+ A
A -
قنا - الوطن
أكد سعادة الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي، أن الاحتفال باليوم الوطني للدولة والذي يوافق الثامن عشر من شهر ديسمبر كل عام، له دلالات عظيمة لعل أهمها أننا لم ولن ننسى ما حيينا التضحيات الجسام التي قدمها المؤسس والآباء والأجداد للدولة، وما بذلوه من جهود جبارة وما تحملوه من مصاعب وصعاب لتحقيق وحدتها.
وأوضح سعادته، بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للدولة، أن الاحتفال بهذا اليوم المجيد من تاريخنا إنما هو تأكيد على إدراكنا جميعا لخصوصية هذا اليوم، الذي توحدت فيه إرادة الأجداد على اختيار قائد محنك يقود مسيرتهم المظفرة،
وبين سعادة المحافظ أن أهم الدروس التي يمكن استخلاصها من هذه المناسبة «هو أن الاحتفال بهذه المناسبة الغالية يتيح لشبابنا معرفة ما كابده آباؤنا وأجدادنا من مشقة، وما قدموه من تضحيات من أجل تعبيد طريق المستقبل لنا وللأجيال القادمة من بعدنا، ويغرس فيهم المثل العليا والآمال العظيمة التي بنيت عليها دولتنا الحبيبة قطر ليسيروا على ذات النهج من التضحية والعطاء لهذا الوطن العزيز الغالي علينا جميعا، يضاف إلى ذلك التأكيد على أن حسن اختيار قائد حكيم وشجاع وأمين على مصالح شعبه، يمثل الأساس الصحيح والسليم للانطلاق نحو مستقبل واعد مشرق يكفل ضمان الاستقرار والنمو والتقدم الرخاء، كما يكفل التغلب على كافة العقبات والأخطار التي قد تهدد كيان الأمة».
وقال «إنه مما لا شك فيه أن مناسبة اليوم الوطني تعني لنا في دولة قطر الكثير فهي تذكرنا بالتضحيات التي قدمها المؤسسون، وفي بناء مستقبل الأجيال القادمة، وهي تذكير بأهمية التمسك بالمبادئ التي أرساها القائد المؤسس، وعلى رأسها الاستعداد للتضحية من أجل دولة قطر والدفاع عنها ضد أية محاولات للنيل من وحدتها أو تماسكها».
وأضاف سعادته قائلاً «في احتفالنا بتلك المناسبة الوطنية العظيمة نمنح الفرصة للشباب للتعرف عن كثب على تراث آبائهم وأجدادهم، ونذكرهم بالمثل والقيم التي قامت عليها دولتنا الحبيبة، مما يساهم مساهمة كبيرة في تعزيز الولاء والحب لهذا الوطن المعطاء.. لقد مرت البلاد بأخطار خارجية عديدة، ومن دول مجاورة، حاولت تمزيق وحدتها، والتعدي على سيادتها وعلى ترابها وجزرها وكان الإيمان بوحدة دولة قطر وعزتها دافعا لتوحد شعبها والتفافه حول قيادته الحكيمة واستماتته في قتال المعتدين في الماضي، وفي الوقوف بصلابة في وجه محاولات السيطرة، والهيمنة على الدولة وعلى ثرواتها ومقدراتها، كما يحدث حاليا من دول الحصار».
وأكد أن مسيرة الإنجازات التي تشهدها دولة قطر هي مسيرة عظيمة من جميع النواحي فقد حققت دولة قطر منذ استقلالها تطورا كبيرا في مختلف الميادين، وأصبحت اليوم تتبوأ مكانة مرموقة في جميع المجالات، فمن الناحية الاقتصـــادية حقــقت الدولة واحدة من أسرع الطفرات الاقتصادية في التاريخ الحديث، حيث قفز ناتجها المحلي الإجمالي من نحو عشرة مليارات ريال في عام 1975 إلى أكثر من ستمائة مليار ريال حاليا، وهي تعتبر حاليا أكبر منتج للغاز المسال في العالم، كما أن لديها قطاعا صناعيا متطورا، خاصة في مجال البتروكيماويات، والحديد والصلب والألمنيوم، أصبحت بذلك تتمتع بأعلى معدلات متوسط دخل الفرد في العالم، فضلا عن امتلاكها لأحد أقوى الصناديق السيادية في العالم.
