+ A
A -
عواصم - وكالات -تفاقمت معاناة سكان أحياء حلب الشرقية تحت وطأة الغارات الكثيفة التي تنفذها طائرات تابعة لنظام الاسد وروسيا منذ أيام، جراء ندرة الخبز والمواد الغذائية الرئيسية، والنقص في الدم والمستلزمات الطبية الضرورية، في وقت نددت دول غربية بما وصفته «جرائم حرب» تُرتكب في المدينة. وازدادت بشكل مأساوي معاناة نحو 250 ألف شخص يقيمون في الاحياء الشرقية مع شح إضافي في المواد الغذائية الرئيسية وارتفاع أسعار ما توفر منها. وتسببت الغارات بتوقف محطة ضخ مياه رئيسية عن العمل السبت، وفق ما أعلنت منظمة الامم المتحدة للطفولة «يونيسف».
في غضون ذلك قال بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة إن إلقاء القنابل الخارقة للملاجئ في حلب بسوريا ليس إلا «بربرية».
وأضاف مون خلال حديثه امام الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي حول الأزمة السورية: «لا ينبغي أن ننسى أن هناك مستشفيات ومدارس لا يمكنها أن تعمل إلا في أقبية بسبب المعارك، وهذه القنابل لا تفجر الملاجئ وحسب بل إنها تبيد الناس الذين يبحثون عن آخر ملاذ باق لهم».
وتابع أن «الاستخدام المنهجي لأسلحة واسعة النطاق في مناطق ذات كثافة سكانية عالية هو جريمة حرب».
وعلى هامش الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس الأمن الدولي لبحث تطورات الأوضاع في حلب، تساءل الأمين العام عن المدة التي ستواصل فيها الحكومات صاحبة التأثير على هذه الفوضى، السماح باستمرار مثل هذه الجرائم، ودعا كل المعنيين إلى «إنهاء الكابوس».
بموازاة ذلك استنكر سكان حلب تجاهل المجتمع الدولي لمأساتهم التي تضاعفت باستخدام النظام سلاح التجويع للمدينة. وقال حسن ياسين، وهو أب لأربعة اطفال يقيم في حي الفردوس لوكالة فرانس برس «تحملنا القصف على مدار السنوات الماضية، ولم ننزح من حلب إلى مكان اخر. واليوم بالاضافة إلى القصف يقوم النظام بتجويعنا»، مضيفا بغضب «لا يوجد شيء في السوق، والوضع يزداد سوءا يوماً بعد يوم». وأوضح الرجل الاربعيني بانفعال وهو يختبئ مع أسرته خوفا من الغارات في محل في أسفل المبنى الذي يقطن في الطابق الثالث منه «لا خبز ولا طعام ولا مياه صالحة للشرب»، متابعا «بتنا نأكل وجبة واحدة في اليوم، لم اشعر وأطفالي بالشبع منذ اسبوعين».
ولليلة الرابعة على التوالي، استهدفت عشرات الغارات بعد منتصف ليل الاحد - الاثنين الأحياء الشرقية في مدينة حلب المحاصرة من قوات النظام السوري منذ شهرين تقريبا.
وأحصى المرصد «عشرات الضربات الجوية» التي استهدفت أحياء عدة في شرق المدينة، متسببة بمقتل شخصين على الاقل واصابة آخرين بجروح، ما يرفع عدد الضحايا منذ ليل الخميس إلى 128 بينهم عشرون طفلا، و500 جريح.
في تطور آخر رفض وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس ما أشار إليه نظام الأسد بزعمه أنه مستعد للمشاركة في حكومة وحدة وذلك بالنظر إلى استمرار قصفها لمدينة حلب.
وقال كيري «تصريحات نظام الأسد لا معنى لها تقريبا في هذا التوقيت». وتابع: «بينما يقصفون حلب ويسقطون القنابل دونما تمييز ويقتلون النساء والأطفال فإن الحديث عن حكومة وحدة معقد للغاية».
بموازاة ذلك قال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، إن الظروف الحالية لا تسمح باستئناف مفاوضات السلام السورية، مشددا على ضرورة وقف العنف والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.
من جانب آخر قال المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة عبد العزيز بن عثمان التويجري (إيسيسكو)، إن ما يجري في حلب هو «جريمة حرب» ضد الإنسانية مكتملة الأركان.
إلى ذلك قال أطباء سوريون إن 30 طبيبا فقط لا يزالون موجودين في شرق حلب حيث تشتد حاجتهم إلى المستلزمات الطبية والجراحية لعلاج مئات الجرحى.
copy short url   نسخ
27/09/2016
2637