+ A
A -
تحقيق- نجوى إسماعيل


توقع عدد من مديري المكاتب السياحية في الدوحة، أن تشهد الفترة المقبلة ارتفاعاً في الحجوزات إلى أميركا اللاتينية وخاصة البرازيل والأرجنتين لقضاء الإجازة سواء كأفراد أو مع الأسرة بعد زيارة بعثة قطرية كبيرة إلى البرازيل للمشاركة بالألعاب الأولمبية وما قد ينتج عن ذلك من إعادة الكرة في إجازات خاصة لاستشكاف تلك الدول التي تجذب سنوياً إليها ملايين السياح من كافة دول العالم.


وأشار المتحدثون في تحقيق لـ الوطن الاقتصادي أنه رغم أن هذه الدول لا تعتبر اليوم وجهات سياحية أساسية لدى المواطن لاعتبارات عديدة إلا أن المستقبل كفيل بأن يجعلها اكثر جذباً للقطريين، لافتين إلى أن خطوة الخطوط الجوية القطرية التي اتخذتها مؤخراً، حيث رفعت قدراتها الاستيعابية إلى البرازيل والارجنتين بنسبة 40%، واستبدلت طائرتها بطائرة اكبر حجما واكثر سعة، دليل على ازدياد الطلب على هذه الوجهات وان كان ركاب الترانزيت لهم التأثير الاكبر على هذا القرار إلا أن الطلب داخلياً لا شك سينمو مع هذه الخطوة ونظراً لعوامل مساعدة أخرى.
المسافة ليست عائقاً
قال صالح الطويل، مالك سفريات العالمية، إن حركة السفر باتجاه البرازيل تحديداً بدأت مع البعثة القطرية الكبيرة التي شاركت بالألعاب الأولمبية، فحينها قامت الخطوط الجوية القطرية برفع قدراتها الاستيعابية، ثم بدأت ترفع عدد رحلاتها إلى هذه الوجهة بناء على حركة السفر المرتفعة، وقد كان للأنشطة القطرية المتنوعة التي اقيمت في تلك الفترة في البرازيل تأثير كبير على توجه الكثير من القطريين إلى هناك، وزيارة البلد مرة يعطي احتمالية كبيرة لمعاودة زيارته مرة أخرى، حيث أن بعض الذين سافروا بهدف حضور الألعاب الاولمبية اختاروا ان يسافروا أو أنهم يخططون للسفر مرة أخرى في أقرب إجازة.
وفي ما اذا كانت المسافة البعيدة لأميركا اللاتينية عموماً تؤثر على خيارات السفر لدى القطري حيث تصل المسافة إلى 14 ساعة على الأقل، فقد أكد الطويل أنه في حال كانت الرغبة موجودة فان المسافة لا تؤثر على الخيار، حيث يتجه الكثير من المواطنين إلى دول بعيدة مثل أستراليا، الولايات المتحدة وغيرهما، بل ان استكشاف وجهات سياحية جديدة أمر محبب للقطري.
واشار الطويل إلى الدور الذي تلعبه إقامة الألعاب الاولمبية في دولة ما حيث ان الهدف الاساسي من تنظيم هذه اللعبة هو العائدات التي تأتي مستقبلاً وخاصة السياحية منها حيث يتوقع البلد المنظم ان يستعيد أعداداً كبيرة من الزائرين خلال المناسبة في سنوات مقبلة بهدف السياحة، ولهذا السبب فان الدول تسعى إلى الحصول على حق التنظيم وان كانت مؤخراً بدأت تدرك أن التكلفة العالية جداً لتنظيم هذه الألعاب قد لا تغطيها العائدات اللاحقة، وفيما يتعلق بالبرازيل فقد أثر هذا التنظيم على اقتصادها ولكنها تتوقع تدفق أعداد متزايدة من السياح إليها في الاعوام المقبلة.
واوضح الطويل أن أميركا اللاتينية، وخصوصاً البرازيل والأرجنتين، تمتلك مقومات سياحية كبيرة، فهناك الكثير من المهرجانات والاحتفالات التي تقام على مدار العام كما أن طبيعتها خلابة وملائمة للمغامرات والاستكشاف، المأكولات فيها لذيذة وخاصة اللحوم، ومطاعمها متنوعة وتقدم أصنافاً عالمية، كما أنها متنوعة ثقافيا وفيها الكثير من الجنسيات، منها العربية، كل ذلك يجعلها ممتعة سياحياً.
