكافة جوانب العملية الجراحية، ونصل بعدها للقرار المناسب بالمشاركة مع المريض.
} ماهي النصائح التي تقدمها للمرضى لمرحلة ما بعد التدخل الجراحي؟
- لابد من اتباع نظام غذائي معين وتعليمات محددة لمدة 6 أسابيع؛ ليصل المريض للنتيجة المرجوة من العملية الجراحية التي أجراها، بعد هذه الفترة يعود الجهاز الهضمي للمريض لوضعه الطبيعي وظيفيا ولكن مع كميات طعام قليلة مما يؤدي لخسارة الوزن الزائد بشكل تدريجي على فترة 9 إلى 12 شهر.
وعلى المريض أن يدرك أن العملية لن تأتي بثمارها المرجوة بمجرد اجرائها بل هي الخطوة الأولى في تغيير نمط حياته، وباقي الخطوات ترجع لمدى التزامه بالتعليمات المعطاة واتباع نمط حياة صحي وسليم.
} ماذا عن بالون المعدة ما فوائده وما أضراره؟
- بالون المعدة يدخل ضمن إطار العمليات الجراحية لعلاج السمنة وهو أيضا إجراء جراحي يحمل مخاطر ومضاعفات خاصة، ويشبه البالون حلقة المعدة بكونه جسما غريبا يتم إدخاله لجسم المريض بهدف تقليل كمية الطعام المستهلكة (Restrictive Procedure)، ويصنع البالون من السليكون أو مادة صناعية مشابهة ويتم إدخاله إلى المعدة ثم نفخه بالهواء أو باستخدام سائل خاص، ويظل منفوخاً داخل المعدة ليعطي احساسا بالشبع والامتلاء لمدة بضعة أشهر ثم يتم ازالته أو يتحلل تلقائيا على حسب نوع البالون المستخدم، ولكن حوالي 30% من المرضى يعانون من مضاعفات بعد إجراء العملية كونهم لا يتحملون وجود البالون داخل المعدة لمدة طويلة، فبعض المرضى يقررون إزالته بعد تركيبه بحوالي 10 أيام أو أقل.
ويساعد البالون بشكل عام على إنقاص الوزن بمعدل 10-15 كيلو في حال وجوده بالمعدة لمدة 2 إلى 3 شهور. لكن المشكلة في هذه العملية تكمن بأنّ المعدة بعد ازالة البالون تعود لنفس القدرة الاستيعابية السابقة مما يمكن المريض من استهلاك كميات طعام كبيرة تؤدي لاكتساب الوزن مجددا.
الانظمة الغذائية
} هل تنصح باتباع أنظمة غذائية مثل الكيتو لخسارة الوزن؟
- نظام الكيتو قد يناسب فئة معينة من مرضى السمنة وهم الذين لا يعانون من القصور الكلوي أو وجود زلال بالدم، نتيجة اعتماد هذا النظام على تناول كميات كبيرة من البروتين، لذا من يرغب في اتباع هذه النوعية من الحمية الغذائية عليه مراجعة الطبيب أو أخصائي التغذية أولاً؛ لعمل بعض الفحوصات قبل البدء في اتباع هذا النظام.
} إلى أين وصلت نسبة السمنة بشكل عام في قطر؟
-حسب احصائيات عام 2012 تبين أن 70% من المواطنين يعانون من الوزن الزائد، 71% من الرجال و68% من النساء، أي أن مؤشر البدانة لدى هذه الفئة أعلى من 25 كغ/م²، كما تبين أن 41% من المواطنين القطريين يعانون من بدانة مرضية أن أي مؤشر البدانة لديهم فوق 30 كغ/م²، وتشمل هذه النسبة 40% من الرجال و43% من النساء.
وبينت دراسة أخرى أجريت خلال عام 2013، أن 22% من الإناث تحت سن العشرين و33,5% من الذكور بنفس العمر يعانون من البدانة المرضية.