وأشار سعادته إلى أن مسيرة الإنجازات لم تقتصر على تلك الطفرة الاقتصادية الكبرى بل امتدت إلى طفرات عمرانية في شتى أنحاء الدولة نتيجة للرؤى الثاقبة لولاة الأمر فخلال العقد الماضي، تمكنت دولة قطر من تحديث بنيتها التحتية، وبات لديها شبكات واسعة وحديثة من الطرق والجسور، وأصبح لديها مجموعة كبيرة من المستشفيات الحديثة ومراكز الأبحاث والمراكز الصحية، والجامعات المتنوعة، ولديها أفضل ميناء بحري في المنطقة، وأفضل ميناء جوي، وخطوط جوية ضخمة وحديثة، كما تحولت دولة قطر، بفضل من الله ومنة، منارة يشار لها بالبنان في مختلف النواحي وشتى المجالات سواء كانت رياضية أو ثقافية أو اجتماعية.
وأضاف سعادته قائلا: «لا يفوتني في هذه المناسبة أن أذكر أنه على الرغم من استمرار الحصار الجائر المفروض على دولة قطر منذ أكثر من عامين، إلا إننا اليوم أصبحنا أكثر قوة مما مضى، فبتوفيق من الله سبحانه وتعالى وبفضل القيادة الحكيمة لسيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى «حفظه الله» وبتضافر جهود كافة السلطات المعنية بالدولة وبدعم الدولة لكافة القطاعات فقد تمكنا من تجاوز تلك الأزمة، حيث تلاشت تماما الآثار السلبية لهذا الحصار».
وتابع بالقول «بل وأضحى اقتصادنا اليوم أقوى مما كان عليه قبل الحصار وتشهد الموازنة العامة للدولة حاليا فائضا، بعد أن كانت تعاني من عجز سابقا، كما أن الحساب الجاري بميزان المدفوعات هو أيضا يشهد تحقيق فائض كبير مما انعكس إيجابا على الاحتياطيات الدولية والسيولة بالعملة الأجنبية لدى مصرف قطر المركزي والتي كانت قد تراجعت بأكثر من 20 % خلال الشهور الأولى من الحصار، بل إنها فاقت هذا المستوى إذ سجلت في نهاية أكتوبر من العام الجاري نحو 54.2 مليار دولار وهو مستوى يفوق ما سجلته قبل الحصار الجائر والذي بلغ في نهاية مايو 2017 نحو 45.7 مليار دولار».
وبشأن أبرز الجهود التي تأتي في إطار تنفيذ رؤية قطر الوطنية 2030 واستراتيجيتها التنموية الحالية 2018 /‏ 2022، أفاد سعادته بأن كل من مصرف قطر المركزي وهيئة قطر للأسواق المالية وهيئة تنظيم مركز قطر للمال (وهي الجهات الرقابية على القطاع المالي في الدولة)، قاموا بإطلاق الخطة الاستراتيجية الثانية للقطاع المالي، في ظل إطار العمل الذي تقدمه رؤية قطر الوطنية 2030 واستراتيجية التنمية الوطنية 2017-2022، وتشمل الخطة الاستراتيجية الثانية للقطاع المالي خمسة أهداف رئيسية هي: تعزيز الرقابة على القطاع المالي والتعاون الرقابي، وتطوير الأسواق المالية وتعزيز الابتكار المالي، والمحافظة على نزاهة النظام المالي والثقة فيه، وتعزيز الشمول المالي، وتطوير رأس المال البشري.
وأوضح سعادته أنه تحقيقا لهذه الأهداف، تلتزم الجهات الرقابية على القطاع المالي بالتفاعل مع الظروف الاقتصادية المتغيرة ومواجهة التحديات الناشئة، حيث إن رؤية قطر الوطنية 2030 ترتكز على أربع ركائز، من بينها التنمية البشرية والتنمية الاقتصادية، وتحقيقا لهما يعمل المصرف المركزي على الاهتمام بتعيين وتدريب الكوادر من الشباب القطري، سواء في الوظائف المتاحة لديه، أو في المؤسسات المالية والمصرفية العاملة بالدولة بما يعزز التنمية البشرية.
ومن جهة أخرى، أشار سعادته إلى أن مصرف قطر المركزي يعمل على القيام بمهامه واختصاصاته الواردة في القانون رقم 13 لسنة 2012 ومنها: إصدار النقد القطري، وحمايته من التزوير، وتحقيق الاستقرار المالي واستمرارية عمل البنوك وشركات الاستثمار وشركات التمويل وشركات التأمين ومحال الصرافة، وتنظيم استثمار رأس المال الأجنبي في القطاعات المالية والمصرفية، ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
copy short url   نسخ
15/12/2019
618