+ A
A -
كتب- محمد الجعبري
تحت رعاية معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، أقيم صباح أمس، بمركز قطر الوطني للمؤتمرات حفل افتتاح أولمبياد العلوم الدولي للناشئين السادس عشر- الدوحة 2019، الذي تقيمه وزارة التعليم والتعليم العالي تحت شعار «تحفيز جيل اليوم لمهارات الغد» والذي يستمر حتى 12 ديسمبر الجاري، وتشارك فيه 70 دولة من جميع أنحاء العالم.
حضر الاحتفال سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني رئيس رابطة رجال الأعمال القطريين وكبار مسؤولي وزارة التعليم والتعليم العالي وأعضاء الوفود المشاركة في الأولمبياد.
وألقى سعادة الدكتور محمد بن عبد الواحد الحمادي وزير التعليم والتعليم العالي كلمة في افتتاح الأولمبياد توجه فيها بالشكر والتقدير إلى كافة الفرق المشاركة - قادة وطلبة - مُرحباً بهم في بلدهم الثاني قطر، مشيراً إلى أن الأولمبياد يجمع كوكبة مختارة من طلبة دول العالم، جاؤوا إلى دوحة الخير، للمشاركة في هذا المحفل التربوي الكبير، إيماناً منهم بأن مثل هذه المنافسات فرصة طيبة لتعميق أواصر الروابط والصلات والتعارف بين الشعوب والدول، وتبادل التجارب والخبرات في مجالات العلوم.
وأكد سعادته أن استضافة دولة قطر لأولمبياد العلوم للناشئين هذا العام له دلالات كبيرة ؛ إذ يعد حدثاً فريداً لتميزه عن الأولمبياد السابقة التي أقيمت في دول العالم، مشيراً في هذا السياق، إلى أن عدد الدول المشاركة قد بلغ «70» دولة، وعدد الطلبة «409» طلاباً وطالبات، وهي أعداد تفوق أية مشاركات سابقة في تاريخ الأولمبياد منذ انطلاقه، فضلاً عن أن هذه الاستضافة تؤكد دور دولة قطر الريادي والفاعل في المجتمع الدولي، من جهة كونها أول دولة عربية تستضيف الأولمبياد الدولي.
وقال سعادته إن شعار أولمبياد العلوم الدولي للناشئين لهذا العالم «تحفيز جيل اليوم لمهارات الغد» قد جاء متسقاً مع أهداف وتوجهات استراتيجية دولة قطر للتعليم والتدريب في طموحاتها نحو إعداد جيل المستقبل من أبناء الوطن النابغين والمتميزين، والعمل على تنمية مواهبهم واكتشاف إمكاناتهم، وتدريبهم ورعايتهم، وغرس قيم العمل، والثقة بالنفس والتفاؤل في نفوسهم، مشدداً على أن الوعي بحاجة الأوطان إلى المواهب الشابة المتدربة وتعهدها بالرعاية، وتفعيل مشاركتها في المحافل والمسابقات، هو نتيجة حقيقية لمرحلة التطور والانطلاق التي يشهدها العالم في انتقاله إلى مجتمع المعرفة، وبالطبع فإن دولة قطر من بين الدول التي تتطلع إلى ذلك.
وحول أهمية الأولمبياد أكد سعادته أن هذا الأولمبياد الدولي يساعد الطلبة على امتلاك مهارات حل المشكلات في مجالات العلوم دون التقيد بمحتوى المناهج الدراسية، بل وامتلاك قدرة الإبداع والابتكار وحسن التصرف، ومهارات التعامل في الأمور الحياتية والمجالات المختلفة تحت كل الظروف. كما أن ما سوف نشهده من منافسات بين الطلبة في هذا المحفل الهام، سيقدم لنا صورة رائعة من صور التعايش السلمي والتوافق الإنساني، وكذلك صورة من صور مستقبل التنمية البشرية التي تغذي وترفد التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتقنية، وتقودنا إلى النهضة والتنمية المستدامة التي نتطلع إليها وتنشدها كل دول العالم.
