+ A
A -
حذرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، من دعوات المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية، دونالد ترامب بحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، وتحت عنوان «كيف سيضر منع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة الجامعات الأميركية» كتبت الصحيفة واسعة الانتشار تقريرا استهلته قائلة إن الاقتراح الذي قدمه المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، بشأن منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة قد اتخذ أشكالاً بغيضة متعددة على مدى الأشهر القليلة الماضية.
وسيسفر الاقتراح بجميع أشكاله عن نتيجة جرى تجاهلها حتى الآن، وهي الضرر الذي سيلحقه بالكليات والجامعات المختلفة في جميع أنحاء البلاد. ففي خطاب ترشيحه رسمياً خلال مؤتمر الحزب الجمهوري، عدَّل ترامب دعوته إلى «منع جميع وكافة المسلمين من دخول الولايات المتحدة»، واقترح بدلاً من ذلك حظر الهجرة من «أي دولة تواجه تهديداً إرهابياً». وإذا كان ترامب يعني بهذا التصنيف أي دولة شهدت مؤخراً هجوماً إرهابيا، فسوف تضم قائمة الجنسيات غير المرغوب في تواجدها داخل الولايات المتحدة مواطني كل من فرنسا وبلجيكا، وكذلك الولايات المتحدة نفسها. وحتى إذا كان ترامب يقصد البلدان التي تصنفها وزارة الخارجية الأميركية كمقرات لعمل الخلايا الإرهابية، فستشمل القائمة حلفاء لأميركا. وواصل المرشح الجمهوري تنقيح اقتراحه في كلمة ألقاها هذا الأسبوع، حيث تحدث عن حظر الهجرة من «بعض المناطق الأكثر خطورة واضطراباً في العالم، والتي لها باع في تصدير الإرهاب» بينما اقترح إخضاع الزائرين المحتملين إلى «فحص أيديولوجي».
الطلاب المسلمون
وأشارت الصحيفة إلى، ما يمكن أن ينتج عن حظر دخول المسلمين، من بعض البلدان، من تأثيرات على الجامعات الأميركية، وضربت عدة أمثلة بعدد الدارسين في هذه الجامعات.
وحسب الصحيفة، فإن المملكة العربية السعودية أرسلت ما يقرب من 60 ألف طالب للدراسة في الجامعات الأميركية خلال عام 2015؛ والهند حوالي 133 ألف طالب؛ في حين أرسلت إيران وتركيا أكثر من 10 آلاف طالب على حدة؛ وماليزيا نحو 7 آلاف. ونظراً إلى أن معظم هؤلاء الطلاب يحصلون على المال الذي يدفعونه كرسوم لتلقي التعليم من مصادر خارج الولايات المتحدة، فإنهم يقدمون تمويلاً هائلاً للجامعات التي يختارونها- ما يقدم بدوره دفعة كبرى للاقتصاد الأميركي. إذ يساهم الطلاب السعوديون وحدهم بنحو 1.7 مليار دولار سنوياً. ويساهم الطلاب الهنود بحوالي 3.6 مليار دولار سنوياً. وترى الصحيفة أن منع هؤلاء الطلاب من القدوم إلى الولايات المتحدة لن يسبب آلاماً اقتصادية فحسب، ولكنه سيقوض أيضاً عملية التبادل الثقافي التي من المفترض أن يساعد التعليم على تحققها. فمثلما يستفيد المواطنون الأميركيون من الدراسة بصحبة أشخاص من مختلف الخلفيات قد تكون لديهم وجهات نظر مختلفة حول العالم، من المحتمل أن يصطحب الطلاب الأجانب القيم التي يتعلمونها في الولايات المتحدة معهم إلى أوطانهم. وتختتم الصحيفة الافتتاحية بالإشارة إلى أن نظام «الفرز الصارم» الذي يقترحه ترامب سيثني سكان مختلف البلدان الأخرى عن القدوم إلى الولايات المتحدة، سواء لغرض الدراسة أو العمل، عن طريق إيفاد رسالة مفادها أن الولايات المتحدة أصبحت تشكك في سائر دول العالم ومواطنيها. وقد كان هذا دوماً بالطبع جزءاً أساسياً من أجندة ترامب الانعزالية.
copy short url   نسخ
28/08/2016
1416