+ A
A -
كتب - جليل العبودي
يخوض المنتخب الوطني لكرة القدم اليوم مباراة مهمة وحاسمة في نصف نهائي خليجي 24 أمام المنتخب السعودي في استاد الجنوب، حيث سيتأهل الفائز إلى المباراة النهائية التي تقام يوم الاحد القادم في استاد خليفة الدولي، وقد نجح الأدعم في الوصول إلى نصف النهائي بعد ان تجاوز عثرته الأولى في الافتتاح أمام العراقي، وفاز على اليمن والامارات في مستوى مميز جعله فرس رهان البطولة حتى بالرغم من انه حل ثانيا في مجموعته، أما السعودي فهو الآخر كان قد تعثر أمام المنتخب الكويتي الا انه غادر وفاز على البحرين وعمان ليتصدر المجموعة الثانية، وان المواجهة تمثل «ديربي» خليجيا وقاريا بين الأدعم بطل آسيا وسيدها والاخضر الباحث عن العودة إلى ما كان عليه كمنتخب له مكانة معروفة، وهو ما سيجعل المواجهة حافلة بالكثير من الحماس والندية والاثارة، لاسيما ان الأوراق كلها معروفة اليوم للمدربين سانشيز ورينارد بعد ان لعب كل فريق ثلاث مباريات في خليجي 24، فضلا عن كون الفريقين تواجها في كأس آسيا التي فاز بها الأدعم ونجح في ان يتفوق منتخبنا على السعودي، وان أغلب العناصر موجودة الآن في الفريقين.
ولا يوجد غموض في تشكيلتي الفريقين وان أراد أي من المدربين ان يناور فمن الممكن ان يزج بهذا اللاعب أو ذلك بدلا من غيره أو يغير مركزا إلى مركز آخر وحسب الحاجة التي تمليها المواجهة، وان أوراق الفريقين واضحة المعالم، ليس على مستوى المنتخبين بل على مستوى اللاعبين حيث يمثل ناديا السد والهلال عصب المنتخبين والعمودي الفقري لهما وانهما تواجها منذ فترة وجيزة في دوري ابطال آسيا حيث يوجد في كل منتخب اكثر من سبعة لاعبين من السد والهلال، وهو ما يعطي المهمة صفة المعرفة أكثر من أي مباراة أخرى، ومن هنا فالمواجهة بين الأدعم والاخضر ستتكرر من حيث اللاعبين المتواجدين في الناديين، لاسيما ان اللاعبين تواجهوا اكثر من مرة منها لقاء آسيا في أمم آسيا، وأيضا دوري الأبطال والتي قدم فيها السد مستوى جيدا الا انه خسر في الدوحة لظروف معروفة بالرغم من انه كان هو من يمسك المباراة، ومن ثم نجح في الفوز على الهلال برباعية في الرياض إلا ان فارق الهدف اقصى الزعيم من الوصول إلى نهائي الأبطال.
الأدعم.. انطلاقة لا تتوقف !
بلا شك ان الانطلاقة التي عليها المنتخب الوطني وثقته بالعودة والانتصارات التي حققها في البطولة والتي اقترنت بالمستوى الرفيع ستجلعه لا يتوقف ولا يقبل ان يتوقف وهو الذي يلعب بين جماهيره وفي ملعبه، وهو ما يعطيه دفعة قوية جدا من أجل ان يقبض على حظوظه في التأهل والوصول إلى النهائي، كما ان ميزتي الأرض والجمهور من أهم العوامل المؤثرة التي تسهم في رفع التحدي وتحفز اللاعبين حيث سيكون الملعب ممتلئاً بالجماهير التي ستؤازر فريقها الوطني.
سيناريو متوقع للبداية !
إن موازين القوى بين كفتي المنتخبين تبدو متوازية على الورق قبل بداية المباراة وعلى أرضية الملعب عند انطلاق صافرة بدايتها وأنه لا توجد نظريا أفضلية لجانب على حساب الجانب الآخر حيث انها تدور في إطار المواجهات التقليدية التي تجمع عادة بين المنتخبين ولا يخوضها الطرفان الا بخيار واحد ووحيد، هو خيار الفوز وان كان اغلبية المراقبين يمنحون افضلية لصالح المنتخب العنابي الذي يضم لاعبين مميزين ومنسجمين مع بعضهم البعض ومعظمهم يلعب في ناد واحد وهو ذات الشيء الذي لدى السعودي، الا ان ذلك لا يمكن الا ان يقول ان المواجهة ستكون صعبة للمنتخبين وقد تحمل في طياتها ضغوطا على المدربين واللاعبين، الا ان العنابي لا يمكن ان يخضع لها بل هو خارج حسابات الضغوط وهو سيلعب بأريحية ومتعة وسط تحفيز كبير من قبل الجماهير.