وتوقع الطويل أن تشهد وجهتا البرازيل والارجنتين إقبالاً في الفترات المقبلة لافتاً ان للبرازيل «ناسها» حيث يوجد نوع معين من السياح سيروق لها هذا النوع من الوجهات، سواء أكانوا شباباً أم عائلات.
واشار إلى أن قرار الخطوط القطرية رفع القدرات الاستيعابية ليس فقط لركاب الترانزيت، بل للمسافرين من الداخل، والقرار لا يأتي إلا بناء على أرقام دقيقة كي يكون هناك ربح دائم وليس العكس.
وحول مدى تأثير فيروس زيكا الذي انتشر مؤخراً في دول لاتينية، خاصة البرازيل، على توجه السياح إليها فقد أكد أن الجميع بات اكثر وعياً اليوم للتهويل الاعلامي لأهداف معينة، فالإعلام يضخم الامور ويقوم بتخويف الناس، ولكن لم تعد الأغلبية يأبهون لذلك ومثال على ذلك فترة الانقلاب على تركيا كان هناك مواطنون سافروا في اليوم الثاني ولم يلغوا حجوزاتهم.
وجهة غير مطلوبة
وبدوره، قال عادل الهيل، مدير عام آسيا للسفريات، إن الطلب على السفر إلى البرازيل وباقي دول أميركا اللاتينية منخفض من داخل قطر، فتلك الدول لا تمثل وجهة هامة بالنسبة للقطريين عموماً وارتفاع السفر إلى هناك في الفترة الاخيرة كان بسبب الألعاب الأولمبية ومع انتهاء هذه الألعاب فان الحجوزات اصبحت قليلة جداً وتقتصر على المقيمين من دول أميركا اللاتينية.
ورغم ذلك، لم يستبعد الهيل أن تكون هناك حصة معينة للقارة اللاتينية من السائح القطري في المستقبل، حيث أن الوجهات السياحية المفضلة تتغير مع الأعوام، وحالما يستكشف بعض السياح وجهات شديدة يجدون فيها المتعة والراحة وكل ما يحتاجونه خلال رحلاتهم فانهم سيدفعون الباقين إلى السفر للاستكشاف بدورهم، ويتوقع ان يحصل هذا الأمر بالنسبة للبرازيل التي وان كانت تعاني من مشاكل عدة تشكل عائقاً امام السفر اليها الا أنها تتمتع ايضاً بمقومات سياحية كبيرة، فهي تجذب سياحاً من كافة دول العالم، ولكن حتى اليوم المواطنون القطريون لا تعنيهم تلك الوجهة.
وأرجع الهيل ذلك إلى سمعة تلك الدول التي يعرف عنها أنها غير آمنة وتنتشر فيها أحداث السرقة كما تعاني من انتشار الأمراض، ومشاكل اقتصادية كبيرة، وذلك يعتبر عائقاً أمام الاسر القطرية تحديداً للسفر إلى هناك تفادياً لأي مخاطر، والوقت وحده كفيل بأن يولد الثقة وان يحدث تغييرات معينة تجعل السائح القطري يختار تلك الدول كوجهات سياحية له خلال فترة الاجازات الطويلة.
وأكد الهيل أن قرار الخطوط الجوية القطرية برفع قدراتها الاستيعابية إلى البرازيل والارجنتين يأتي في إطار توسعاتها لنقل ركاب الترانزيت بشكل خاص حيث ارتفعت أعدادهم مؤخراَ بشكل ملحوظ وباتت القطرية شركتهم المفضلة للطيران مباشرة من الدوحة إلى البرازيل، ولكنه لفت إلى أن من الممكن ان يكون هناك توجه للسياح من داخل قطر في الفترة المقبلة من قبل بعض الاشخاص الذين زاروا البرازيل في فترة الاولمبياد واعجبتهم، فقد يقررون ان يسافروا مرة أخرى وسيتبين ذلك في الاجازات القادمة.
طلب متزايد
وكانت الخطوط الجوية القطرية قد أعلنت منذ أسبوع عن رفع قدرتها الاستيعابية إلى وجهتين في قارة أميركا الجنوبية، وذلك بدءاً من 1 ديسمبر 2016، حيث ستستبدل الناقلة القطرية طائرة بوينغ 777-200LR التي تسيّرها حالياً على هذا الخط بطائرة من طراز بوينغ 777-300ER.
