+ A
A -
عواصم- عماد فواز- زينب بومديان- خديجة بركاس
أثنى سياسيون وخبراء عرب وأوروبيون على أعمال «منتدى الدوحة 2019» الذي انطلق السبت تحت عنوان «الحوكمة في عالم متعدد الأقطاب»، بحضور حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي ألقى كلمة الافتتاح أمام قادة دول ورؤساء حكومات ووزراء وسفراء ومسؤولين حاليين وسابقين، إضافة إلى نخبة من صناع القرار وأصحاب الفكر في مختلف المجالات وعدد من ممثلي المؤسسات العالمية ومنظمات المجتمع المدني.
وأكد عدد من الخبراء والسياسيين لـ الوطن أن المنتدى في نسخته الجديدة فتح ملفا هاما يحتاج إلى تضافر دولي وقلوب مخلصة لمواجهة تحدياته، أوجزها حضرة صاحب السمو في نقاط مهمة خلال كلمة سموه في جلسة الافتتاح، وهي «أن مواجهة التطرف والعنف حول العالم، لن تكون إلا بعلاج مواطن الخلل التي أفقدت الكثيرين الثقة في الآليات الأممية القائمة، بسبب ازدواج المعايير»، كما أشاروا إلى أن منتدى الدوحة الذي تأسس عام 2000 بات حالياً «ملتقى سياسيا» هاما يتطلع إليه صناع القرار حول العالم، وتتصدر عناوينه الصحف ووسائل الإعلام الدولية لما تتسم به القضايا المطروحة للنقاش داخل المنتدى من أهمية على الصعيد الإقليمي والدولي، والمصداقية والموضوعية الحاكمة لمسار المنتدى ونتائجه، وأيضا تسليط الضوء على التجارب الدولية الناجحة.
منصة عالمية
قال الدكتور عبد الودود خربوش، نائب مقرر لجنة الشؤون الخارجية والدفاع الوطني بالبرلمان المغربي «الغرفة الأولى» لـ الوطن إن كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، خلال جلسة الافتتاح لخصت الأزمة الحقيقية التي يعيشها العالم، ونرى أن دعوة حضرة صاحب السمو للبحث عن مواطن الخلل التي جعلت الكثيرين يفتقدون الثقة في الآليات الأممية بما في ذلك ازدواجية المعايير، هي مفتاح حل أزمات العديد من دول المنطقة «اليمن، وليبيا، وسوريا، والسودان، والعراق»، فغياب الرؤية الواضحة والتفاهم الدولي تجاه القضايا الهامة والحيوية أدى لتفاقم الأزمات، وساهم التقاعس الأممي عن ملاحقة مجرمي الحرب في نزيف الدماء وتدمير الدول، ولذلك علينا «نحن العرب والمسلمين» التكاتف لإعلاء مبدأ الحوار والتفاهم والتواصل فيما بيننا لحل أزماتنا، ومنتدى الدوحة الذي انطلق عام 2000 منصة عالمية لإيجاد أرضيات مشتركة من أجل حلول ناجعة للتحديات إلى يشهدها العالم، تبرز رؤيتنا العربية والإسلامية في حل الأزمات ودعم الدول الهشة.
مهاتير محمد
وأكد محمد العلمي عضو مجلس المستشارين «الغرفة الثانية للبرلمان» المغربي، أن منتدى الدوحة 2019، منصة تحظى باهتمام دولي خاص، لما يسفر عنه من أفكار وأطروحات هامة تخرج بنتائج وتوصيات وأفكار تمس صميم أزمات المنطقة والعالم، وتساهم بشكل مباشر وغير مباشر في تشريح ظاهرة «الإرهاب والتطرف» كفكر ومنهج وأسلوب، ومسبباته، وأرى أن تكريم فخامة رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد، شخصية العام اختيار موفق، كونه حقق نتائج هامة في ماليزيا خلال مشواره السياسي، قائم على الاهتمام بالإنسان، بالعلم والتثقيف والصحة، حول ماليزيا إلى دولة متقدمة بفكره المستنير وحكمه الرشيد، لهذا أحيي القيادة الرشيدة في قطر، والقائمين على «منتدى الدوحة» على الجهود الجبارة المبذولة للنهوض بالمنطقة وتحقيق السلام والإستقرار في العالم.
