+ A
A -
أكد عدد من الخبراء الزراعيين وأصحاب المزارع على قدرة التقنيات الحديثة في زيادة إنتاج المزارع القطرية وتقليل كمية الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية المستخدمة، مع تحقيق نفس الكفاءة في إنتاج أنواع متعددة من الخضر والفاكهة بما فيها المحاصيل الورقية. وأكد لـ الوطن، أصحاب مزارع وخبراء متخصصون ان مزايا «الأكوابونيك» و«الهيدروبونيك» تشمل زيادة الإنتاج في وحدة المساحة وقلة العمالة المطلوبة مع الاستغناء عن العمليات المكلفة مثل الحرث والتعقيم والتسميد وإزالة الحشائش والبعد التام عن أمراض التربة وملوثاتها وآفاتها.. وكذلك الحصول على محصول مبكر وسريع الإنتاج، ما يتيح القيام بعدد أكبر من الزراعات في الموسم الواحد مع تحكم أفضل في الري والتسميد.
وقال ناصر أحمد الخلف خبير التطوير الزراعي وصاحب أكبر مزرعة مائية في قطر، ان تطبيقات الزراعة الحديثة ساهمت في رفع الإنتاج الزراعي المحلي بجودة وكفاءة عالية، وهي طريقنا في دعم ومساندة الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وأضاف في تصريحات لـ الوطن ان المزرعة تعمل على إطلاق مشروع زراعة تكاملية بين النبات والاسماك معا، يعتمد على متبقيات الاسماك في تغذية النبات، وكذلك تغذية الاسماك من مغذيات النبات، التي تضاف للماء من عناصر الكالسيوم والبوتاسيوم والنيتروجين وغيرها.. وهذا النظام الزراعي الحديث تتيح لك التحكم في تطور النبتة عكس الزراعة العادية، لأنك هنا تكون قادرا على دراسة الزرع بشكل يومي وإفادة النبتة بما تحتاجه من بوتاسيوم أو ماغنزيوم أو باقي العناصر المهمة لحياة المنتج، وهو ما لا يمكنك فعله في الزراعة على التربة، بالإضافة إلى قدرتك على اقتصاد المياه.
وأكد الخلف انه يتم تطبيقه في العام القادم كنظام خاص بإنتاج الورقيات من النعناع والبقدونس والسبانخ وغيرها من المنتجات، بالإضافة إلى اجتهادنا في العمل على تطوير العديد من الأساليب لاستعمالها على مستوى مزرعتنا خلال الفترة المقبلة.
تدوير المياه
وأعرب الخلف عن مدى اقتناعه بجدوى الزراعة المائية وقدرتها على تزويد السوق القطري بما يحتاجه من خلال المنتج المحلي، مدللاً على ذلك بعد أن باتت طاقة المزرعة الإنتاجية 7 أطنان يوميا، تشمل ما يزيد على 70 صنفا من الخضر والفواكه.. وذلك مع توفير نسبة كبيرة من المياه المستخدمة في الزراعة التقليدية تصل إلى ما يقارب 90%.. لأن الزراعة المائية تعيد استعمال نفس المياه لأكثر من مرة، بالإضافة إلى أن غياب التربة عنها واستبدالها بألياف جوز الهند أو الإسفنج مثلا وهي المواد الحافظة للماء تتيح للنبتة الرطوبة أولا، وتعطيها القدرة على الاستفادة من الماء حسب حاجتها، وهو ما تأكدنا منه من خلال التجربة التي قمنا بها داخل مزرعتنا بعد أن استهلكت زراعة عادية على مستوى 15 ألف متر 40 بالمائة من حجم حاجة مزرعتنا المائية المتربعة على 240 ألف متر.
نظام متكامل
وأشار غازي عمر عوض، خبير الإنتاج الزراعي إلى أن نظام الاكوابونيك المستخدم في مزرعته هو نظام مختلط لإنتاج أسماك ومحاصيل نباتية داخل بيوت بلاستيكية محمية، من خلال استخدام تقنيات حديثة لتدوير المياه، حيث يوفر فرصة لإنتاج كميات كبيرة من المحاصيل العضوية والأسماك، إضافة إلى تقليل استخدام مياه الري لمواجهة مشكلة نقص المياه، ولمواجهة ظروف البيئة وخفض تكلفة مستلزمات الإنتاج التي تتوافر في البيئة المحلية.
كما ويسهم الأكوابونيك في مواجهة تحديات ارتفاع نسبة ملوحة التربة ونقص المياه، وصعوبة الحصول على منتجات عضوية، وتسعى الجهات المعنية إلى إيجاد الحلول الناجعة لهذه التحديات، ضمن خططها واستراتيجياتها التي تتبناها سعياً نحو تحقيق التنمية المستدامة.
ونظام الاكوابونيك سهل التشغيل والادارة لأنه يعمل بشكل كامل اتوماتيكيا من خلال نظام يتحكم في العمليات اليومية من ضخ المياه وتقليبها وضخ نسب الاكسجين في الماء التي يحتاجها الأسماك والنبات.
المبيدات والأسمدة
ويحقق هذا النظام مبدأ الاستدامة من خلال التحكم بكمية الأحياء الدقيقة في الماء والبكتريا والطحالب وغيرها (البيوفلوك) والتي تعمل كمغذٍ للأسماك وكمصدر تنظيف للحوض وتكسير الامونيا وبالتحكم في بيئة الاسماك لست في حاجة وقتها إلى تبديل ماء الاسماك حتى انتهاء دورة التسمين.
