+ A
A -
الجزائر– وكالات– أصبح عبد المجيد تبون رئيسا جديدا للجزائر خلفا لعبد العزيز بوتفليقة الذي استقال تحت ضغط الشارع، بعد فوزه من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية التي جرت الخميس واتسمت بنسبة مقاطعة قياسية.
وبعد وقت قصير على إعلان نتيجة الانتخابات، نزلت أعداد كبيرة من المتظاهرين الجزائريين إلى شوارع العاصمة للتعبير عن رفضها للرئيس الجديد، بحسب ما أفاد صحفيو وكالة فرانس برس، بينما قال محللون إن العملية الانتخابية جرت في ظل انقسام بين المؤيدين والرافضين.
وبحسب النتائج التي أعلنها رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي، «حصل المرشح عبد المجيد تبون على أربعة ملايين و945 ألفا و116 صوتا، أي نسبة 58,15 بالمائة من الأصوات».
وكان تبون (74 عاما) من المقربين من بوتفليقة. شغل تبون رئاسة الوزراء خلال ثلاثة أشهر فقط بين مايو وأغسطس 2017، وأقاله بوتفليقة بعد موجة غضب أثارتها مهاجمته علنا لارتباط بعض رجال الأعمال بمحيط الرئيس وخصوصا شقيقه سعيد بوتفليقة المحكوم بعد إدانته بتهم فساد بـ15 سنة سجنا.
ووصف تبون يومها السياسيين المرتبطين بالرئيس بـ«العصابة»، متهما إياهم بـ«أنهم نزعوا صوري من قصر الحكومة» حيث توجد صور كل رؤساء الحكومة منذ استقلال البلاد في 1962، كما قال.
ويبقى تبون رغم ذلك في نظر الحركة الاحتجاجية رمزا من رموز نظام بوتفليقة الذي تطالب بضرورة رحيلها، وبدأت بالتعبير عن رفضها هذا عبر التظاهرات التي انطلقت أمس ليوم الجمعة الثالث والأربعين على التوالي.
واعتبر المرشح الخاسر ورئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس أن فوز تبون «تشويه للرئاسيات و(ولاية) خامسة (لبوتفليقة) بثوب آخر».
وكان قرار بوتفليقة الترشح لولاية رئاسية خامسة سببا في اندلاع الحراك الشعبي في 22 فبراير.
وجاء علي بن فليس ثالثا ولم يحصل سوى على 10,55 بالمائة من الأصوات، أي أقل من آخر انتخابات دخلها ضد بوتفليقة في 2014 حيث حصل على اكثر من 12 بالمائة من الأصوات، وندّد حينها بـ«تزوير شامل للنتائج».
وجاء في المركز الثاني المرشح الإسلامي عبد القادر بن قرينة بنسبة 17,38 بالمائة من الأصوات، وهو الذي أكد منذ بداية الحملة الانتخابية أنه «الرئيس القادم للبلاد».
ودعت الأحزاب الإسلامية الكبيرة مثل «حركة مجتمع السلم» المقربة من الإخوان المسلمين و«جبهة العدالة والتنمية» القريبة من السلفيين، إلى عدم المشاركة في الانتخابات.
وحصل المرشح الرابع عز الدين ميهوبي الذي وصفته الوسائل الاعلام بمرشح السلطة على 7,26 بالمائة من الأصوات، بينما جاء النائب السابق عبد العزيز بلعيد أخيرا بـ6,66 بالمائة من الأصوات.
ويفترض أن يؤكد المجلس الدستوري النتائج النهائية لسلطة الانتخابات، وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 39,83 بالمائة، أي ما يقارب عشرة ملايين ناخب من أصل أكثر من 24 مليونا مسجلين في القوائم الانتخابية.
كما سجلت السلطة إلغاء أكثر من 1,2 مليون صوت و11 ألف صوت، لكن لم يؤثر ذلك على النتائج بالنظر إلى الفارق الكبير بين الأول والثاني.
وهي أدنى نسبة مشاركة في كل الانتخابات الرئاسية في تاريخ الجزائر، وهي أقل بعشر نقاط من تلك التي سجلت في الاقتراع السابق - كانت الأدنى حتى يوم أمس - وشهدت فوز بوتفليقة لولاية رابعة في 2014.
copy short url   نسخ
14/12/2019
2996