ملف الهجرة
وأوضحت سورايا سانز دي سانتاماريا، نائبة رئيس الوزراء الإسباني الأسبق، والمتحدث باسم الحكومة الإسبانية سابقا، أن لدولة قطر دورا هاما في حل النزاعات حول العالم، ومواجهة آفة الإرهاب في المنطقة والعالم، ومنذ انطلاق منتدى الدوحة عام 2000 مثّل حوارا عالميا هاما يجمع قادة العالم والشخصيات المؤثرة في صنع القرار الدولي، لتقريب وجهات النظر حول القضايا المُلحة، وسبل التحرك الدولي لخلق عالم أفضل، وقد اختارت النسخة الحالية لمنتدى الدوحة 2019 قضايا هامة للنقاش، مثل قضية تزايد الهجرة، وسبل التصدي لها، وهذا الملف تحديداً تولي إسبانيا اهتماماً كبيراً له، وندعم جهود الدول الشريكة للحد من هذه الظاهرة، واهتمام قطر بهذه القضية يعكس الوعي وعمق الرؤية تجاه «ظاهرة خطيرة» تهدد استقرار أوروبا وتنمية المنطقة العربية وجنوب الصحراء الإفريقية نتيجة هجرة العقول ونزوح السكان، ويحتاج هذا الملف المزيد من الجهد لنشر الوعي بشأنه لا سيما في الأماكن الطاردة للبشر بحكم الفقر والنزاعات.
دبلوماسية الحوار
وأكدت آنا باستور جوليان، نائبة رئيس مجلس النواب الإسباني سابقا، ووزيرة التنمية السابقة، أن منتدى الدوحة خلال النسخة الحالية والنسخ السابقة، طرح قضايا هامة للغاية، تتعلق جميعها بنقطة هامة وهي الحوار والتنمية، كضمانة لاستقرار المجتمعات ونجاح الدول، فالحوار مفتاح حل الأزمة الليبية واليمنية والسورية، والتنمية ضمان استقرارها ونهضتها وتعويض الدمار الذي لحق بهذه الدول، التنمية ضمانة حقيقية لمواجهة التطرف والإرهاب والتناحر، ولا ينكر أحد أن الأمم المتحدة تقاعست بشكل كبير منذ عقود عن دورها في التنمية، ودورها في حل النزاعات بالحوار، كما تقاعس المجتمع الدولي عن أمور كثيرة كانت كفيلة بتجنيب المنطقة والعالم ويلات ندفع جميعاً ثمنها، وتبني الدوحة لـ«دبلوماسية الحوار» شيء نحترمه وندعمه، ونراه آلية ناجعة لحل جُل أزمات المنطقة والعالم، لهذا يحظى منتدى الدوحة باهتمام دولي لما يطرحه من رؤى مستنيرة لا يختلف أحد عليها، فقط ينقصنا الإرادة الحقيقية لحل أزماتنا، والأمان بمبدأ تغليب المصلحة العامة عن المصالح الشخصية.
العالم يحتاج إلى الحوار
وأشار جان لوك ميلونشون، زعيم حزب فرنسا الأبية والمرشح الرئاسي السابق، إلى أن العالم يعج بالتوترات والنزاعات، سواء تجارية أو سياسية، وأحيانا بدون سبب حقيقي، نرى اليوم نزاعا بين أميركا وفرنسا بسبب الضريبة، وبين أميركا والصين، وبين الاتحاد الأوروبي وروسيا، وفي الخليج العربي، ونزاعات في شمال إفريقيا، وأزمة اليمن، محور هذه النزاعات غياب التفاهم والحوار والاتفاق، فأكبر النزاعات في التاريخ الحديث تم حلها بالحوار وحُسمت على طاولة المفاوضات وليس بالحروب، اليوم نحن نعيش في حالة شتات، والأمم المتحدة في الواقع «عاجزة» أمام التحديات، والجميع منصرفون لنزاعات وتناحرات شخصية، العالم يحتاج للحوار، للتواصل وبحث المنفعة العامة، السلاح لا يتحقق إلا بالحوار والتواصل وتغليب مصلحة الشعوب، والرغبة الحقيقية في تحقيق السلام والاستقرار.
تحديات
وأكدت ميشيل ريفاسي، القيادية في حزب الخضر الفرنسي والنائبة في البرلمان الأوروبي عن تحالف الخضر 90، أن منتدى الدوحة 2019 طرح قضية التغييرات المناخية ضمن عناوين النقاش، وهذا أمر مهم ومُحترم، فالتغيرات المناخية باتت قضية مهمة للجميع، والبيئة الآن أصبحت تعبر عن غضبها بعنف، وجميعنا بتنا في مواجهة أزمة حقيقية، كذلك الأمن الإقليمي في الخليج ومواجهة التوترات المتصاعدة نتيجة غياب الرؤية الجماعية للتحديات، والأمن الدولي بالتأكيد يحتاج إعادة نظر، كل هذا يحتاج لحوار، يحتاج لأن يبحث كل زعيم أو صانع قرار في العالم عن مقعد له في كافة منتديات الحوار حول العالم، لطرح الرؤى والتجارب والاستفادة منها في مواجهة التحديات المتزايدة، ونشكر لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر هذه الجهود، وكذلك للقائمين على المنتدى والزعماء والقادة المشاركين، لهم جميعاً التحية.
copy short url   نسخ
16/12/2019
4008