وتصنف قطر خامس دولة على مستوى العالم في ارتفاع نسبة البدانة، والثانية على مستوى دول الخليج بعد دولة الكويت، كما أن 16% من المواطنين يعانون من مرض السكري الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالبدانة.
} ما هي الأمراض التي تسببها السمنة؟
-هي عديدة ومنها مرض السكري (النوع الثاني)، مشاكل القلب وتصلب الشرايين، ارتفاع الضغط والفشل الكلوي، أمراض السرطان، الجلطات، انخفاض نسبة الخصوبة، عدم انتظام الدورة الشهرية للنساء، صعوبة التنفس وتوقف التنفس خلال النوم، أوجاع الرأس ((migraine، ارتفاع الكوليسترول وارتفاع نسبة الدهون بالكبد، داء النقرس، هشاشة العظام وداء المفاصل.
ومن الجدير بالذكر عند التطرق للأمراض المرتبطة بالبدانة، أنّ خسارة الوزن الزائد تقلل من نسبة الوفاة بحدود 89% على فترة 5 سنوات.
} ماهي الأمراض التي تسبب السمنة؟
-هناك عدد محدود من الأمراض التي يترتب عليها الإصابة بالسمنة منها قصور الغدة الدرقية وبعض الحالات الوراثية النادرة كمتلازمة (Prader-Willi)، وحالات كمتلازمة (Cushing). ولكن نسبة المصابين بالسمنة نتيجة الإصابة بهذه الأمراض لاتتعدى 1% من نسبة المصابين بالسمنة. ونجد أن هناك بعض العائلات تعاني من السمنة أكثر من غيرها نتيجة النظام الغذائي المتبع وشكل الحياة اليومية.
} كم عدد عمليات السمنة التي يجريها مستشفى العمادي بشكل يومي؟
- من 4 – 10 عمليات بشكل يومي، وتتراوح أوزان المرضى الذين يخضعون لتلك العمليات لتصل إلى 200 كيلو أي أن مؤشر البدانة لديهم أعلى من 60.
المضاعفات المحتملة
} كم تبلغ نسبة المضاعفات المحتملة عند إجراء عمليات السمنة؟
- نسبة المضاعفات المقبولة عالمياً هي3-1 %، أما النسبة بمستشفى العمادي لم تتجاوز %0.1، أي بمعدل مريض من كل 1000 مريض، وأخطر المضاعفات المحتملة تتمثل في وجود تسرب بمكان قص المعدة أوحدوث تجلط بالرئتين مما يؤدي إلى توقف بالجهاز التنفسي، وهذه المضاعفة نعمل على تقليل حدوثها من خلال استخدم أحدث الأساليب وأكثرها تطوراً وسلامة خلال إجراء العملية الجراحية.
وننصح دائماً المرضى باجراء العمليات بمكان اقامتهم؛ لإمكانية المتابعة الدورية مع الجراح الذي أجرى العملية؛ خاصة أن الأساس بتفادي الوفاة نتيجة احدى المضاعفات يتمثل بالتشخيص المبكر والدقيق والتدخل الطبي أو الجراحي السريع. هذا وقد أوضحت الدراسات أن نتيجة العملية من ناحية خسارة الوزن ترتبط ارتباطا مباشرا بالمتابعة الدورية مع الطبيب.
} ما الذي يميز مستشفى العمادي بالنسبة لجراحات السمنة؟
-الخبرة الواسعة التي يتميز بها الكادر الطبي المتخصص في إجراء هذه النوعية من العمليات بقيادة الدكتور محمد العمادي الذي له باع طويل في المعركة بمواجهة السمنة، وبوجود طاقم تمريضي متميز وفريق التخدير الذي يتمتع بالخبرة والكفاءة اللازمة لتخدير المرضى الذين يعانون من الوزن الزائد، هذا بالاضافة لاتباع المعايير المعمول بها عالميا وخاصة في الولايات المتحدة الأميركية لعلاج البدانة، واستخدام المعدات والأدوات الطبية الأكثر تطوراً وسلامة في هذا المجال.
copy short url   نسخ
03/12/2019
1566