واستطرد في كلمته قائلاً: إن سعينا نحو تحقيق التقدم والريادة والتميز في مجالات العلم، يؤكد قدرتنا على العمل والإنجاز وفقاً لأعلى معايير الجودة والإتقان، وسيظل منهاجنا القويم واختيارنا الاستراتيجي في دولة قطر، والذي رسمه لنا حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، «حفظه الله ورعاه» هو مواصلة الجهود الحثيثة لتطوير منظومتنا التربوية؛ لبناء جيل من الناشئة والشباب المزود بالعلم والكفايات ومهارات التفكير العليا والبحث العلمي، والتي تؤهله للتعامل مع التغيرات المتلاحقة للعصر الذي نعيشه، ومواكبة التدفق العلمي والتقني الهائل، من أجل تلبية متطلبات مجتمعنا وتطلعاته نحو الرقي والازدهار.
وفي ختام كلمته توجه سعادة وزير التعليم بالشكر والتقدير لمعالي الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، على تفضله برعاية هذا الأولمبياد، كما كرر شكره وتقديره للدول المشاركة قادة وطلبة، ولممثلي المنظمة العالمية للأولمبياد. كما شكر الشركاء والرعاة الذين ساهموا في استضافة هذا الأولمبياد، كما شكر مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وجامعة قطر، على تعاونهم مع وزارة التعليم والتعليم العالي في إقامة وتنظيم هذا الأولمبياد، متمنياً للجميع طيب الإقامة في دوحة الجميع.
سعادة غامرة
كما تحدث في حفل الافتتاح سعادة الأستاذ الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي وكيل وزارة التعليم والتعليم العالي رئيس اللجنة العليا المنظمة للأولمبياد، مرحبا بالحضور ضيوفا ومشاركين وممثلين لدولهم من كافة أنحاء العالم، وقال إنها لمناسبة عظيمة تشعرنا بسعادة غامرة أن نرى وفود العالم تجتمع اليوم في هذا الحدث العلمي الفريد على أرض دولة قطر، وإنه لفخر كبير لنا جميعا، أن تكون دولة قطر الدولة العربية الأولى التي تستضيف أولمبياد العلوم للناشئين في نسخته السادسة عشرة.
وأكد سعادته تميز المشاركة العالمية في نسخة أولمبياد قطر للعلوم هذا العام من حيث عدد الدول المشاركة التي بلغت سبعين دولة، لافتاً إلى أن هذا الرقم مؤشر واضح - بلا شك- على ما تحظى به دولة قطر من مكانة واحترام بين أوساط الأسرة الدولية، تحت القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله.
وأضاف سعادته: لقد سبقت هذه النسخة من أولمبياد العلوم خمس عشرة نسخة، وكان لدولة قطر شرف المشاركة في النسخ الأخيرة منها، ومع ذلك فقد كانت النتائج إيجابية ومُرضية، وكان من أبرزها أننا حظينا بشرف استضافة النسخة السادسة عشرة من هذا الأولمبياد، وبأغلبية الأصوات في دولة بتسوانا، ولا شك أننا أفدنا من مشاركاتنا في تلك النسخ، من حيث الاطلاع على طرق متنوعة في تنظيم مثل هذه الفعاليات العالمية، ومع ذلك فقد حرصنا على تطوير هذه النسخة، واستحداث أدوار فريدة، تُوظف لأول مرة في هذا الأولمبياد، وذلك من خلال الخبرة القطرية الطويلة في تنظيم مثل هذه الفعاليات العالمية، وقال إننا نأمل أن يرى العالم هذا العام مسابقة متميزة وفريدة، من حيث الإعداد والتنظيم والنتائج والارتياح العام.
وأوضح سعادة وكيل وزارة التعليم أن اللجنة العلمية العليا المشرفة على الأولمبياد، قد شكلت من أصحاب الخبرات والكفاءات المتميزة من كوادر وزارة التعليم والتعليم العالي، من الموجهين المختصين، إضافة إلى مشاركة عدد من أساتذة الجامعات في دولة قطر، كما تم تدريب أعضاء اللجنة العلمية على رفع الأسئلة على النظام الإلكتروني، الذي تم إنشاؤه والتعديل عليه ومراجعته واعتماده وترجمته بسهولة، وبشكل منظم وواضح، وبما يتناسب وطبيعة الاختبار والأسئلة المطروحة.
