+ A
A -
تحمل مشاركة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في الجنازة الوطنية التي ستقيمها حكومة الجمهورية التونسية الشقيقة لتشييع جثمان الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي اليوم (السبت)، دلالات رمزية مهمة، لكون دولة قطر ما فتئت دوما تبادر بمواقف قوية في دعم تونس الشقيقة، إدراكاً من القيادة الرشيدة لأهمية اضطلاع قطر بأدوار جوهرية، في تفعيل العمل العربي المشترك، وتعزيز السلم والأمن الدوليين، وترسيخ الاستقرار في الدول العربية الشقيقة، بما يصب في خدمة أهداف أمتنا العربية.
إن الأنظار تتوجه اليوم صوب تونس وهي تودع بمشاعر الحزن فقيدها الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، وقد أعرب المراقبون عن اهتمام منقطع النظير بما عاشته تونس خلال السنوات منذ عام 2011، توقيت اندلاع ثورة الياسمين التي رسخت الديمقراطية بالبلاد حتى الآن، من فعاليات سياسية مشهودة، نظراً للأهمية الكبيرة لمسألة الاحتكام إلى النهج الديمقراطي الرشيد في الحكم بكل ما يعنيه ذلك من إنجاز لتجربة سياسية مهمة تابعها العالم بتقدير كبير.
لقد تابع الجميع كيف أن تونس قدمت باقتدار شديد أنموذجاً سياسياً مهماً لكيفية إنجاز مسار التحول الديمقراطي المنشود، وسط عزم واضح من قواها السياسية والمجتمعية على حماية التجربة الديمقراطية من أية خروقات أو شوائب.
وبفضل التلاحم الشعبي الكبير والحرص على الوحدة الوطنية، فقد رأينا كيف أن الشعب التونسي يشهد حالياً تجسيد مسار جديد في حياته السياسية على نحو سلس، يتسم باحترام المؤسسات الدستورية والمواثيق التي تراضت عليها كل القوى السياسية.
إننا ننوه بأهمية التجربة الديمقراطية التونسية التي تتوهج حالياً باعتبارها منارة مهمة للعمل الوطني المسؤول القائم على الإيفاء بالالتزامات الوطنية المرتبطة بالحريات الأساسية واحترام حقوق الإنسان والعمل الدؤوب، من أجل إنجاز مشروع تنموي نهضوي اقتصادي كبير يحقق تطلعات المواطنين التونسيين إلى حياة رغدة وكريمة ومزدهرة.
بقلم: رأي الوطن
copy short url   نسخ
27/07/2019
0