وستساهم ترقية الطائرة في إضافة 99 مقعداً جديداً للرحلات اليومية التي تطلقها الخطوط الجوية القطرية إلى كلٍ من ساو باولو في البرازيل وبيونس آيرس في الأرجنتين من مقرها الرئيسي في الدوحة، حيث تحوي طائرة بوينغ 777-200LR الحالية 259 مقعداً، في حين توفر طائرة 777-300ER 358 مقعداً.
وقد أتى القرار نتيجة الطلب المتزايد من قبل المسافرين من ساوباولو وبيونس آيرس إلى مختلف وجهات القطرية العالمية، وذلك منذ تدشين الوجهتين في يونيو 2010.
يذكر أن شبكة وجهات الخطوط الجوية القطرية والتي تضم أكثر من 150 وجهة حول العالم تساهم في تسهيل حركة المسافرين من كلا المدينتين، وخيارات سفر أقصر مدةً من أميركا الجنوبية عبر مقر الناقلة القطرية في مطار حمد الدولي في الدوحة باتجاه عددٍ من الوجهات الأكثر طلباً مثل بانكوك، شانغهاي، هونج كونج، طوكيو، سيئول، بيروت، سنغافورة، ديلهي والمالديف.
البرازيل والأرجنتين سياحياً
وفقاً لموسوعة ويكيبيديا فان السياحة في البرازيل تعتبر احد مفاتيح الاقتصاد الثَمينة، فقد زار البرازيل 5.7 مليون سائح في سنة 2010، واحتلت المرتبة الأولى في قارة أميركا الجنوبية، والثانية في أميركا اللاتينية بعد المكسيك، ورَبحت في عام 2010 من السياحة 6.6 مليار دولار على الرُغُم من الركود الاقتصادي 2008.
في البرازيل توجد عدة أماكن سياحية منها تمثال المسيح الفادي في مدينة ريو دي جانيرو والذي صُنفَ ضمن عجائب الدنيا السبع الجديدة وكذلك غابات الأمازون والتي تتواجد فيها حيوانات وأشجار كثيرة غير موجودة في أماكن أُخرى من العالم وكذلك شواطئ البرازيل والكُثبان الرملية في شمال شرق البرازيل والبانتانال في الوسط الغربي للبرازيل وشواطئ ريو دي جانيرو وسانتا كاتارينا والمناطق التاريخية والثقافية في ميناس جرايس والمناطق الاستثمارية في مدينة ساو باولو وتتواجد في البرازيل على الحدود مع الأرجنتين شلالات إجوازو في ولاية بارانا، وتشتهر البرازيل بوجود إيقاع ورَقصة السامبا حيث تُقام عدة مهرجانات تُقام بِها هَذهِ الرقصة فَيَزورُ السياح هذه المهرجانات، وفي منطقة كوريتيبا يَتَواجَدُ هُناك المتحف النباتي، وكاتدرائية البرازيل في برازيليا.
زار الارجنتين عام 2011 ما بين 5 و8 ملايين سائح وفقاً للنظام العالمي للسياحة، وتمتلك مساحة شاسعة من الأراضي وتنوعا في المناخ وجمال الطبيعة، كما أنها تمتلك أيضا ثقافة وعادات وتتميز بمأكولاتها العالمية الشهيرة. بالإضافة إلى أنها على درجة عالية من التنمية ومجهزة تجهيزا جيدا، لذلك تستقبل الأرجنتين عدداً هائلاً من السياح. كما تمتد الأراضى الأرجنتينية من أعلى قمم جبال الأنديز في الغرب حتى الأنهار الكبرى والشواطئ والمنحدرات الواسعة للبحر الأرجنتيني في الشرق، ومن الغابات الاستوائية لمنطقة يونغاس في الشمال حتى الوديان والأنهار الجليدية والبحيرات والغابات الباردة من باتاغونيا في الجنوب حتى القطب الجنوبي. وتتمتع الأرجنتين بتنوع المناخ على مدار العام حيث: المعتدل والحار الجاف والحار الرطب والبارد الجاف والبارد الرطب وشبه الجاف وشبه الاستوائي والقاري.
وتجتذب الأرجنتين السياح الأجانب من البرازيل وتشيلي وبيرو وكولومبيا والمكسيك وبوليفيا وإكوادور وأوروغواي، ومن الدول الأوروبية يأتون اليها من إسبانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وسويسرا.
copy short url   نسخ
27/09/2016
1184