+ A
A -
أثارت تصريحات ومواقف دونالد ترامب بشأن قضايا مختلفة انقساما داخل الحزب الجمهوري، ودفع ذلك ساسة جمهوريين للتحذير من خطورة ترامب على الحزب، وتستفيد المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون من هذا الخلاف، إذ تمنحها استطلاعات الرأي تقدما مهما على منافسها.
يوما بعد يوم تنكشف هوة الخلاف العميق داخل الحزب الجمهوري الذي يسعى هذا العام لاستعادة البيت الأبيض من الديمقراطيين والرئيس باراك أوباما.
ويعود الخلاف داخل الحزب إلى شخصية دونالد ترامب وسلوكه ومواقفه التي ألهمت قواعد الحزب الشعبية، وأغضبت القيادات التقليدية في آن واحد. وقد تبخرت آمال توحيد الحزب بعد تجمعه في فيلادلفيا الشهر الماضي، بل أصبح أكثر انقساما من أي وقت مضى، وسيكون الديمقراطيون والمرشحة هيلاري كلينتون المستفيدين أولا وآخرا من حالة الانقسام تلك.
المنقذ
في وجه المشككين والمناوئين تقول حملة دونالد ترامب: إنه عكس ما يتداول فإن الحزب الجمهوري في أحسن أحواله حاليا ومتحد في موقفه بشأن شخصية رجل الأعمال والنجم التليفزيوني ترامب.
لقد عثر الحزب الآن على شخصية ملهمة مثل شخصية ترامب ليستعيد قواه، ويعيد الحيوية لبرامجه ويرفع القيم الأميركية عاليا.
ها هو ترامب- يقول المدافعون- يريد حماية أميركا من «الإرهاب الإسلامي» ويقترح مراقبة شديدة على المسلمين القادمين إلى الأراضي الأميركية، وها هو يعلن سياسة واضحة لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.
وها هو ترامب يريد خفض الضرائب لإنعاش الاقتصاد، وخلق آلاف الوظائف، وتعزيز الشركات الأميركية ومواجهة الاحتكار الصيني والحد من الهجرة، وغيرها من العناوين البراقة، عكس الديمقراطيين والمرشحة هيلاري أو الرئيس أوباما «الفاشل»، لذلك يلتف الجمهوريون حول ترامب ويتوقون شوقا لسماعه ولساعة وصوله إلى البيت الأبيض.
شرخ بالحزب
لم تظهر قيادة الحزب الجمهوري رضاها أبدا عن أداء ترامب، وقد أخطأت حساباتها في بدايات الحملات الانتخابية داخل الحزب عندما دعمت مرشحين تقليديين أمثال جيب بوش شقيق الرئيس الأسبق جورج بوش، ونسيت حالة الغضب والاحتقان داخل الحزب من البيض- بشكل خاص- تجاه قياداتها، فقد كانت فترة الرئيس بوش الأسبق «وبالا» على الحزب، ففي عهده خسرت أميركا ما لا يقل عن أربعة آلاف جندي وآلاف الجرحى في غزو العراق وأفغانستان.
وفي عهد الجمهوريين- مع نهاية فترة بوش- انهار الاقتصاد الأميركي مخلفا آلاف العاطلين عن العمل والأسر المدمرة التي كانت آمنت بقيادة الجمهوريين للحزب والبلاد، فبرزت نتيجة لكل هذا شخصية «المنقذ» ترامب ملهمة للقواعد الشعبية للحزب، فيما بقيت القيادات في خندقها تدافع عن شخصيات المؤسسة الحزبية التقليدية التي انهارت ولم يبق أمامها إلا ترامب تقبل به على مضض.
ماذا الآن؟
يقول الناشط الجمهوري جاك بيركمان: إن الحزب الجمهوري يعيش حالة قلق وانقسام غير مسبوقة.. ويضيف في تصريحات للجزيرة: «هذه مظاهر مقلقة، ولهذا لن أصوت لصالح ترامب، ولكني لن أصوت أيضا لهيلاري».
وهناك على ما يبدو الآن آلاف من الناشطين الجمهوريين المستائين من تصرفات دونالد ترامب التي يصفونها بـ«الحمقاء» عقب تهجمه على عائلة جندي مسلم قتل في حرب أفغانستان، أو بعيد وصفه مهاجري أميركا اللاتينية باللصوص والمجرمين، أو قبلها عندما أعلن أنه لن يسمح للمسلمين بدخول الأراضي الأميركية. بهذا الشكل- يقول بيركمان- وضع ترامب نفسه في موقع انتخابي يعتمد على أصوات البيض، مؤكدا أنه «بدأ يحفر قبره السياسي، ولا يمكن للحزب ككل أن ينجو بنفسه إذا اعتمد على صوت البيض فقط».
copy short url   نسخ
28/08/2016
1308