+ A
A -
تعتبر النسخة التاسعة لمهرجان كتارا للمحامل التقليدية الأفضل والأكثر تميزا وابتكارا بين جميع الدورات السابقة، سواء من حيث عدد المشاركات الدولية أو نوعية المعروضات التراثية التي تبرزها الأجنحة المشاركة والتي يتواجد فيها أكثر من 235 مشاركا يمثلون دولة قطر و10 دول عربية وأجنبية هي (سلطنة عمان، الكويت، العراق، تركيا، اليونان، الهند، ايطاليا، اسبانيا، إيران، وزنجبار) جمعت في قرية تراثية، مما شكل إضاءة واسعة على التراث البحري لقطر والخليج والدول المشاركة.
وفي هذا الإطار قال السيد أحمد الهتمي رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان كتارا التاسع للمحامل التقليدية: تشكل هذه النسخة علامة فارقة في تاريخ المهرجان من حيث المدة التي يستغرقها والتي تمتد حتى 16 من ديسمبر الجاري، مضيفا قوله ان التمديد جاء لإتاحة الفرصة للزوار لمواكبة فعاليات المهرجان وأنشطته المتنوعة.
وأضاف: المهرجان بجميع اقسامه وفعالياته يتيح للجمهور الاستمتاع بأوقاتهم في أجواء تراثية مليئة بالفرح والمعلومات الثرية التي تضيف إلى معارفهم الكثير عن تراث قطر البحري، كما ان مشاركات الدول هذا العام تأخذ طابعا أوسع من حيث المعروضات التي تتعلق بالتراث البحري والتي يقدمونها في أجنحتهم، أو من حيث ما يقدمونه من فقرات تنشيطية.
وأوضح الهتمي انه ومع بداية التجهيز لكل نسخة جديدة من المهرجان، نسعى لطرح أفكار ومقترحات جديدة من شأنها ان تطور تسهم بشكل مباشر في تقديم الأفضل في مختلف الجوانب.
سفر عبر الزمن
وقد استقطب مهرجان كتارا التاسع للمحامل التقليدية في يومه الثاني زيارات عشرات الوفود السياحية من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا حيث تجولوا في أرجاء المهرجان وتعرفوا على مختلف ما يقدمه من عروض تراثية متنوعة، بما يشكل فرصة ذهبية بالنسبة إليهم (كما وصفها أحد السياح) للتعرف على التراث البحري القطري وعدد من الدول المشاركة في المهرجان.
وسعد السياح بالتقاط الصور الفوتوغرافية التذكارية بين جنبات المهرجان بالقرب من المحامل التقليدية الراسية على سيف كتارا، كما رصدوا بعدسات كاميراتهم الحرفيين وهم يعملون في مشغولات يدوية تراثية.
وقال أويس المرشد السياحي المرافق للوفد الايطالي إن المجموعة المرافقة له قد أعجبت جدا بالمهرجان لما يتوفر عليه من تنوع فيما يقدمه من عروض وفعاليات، حيث أكد السياح أنهم لأول مرة يتعرفون مباشرة على التراث البحري القطري وما يكشفه عن الحياة في الماضي.
وبين أنّ زيارة المهرجان كانت فرصة لهم لزيارة الحي الثقافي كتارا والتعرف على أبرز معالمه مثل المسرح المكشوف والمسجد الذهبي والجامع الكبير وأبراج الحمام.
وفي هذا السياق، قالت السائحة كريستينا من ايطاليا إن فكرة المهرجان رائعة فهو يجمع بين الأصالة والانفتاح على العالم، وإنها سعدت بمشاركة بلادها بالجناح الإيطالي للتعريف بتراثها البحري المختلف عن التراث الخليجي. واعربت عن أملها في ان يتم التنسيق كتارا لتنظيم زيارات سياحية من إيطاليا وقت تنظيم النسخة القادمة من مهرجان المحامل نظرا لما يمثله من فرصة جميلة للتعرف على تراث قطر الغني والجميل.
وقال رونيه إنه سُعد جدا بما رآه وعاشه من أجواء أصيلة حيث شرب القهوة العربية الاصيلة والكرك وأعجب بكرم الضيافة، وأضاف أنه أعجب بما تم عرضه من أكشاك وسجاجيد ومشغولات من سعف النخيل وسلال القش والمحارات وغيرها من الأغراض الخاصة بالغوص في البحر، وقال: كل ما في مهرجان المحامل رائع وبديع وكأننا لا نسافر إلى دولة أخرى فقط ولكن نسافر للزمن أيضا لنتعرف على تراث عريق. ومن جانبها قالت انوشكا من ألمانيا إنها قدمت مع وفد سياحي لقطر في زيارة سريعة ليوم واحد وما شاهدته في مهرجان كتارا للمحامل التقليدية شجعها على العودة مع زوجها لزيارة قطر للتعرف أكثر على تراثها وثقافتها.
وفي هذا الاطار، قالت فاطمة المرشدة السياحية المرافقة للوفد الألماني: لقد أعجب السياح جدا بمهرجان كتارا للمحامل خاصة أن الجو جدا مناسب كما أن موقع المهرجان ساحر فهو يطل على أبراج الدوحة، والبحر من جهة وجمال كتارا من جهة أخرى، وأشارت إلى ان عددا كبيرا من السياح أبدوا رغبتهم في العودة لزيارة قطر.
ثراء التراث البحري
وتضم القرية التراثية مجموعة من المعارض والورش التي تتعلق بالمهن اليدوية والحرف الشعبية التي تتعلق بالتراث البحري لدولة قطر والدول الشقيقة والصديقة المشاركة، مثل صناعة السفن والقوارب (القلافة) والطواشة (تجارة اللؤلؤ) وصناعة الغزل (شباك الصيد) والحبال والقراقير (الأقفاص المعدنية) وصناعة الصل (الودج) بالإضافة إلى العديد من المحلات والأجنحة التي تعرض العديد من لوازم الحرف والمهن الشعبية وترتبط ارتباطا وثيقا بالبحر وتعكس تراثاً بحريا في منتهى الثراء والعراقة.
من جهة أخرى، أعدت إدارة مهرجان كتارا التاسع للمحامل التقليدية ملتقى يوميا في قلب المهرجان، يستضيف طاقم رحلة فتح الخير 4 التي انطلقت في يوليو الماضي من مضيق البوسفور ضمن جولة بحرية لدول في أوروبا بهدف الترويج لبطولة كأس العالم قطر 2022 والتعريف بالتراث البحري، حيث يفتح الملتقى أبوابه يوميا بين الساعة الثالثة والنصف عصرا والثامنة والنصف مساء، يستضيف خلالها نخبة من السفراء والشخصيات الدبلوماسية ومحافظي المدن البحرية التي زارها محمل فتح الخير 4، وسيقوم الملتقى بتكريم جميع الجهات والأفراد التي قدمت المساعدات والتسهيلات والمبادرات للمحمل خلال جولته البحرية، عرفانا بما بذلوه من مساع وجهود لتذليل كافة الصعوبات والأخطار والتحديات التي واجهت رحلة محمل فتح الخير في خط مسيره البحري والمحافظة على سلامة المحمل وطاقمه، كما سيناقش الملتقى أهمية المحافظة على التراث البحري وصيانته وإعادة احيائه والحرص على نقله والتعريف به للأجيال القادمة.
copy short url   نسخ
05/12/2019
2115