+ A
A -
التجربة في أوكرانيا أشرت إلى أن التصعيد الغربي ضد روسيا ومحاولة الاقتراب من حدودها عبر السيطرة على أوكرانيا، دفع موسكو إلى الرد بقوة ودعم الغالبية الروسية في جنوب وشرق أوكرانيا المحاذية للحدود مع روسيا واستعادة جزيرة القرم إلى الاتحاد الروسي عبر إجراء استفتاء شعبي في الجزيرة.
واليوم فإن الرد الروسي كما هو متوقع لن يكون أقل حدة وشدة من الرد في أوكرانيا، فمن المتوقع أن يندفع الرئيس بوتين إلى اتخاذ خطوات أكثر تشددا في مواجهة سياسات الهيمنة الأميركية، تؤدي إلى إضعاف قدرة واشنطن على التأثير في الأزمة السورية، وهذا التوقع ينطلق من المواقف الحازمة والقوية التي اتخذها بوتين مؤخرا في مواجهة التهديدات الأميركية، والتي استعرض فيها قوة روسيا المتطورة في الجو والبر والبحر وكشف خلالها عن أنواع جديدة من الصواريخ العابرة للقارات.
هذا المشهد من التصعيد والتصعيد المضاد يؤشر بوضوح إلى أن العالم قد دخل فعلا مرحلة جديدة من الصراع، عشية ولادة عالم متعدد الأقطاب، انطلاقا من موازين القوى الاقتصادية والعسكرية الجديدة التي نشأت وأدت إلى تراجع القوة الأميركية ووضع حد لهيمنتها الأحادية، وهذا الصراع يؤكد أن العالم عاد إلى الحرب الباردة لكن بسمات جديدة، حرب باردة أكثر سخونة مما كانت عليه أيام الاتحاد السوفياتي، وفي ظل انتفاء الصراع الأيديولوجي. حرب باردة ساخنة، لأن الحرب العالمية ليست ممكنة بسبب التداخل الاقتصادي العالمي من ناحية، وامتلاك جميع الدول المتصارعة الأسلحة النووية القادرة على تدمير العالم. باختصار إنها معركة النظام العالمي الجديد الذي باتت ولادته محتمة انطلاقا من موازين القوى العالمية الناشئة والتي لم تعد تسمح باستمرار نظام القطب الأوحد، وإن حاولت أميركا ممانعة ذلك لحين، لكنها في النهاية ستسلم بهذه الحقيقة باعتبارها أمرا واقعا لا يمكن تجاهلها أو الحيلولة دونها.
بقلم : حسين عطوي
واليوم فإن الرد الروسي كما هو متوقع لن يكون أقل حدة وشدة من الرد في أوكرانيا، فمن المتوقع أن يندفع الرئيس بوتين إلى اتخاذ خطوات أكثر تشددا في مواجهة سياسات الهيمنة الأميركية، تؤدي إلى إضعاف قدرة واشنطن على التأثير في الأزمة السورية، وهذا التوقع ينطلق من المواقف الحازمة والقوية التي اتخذها بوتين مؤخرا في مواجهة التهديدات الأميركية، والتي استعرض فيها قوة روسيا المتطورة في الجو والبر والبحر وكشف خلالها عن أنواع جديدة من الصواريخ العابرة للقارات.
هذا المشهد من التصعيد والتصعيد المضاد يؤشر بوضوح إلى أن العالم قد دخل فعلا مرحلة جديدة من الصراع، عشية ولادة عالم متعدد الأقطاب، انطلاقا من موازين القوى الاقتصادية والعسكرية الجديدة التي نشأت وأدت إلى تراجع القوة الأميركية ووضع حد لهيمنتها الأحادية، وهذا الصراع يؤكد أن العالم عاد إلى الحرب الباردة لكن بسمات جديدة، حرب باردة أكثر سخونة مما كانت عليه أيام الاتحاد السوفياتي، وفي ظل انتفاء الصراع الأيديولوجي. حرب باردة ساخنة، لأن الحرب العالمية ليست ممكنة بسبب التداخل الاقتصادي العالمي من ناحية، وامتلاك جميع الدول المتصارعة الأسلحة النووية القادرة على تدمير العالم. باختصار إنها معركة النظام العالمي الجديد الذي باتت ولادته محتمة انطلاقا من موازين القوى العالمية الناشئة والتي لم تعد تسمح باستمرار نظام القطب الأوحد، وإن حاولت أميركا ممانعة ذلك لحين، لكنها في النهاية ستسلم بهذه الحقيقة باعتبارها أمرا واقعا لا يمكن تجاهلها أو الحيلولة دونها.
بقلم : حسين عطوي