وقال سعادته إن اختيار ممثلي دولة قطر من الناشئين جاء من كافة مدارس الدولة، بعد خضوعهم لاختبارات متعددة، وصولا إلى التصفيات النهائية المحددة لهذه النخبة من أبنائنا حرصا منا على إعدادهم أحسن إعداد لخوض غمار هذه المنافسة، والتي نثق ونأمل أن نراهم وقد تبوؤوا فيها مراكز متقدمة، من منطلق شعار الأولمبياد لهذا العام تحفيز جيل اليوم لمهارات الغد.
وثمن سعادة وكيل وزارة التعليم والتعليم العالي في كلمته في افتتاح الأولمبياد الدور الذي تقوم به أجهزة الدولة، من كافة الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة، في العمل على إنجاح هذا الأولمبياد، وما قاموا به من جهود حثيثة، وما قدموه دعم ومشاركة ورعاية، وقال إن ذلك يؤكد الدور التكاملي لكل مؤسسات الدولة من أجل تطور بلدنا، والنهوض بأبنائنا الطلبة، ولنكون السباقين دائما في مضمار التنافس العالمي.
وفي ختام كلمته أعرب سعادته عن أمله في أن يكون هذا الأولمبياد تجربة فريدة على المستوى العالمي، وأن يتذكر المشاركون بكل فخر واعتزاز أنهم شاركوا فيه في دولة قطر، وأن يفخر أبناء قطر بأنهم قد أجروا أول أولمبياد للعلوم في الوطن العربي على أرض دولة قطر متمنياً للجميع طيب الإقامة على أرض قطر، وللمشاركين التميز والإبداع، لما فيه الخير العميم للإنسانية جمعاء.
ألقى الدكتور خالد محمد يوسف العالي الرئيس التنفيذي السابق في وكالة الطيران والفضاء الأميركية ناسا، والرئيس التنفيذي لشركة سنسيتا العالمية والمتحدث الرسمي في فعاليات افتتاح أولمبياد العلوم الدولي للناشئين 2019م كلمته قائلاً: «فخور جداً بإلقاء كلمتي أمام أكبر حشد من المشاركين المتميزين القادمين من دول عالمية مختلفة، وكان حديثي يتمحور حول ثلاثة محاور متنوعة؛ أول محور كان عن إعجاز القرآن الكريم وكيف أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بالعديد من العلامات والدلائل منذ 14 قرنا عن طريق ماتم ذُكره في آيات الله تعالى: «وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ»، وتفكرت وأبحرت في الآية الكريمة ووجدت بها جزأين وهما (بأس شديد، ومنافع للناس) حيث يظن كثير من الناس أن المقصود من الآية فقط منافع للناس من خلال استخدامهم للأسلحة بأشكالها المختلفة كالرماح والسيوف، أما بالنسبة للبأس الشديد اكتشفنا علمياً أن وجود الحديد في نواة النجوم العملاقة قادر أن يقضي عليها في أقل من ثانية، أي أن النجوم العملاقة لا تتحدى قوة الحديد، كما تعتبر نواة الحديد أقوى نواة من حيث التماسك من ضمن جميع المواد الصلبة التي نعرفها.
وأضاف العالي: «كان من المهم مشاركة الجمهور بعضاً من سيرتي الذاتية وقصة حياتي بهدف توعية أغلب الجمهور الذين يعتبر أكثرهم طلبة في مقتبل العمر حتى نشحذ هممهم وننقل لهم خبراتي في علم الفضاء والتكنولوجيا والأبحاث والاختراعات التي سجلت على مستوى العالم».
لافتاً الطلبة إلى أهمية الجد والاجتهاد والدراسة ودعم دولتهم الحبيبة قطر، وضرورة دعم أسرهم لهم، والتركيز على الصحبة الصالحة الذين يصادفونهم في حياتهم من أجل الاستزادة من العلم والمعرفة، لأن كل تلك العوامل سوف تكون مسبباً للتغيير الجذري لحياتهم حتى يتميزوا في مسار حياتهم بالمستقبل، وقال: «هذا ما حصل بالضبط لحياتي حينما التقيت رائد الفضاء الأميركي آلان شيبارد وهو أول أميركي يصعد إلى الفضاء ومشى على سطح القمر وأثر في حياتي، وفي الحقيقة الفضل يعود إليه، وكما قال رائد الفضاء الأميركي: الإنسانية حينما تتكاتف معاً لا يمكن أن يكون القمر مستحيلاً».