وقد يرى البعض ان سيناريو المباراة سيبدأ بفترة جس نبض ينحصر خلالها اللعب في منطقة الوسط قبل ان يدخل المنتخبان تدريجيا في أجواء المباراة من أبوابها الهجومية قبل ان يرتفع مستوى الأداء العام للفريقين لاحقا، على ان يكون الحسم متاحا فيه أو يشهد أهدافا خلاله، ومن واقع هذا السيناريو فان المواجهة ستكشف لنا صراعا قاسيا وشرسا بين الفريقين على نقاط المباراة من أجل تحقيق هدف الوصول إلى النهائي الكبير.
التركيز السلاح الأهم !
إن اهم شيء يجب ان يتسم به لاعبو العنابي الانضباط التكتيكي الذي يطرحه المدرب سانشيز في المباراة وتمرس عليه اللاعبون طوال الفترة الماضية بعد القراءة التي اقدم عليها والدراسة للفريق المنافس، كما ان السلاح الامضى للادعم هو التركيز الدقيق في التعامل مع الكرة عندما تكون بحوزته وايضا عندما تكون في اقدام لاعبي السعودي وانتزاعها منه كون ذلك يبعد أي خطورة ويضع الخصم تحت الضغط فضلا عن استغلال الضغط الذي سيكون عليه السعودي في المباراة بفضل ما لمنتخبنا من مميزات ستدفعه إلى الابداع والتألق، وبلا شك ان السعودي فريق جيد يضم مجموعة من اللاعبين المميزين، حيث يجب التحسب إلى الهجوم الذي سيكون فيه سالم الدوسري وياسر الشهراني والحمدان وسيكون الهبيري ورقة بيد المدرب رينارد وهؤلاء من ابرز العناصر الهجومية، فضلا عن لاعبي الوسط عبد الله عطيف وسلمان الفرج والبريكان وبالتأكيد ان الأدعم من خلال وسطه سيسعى إلى تعطيل ماكينة الوسط السعودي حيث سيدير ماكينة الوسط كريم أبو ضيف وعبد العزيز حاتم وقد يكون سالم الهاجري موجودا، وان مهمته ستكون سحب البساط من تحت اقدام لاعبي وسط الأخضر وعمل ترابط منضبط مع الدفاع والهجوم وتمرير الكرات التي يمكن ان تقود الهجوم إلى المرمى.
الهجوم المدروس طريقنا للمرمى
رغم ان الفريق السعودي فريق جيد وفيه اسماء معروفة لكن ذلك لا يخفي حقيقة مؤكدة في دفاعه الذي يعد احدى الحلقات المقلقة للمدرب رينارد، وهو ما يفرض على هجومنا الضارب الذي سيكون فيه على الارجح المعز علي واكرم عفيف والهيدوس ان يضغط بطريقة كبيرة كون ذلك يقوده إلى الوقوع بالاخطاء التي يمكن ان تستغل وتهز شباك مرمى الحارس السعودي.
وبلا شك ان المباراة ستكون واحدة من المباريات التي لها حسبة تكتيكية من قبل المدربين وكل منهما سيلعب على اخطاء الآخر وان الفريق الذي يستغل الاخطاء ويترجم الفرص إلى أهداف سيكون صاحب النقاط الثلاث.
ان المواجهة مهمة وصعبة في نفس الوقت وان التوازن هو ما سيسعى اليه المدرب سانشيز الذي وعد بتقديم أداء جيد والاداء الجيد اذا ما تحقق سوف يقود إلى الفوز، وبلا شك ان فريقنا يملك قدرات جيدة ويكفي انه في مباراتين متتاليتين سجل عشرة أهداف ودخلت شباكه كرتان، فيما كان قد خسر في المباراة الأولى بهدفين مقابل هدف أمام العراقي وان الكثير من الفرص تتاح له وعليه ان يترجمها إلى أهداف وهز الشباك كما فعل أمام الإمارات واليمن، وان الهجوم سيكون على المحك لكي يؤكد من جديد علو كعبه أمام فريق جيد، وبلا شك ان المدرب يبحث عن حلول مناسبة من أجل ان يواصل فريقه المد الهجومي الذي ساد في معظم مبارياته وهو يضم مجموعة من اللاعبين الذين لديهم خبرة بالتسجيل بل منهم من تمرس بهز الشباك، وان الانظار ستبقى شاخصة على المنتخب بصورة عامة والهجوم خاصة لعله يزيد من غلة الأهداف التي سجلها في خليجي 24 حتى الآن.
copy short url   نسخ
05/12/2019
961