كما أن التوسع في نظام الزراعة الحديثة يوفر ضمانات كثيرة لتحقيق الأمن الغذائي، مشيراً إلى أن الإنتاج الزراعي والسمكي لا يحتاج إلى تكلفة كبيرة، وله مزايا وخصائص إيجابية عدة، يأتي على رأسها أنه لا يحتاج إلى مبيدات حشرية أو أسمدة كيماوية أو خبرات فنية كبيرة.
وأكد ان الزراعة الحديثة تعتمد على 4 حلول مبتكرة لزيادة الإنتاج الزراعي، تشمل نظام الأكوابونيك والهيدروبونيك والايروبونيك ونظام NST..
نظام التبريد
من جهته، قال رجل الأعمال علي أحمد الكعبي، صاحب المزرعة العالمية للأعمال الزراعية: ان التوسع في نظام الهيدروبونيك والبيوت المحمية في المزارع القطرية، سوف يساهم بشكل كبير في فتح آفاق جديدة للقطاع الزراعي في مجالات تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية الطازجة بما فيها الفراولة والطماطم والفلفل بأنواعه وألوانه، الطماطم الشيري الأصفر والأحمر، ورد الليليوم العطري، وهي أصناف قمنا بإنتاجها إضافة إلى سبعة أصناف من الورقيات هي البقدونس والكزبرة والشبت والبصل والحبق والمريمية.
وأضاف الكعبي: ان تحديث وحدات الإنتاج الزراعي في البيوت المحمية يتطلب تحديث نظام التبريد ونظام التسميد حيث تم إدخال أحدث التقنيات في الزراعة من خلال استخدام المغذيات المعدنية في الماء دون استخدام التربة، فالنباتات تزرع وتنمو بشكل مباشر على المياه الجارية. مؤكداً على تطبيق تقنية متقدمة في مجال الزراعة المائية (الهيدروبونيك)، حيث تتم الزراعة في أنابيب بلاستيكية أو أحواض معزولة أو قوارير، متصلة جميعا بخزان الري وذلك لاستقبال المحلول وإعادة تدويره للنباتات وهي عملية اشبه ما تكون بصناعة الزراعة وبهذه الطريقة يمكن الزراعة في المحلول المغذي فقط بدون استعمال أي وسط زراعي أو استخدام بعض الأوساط الغير عضوية كالرمل الخشن، البيرليت أو الحصى..
التسويق المحلي
يذكر ان إدارة الشؤون الزراعية بوزارة البلدية والبيئة استجابت للطلب التزايد على المنتج المحلي من خلال دعم التسويق المحلي وتحفيز المزارع على استخدام التكنولوجيا الحديثة المتطورة في مجال إنتاج الخضراوات.
وترجع فكرة برنامج تسويق الخضراوات القطرية المميزة إلى وجود إنتاج فاخر ومتميز من الخضراوات القطرية بالعديد من المزارع والتي تستخدم تكنولوجيا إنتاجية حديثة ومتطورة وتنتج خضراوات ذات صفات تسويقية متميزة.
كما نظمت إدارة الشؤون الزراعية العديد من ورش العمل لشرح فكرة البرنامج واهدافه وشروط الاشتراك به، وكيفية حصول المزرعة على منتج متميز من الخضراوات لعرضه بجمعيات الميرة بصورة ترفع من شأنه وقد شارك بها 17 مزرعة قطرية.
مزارع نشطة
ويوجد حاليا 3680 بيتاً محمياً بالمزارع النشطة والمسجلة بوزارة البلدية والبيئة على مساحات 244.002 هكتار، منها 471 بيتاً محمياً مبرداً على مساحة 49.569 هكتارا، و3209 بيوت محمية غير مبردة على مساحة 194.433 هكتارا.
ويتصدر محصول الخيار زراعة البيوت المحمية بـ 1487 بيتاً محمياً على مساحة 130.168 هكتارا، منها 157 بيتاً محمياً مبرداً على مساحة 25.337 هكتار و1330 بيتاً محمياً غير مبرد على مساحة 104.831 هكتار. ويحتل محصول الطماطم المركز الثاني في زراعة البيوت المحمية بإجمالي 605 بيوت محمية على مساحة 39.289 هكتارا، منها 100 بيت محمي مبرد على مساحة 12.024 هكتارا، و505 بيوت محمية غير مبردة على مساحة 27.265 هكتارا. وتأتي الخضراوات على الترتيب في البيوت المحمية: الفاصوليا بـ 474 بيتاً محمياً على مساحة 23.289 هكتارا؛ منها 25 بيتاً محمياً مبرداً على مساحة 0.837 هكتارا و449 بيتاً محمياً غير مبرد على مساحة 22.477 هكتارا، والفلفل الحلو بـ 400 بيت محمي على مساحة 19.691 هكتارا؛ منها 74 بيتاً محمياً مبرداً على مساحة 6.830 هكتارا و326 بيتاً محمياً غير مبرد على 12.861 هكتارا، كما تأتي الباميا بـ 6 بيوت غير محمية على مساحة 0.216 هكتارا. أما الخضراوات الأخرى فتأتي بمجموع 599 بيتاً محمياً على مساحة 27.284 هكتارا، منها 87 بيتاً محمياً مبرداً على مساحة 3.506 هكتارات، و512 بيتاً محمياً غير مبرد على مساحة 23.778 هكتارا. وفي مجال الفواكه، يتم زراعة 109 بيوت محمية على مساحة 4.003 هكتارات، منها 28 بيتاً محمياً مبرداً على مساحة 0.998 هكتارا و81 بيتاً محمياً غير مبرد على مساحة 3.005 هكتارات.تحقيق - يوسف بوزية
copy short url   نسخ
06/12/2019
6656