من جهته رحب الدكتور باريس جوشي رئيس منظمة أولمبياد العلوم الدولي للناشئين بأعضاء اللجنة المنظمة IJSO-2019، واللجنة الأكاديمية IJSO-2019، والطلاب والقادة من 70 دولة مختلفة من جميع أنحاء العالم، الذين سافروا لمسافات طويلة للمشاركة في هذا قطر البلد الدافئ الجميل.
وقال إن الطلاب هم اللاعبون الرئيسيون في هذه المسابقة وأتمنى لكم تحديًا جيدًا وصحيًا سيظهر أفضل ما فيكم، داعياً الطلاب إلى أن يجعلوا هذه المسابقة نقطة تحول في حياتهم المهنية.
وأضاف السيد جوشي إننا نشهد هذا العام تغييراً إيجابياً في المنافسة مع قيام قطر بدور قيادي في جعل المسابقة صديقة للبيئة. نحن نخطط للمسابقات الإلكترونية وللحد من استخدام الورق. لقد بذل قسم تقنية المعلومات جهداً هائلاً وأتمنى أن ننجح جميعًا في هذا المسعى، لأنه سيفتح أبعادًا جديدة للمنافسة..
لدينا فرصة فريدة لاستكشاف الثراء الطبيعي لقطر وآمل أن يستفيد الطلاب والقادة من هذه الفرصة استفادة كاملة. لقد نظمت دولة قطر برنامجًا مكثفًا وأدعوكم جميعًا للاستفادة الكاملة منه في استكشاف الثقافة المحلية والنظام البيئي في قطر.
وأعرب عن شكره وامتنانه لحكومة قطر لمواجهتها والتحدي كل الجهود لجعله حدثا ناجحا بشكل خاص.
مؤكداً أن اللجنة التنظيمية المحلية برئاسة السيد علي البوعينين واللجنة العلمية برئاسة الدكتور خالد العلي بذلت الكثير من الجهد الشاق لضمان نجاح هذا الحدث. نيابة عن المنظمة، أشكر اللجنة المنظمة على جهودها. أتوجه بالشكر الخاص لنائبة رئيس آسيا السيدة فاطمة الراشد التي تلعب دورًا مميّزًا في كونها العضو التنفيذي لآسيا وقيادية رئيسية في فريق الاستضافة.
وتضمن حفل الافتتاح العديد من الفقرات ابتداء بالنشيد الوطني الذي قدمه طلاب المدرسة القطرية الفنلندية، ثم استعراض الدول السبعين المشاركة في الأولمبياد. كما عرض فيلم بعنوان «رحلة العلم والتعليم في قطر» مع الأحياء والفيزياء والكيمياء.
تم قدم استعراض اللوحة البحرية وهي عبارة عن فقرة ثقافية تعكس ثراء التراث البحري وتعزز حضوره في المشهد الثقافي المحلي والإقليمي، وهي تحاكي حقبة زمنية عاشتها دولة قطر وهي فترة الغوص على اللؤلؤ، حيث قامت الفرقة التراثية القطرية بعروض بحرية وبترديد الأغاني التراثية وتقديمها لأبناء هذا الجيل للاعتزاز بثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم .
تلا ذلك تكريم الفاضلة عبير عبدالرحمن الدوسري مديرة العلاقات بمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة للفائزين في المسابقة الدولية العلمية التي تنظمها اللجنة العلمية في IJSO 2019 ومعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة من جامعة حمد بن خليفة، حيث فاز بالمركز الأول الفريق الفلسطيني، وبالمركز الثاني الفريق القطري «Qatar Power»، وبالمركز الثالث الفريق الهندي، أما الفريق الفائز بأفضل مشروع على مستوى آسيا هو الفريق القطري «O2 Team».
copy short url   نسخ
05/12/2019
1164