+ A
A -
على باب الوطن أقف، من بين سطورها استمد نبضي، بصفحاتها المغمسة بالعرق، ألف جسدي، على جلال بلاطها، انسج حكايتي، ومن وجوه فرسانها وفارساتها احلق في خيالي ابني قصري الحلم بان يكون لنا وطن عربي يزهو، من وجع السهر والليالي الحالكة في البحث عن الكلمة أمد يدي اصافحكم، أنتم يا أهل الوطن المنتشي بعزة الصمود في وجه عاصفة الحصار التي ارتطمت بشهامة أمة تأبى الانكسار:
أعود اليوم لأجيب عن السؤال:
أين أنت؟ سؤال تردد على مسامعي من كل من عرفني هنا في هذا المكان، الذي منحتني إياه الوطن هبة لله، منذ العام 1996 ، وتنقل الاسم من «حديث المجالس» إلى «رسالة» إلى «ومضة» إلى «نبضة»، واليوم أختار له- بعد إذن الزميل العزيز بو حمد رئيس التحرير- هذا الاسم «كلام مباح» وهو بحق كلام مباح وغير مباح، مباح لدى من يؤمنون بأن حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للنهضة والديمقراطية والبناء، وغير مباح عند من يحظرون الفكر ويطلقون هز الخصر، ويكون جوابي على السؤال «أنا أفكر أنا موجود» بالإذن من الفيلسوف والرياضي الفرنسي رينيه ديكارت المتوفي عام (1650)، «أبوالفلسفة الحديثة».
نعم أنا أفكر، وموجود بإذن الله، وكانت الأشهر الأربعة الماضية استراحة قلم من نثر الكلم غير المباح الذي فرض نفسه مع الانبطاح أمام كل من هز شنبه وهدد بسيفه.
خلال الاستراحة، يطيب السفر وفي السفر خمس فوائد كما يقول الإمام الشافعي:
تغرب عن الأوطان في طلب العلى
وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفريج هم واكتساب معيـــشة
وعلـــم وآداب وصحـــــبة ماجد.
ويقول:
سافر تجد عوضاً عمن تفارقه
ويقول:
إني رأيت وقوف الماء يفسده
إن ساح طاب وإن لم يسح لم يطـب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة
لملها الناس من عجم ومن عرب
قادتني الاستراحة إلى تركيا والأردن ولبنان، وانتظرت شهراً لأحصل على تصريح لزيارة وطني فلسطين، لكن عدت خالي الوفاض، فالتصاريح لا تقبل إلا مع اقتراب عيد الأضحى.
في الأسفار رصدت صورة المواطن القطري بعد الحصار، فوجدت صورة الإنسان الشهم الكريم الوفي المخلص المضحي لوطنه، وأن الحصار زاده التصاقاً وقرباً وولاءً لقيادته ووطنه، وجدت هامة مرفوعة وسمعت أحاديث وآمالاً وطلباً من الله أن يكون لدول شعوب محاصرة قيادة كما القيادة القطرية.. عز ورفاه وفخر، لم يكن لولا هذه الحكمة في فن إدارة الأزمات.
كلمة مباحة:
موطني..
هل أراكْ.. هل أراكْ.. سالماً منعَّماً
وغانماً مكرَّماً؟
هل أراكْ.. في علاكْ
تبلغ السّماكْ؟... تبلغ السماكْ؟
«إبراهيم طوقان»
بقلم : سمير البرغوثي
أعود اليوم لأجيب عن السؤال:
أين أنت؟ سؤال تردد على مسامعي من كل من عرفني هنا في هذا المكان، الذي منحتني إياه الوطن هبة لله، منذ العام 1996 ، وتنقل الاسم من «حديث المجالس» إلى «رسالة» إلى «ومضة» إلى «نبضة»، واليوم أختار له- بعد إذن الزميل العزيز بو حمد رئيس التحرير- هذا الاسم «كلام مباح» وهو بحق كلام مباح وغير مباح، مباح لدى من يؤمنون بأن حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للنهضة والديمقراطية والبناء، وغير مباح عند من يحظرون الفكر ويطلقون هز الخصر، ويكون جوابي على السؤال «أنا أفكر أنا موجود» بالإذن من الفيلسوف والرياضي الفرنسي رينيه ديكارت المتوفي عام (1650)، «أبوالفلسفة الحديثة».
نعم أنا أفكر، وموجود بإذن الله، وكانت الأشهر الأربعة الماضية استراحة قلم من نثر الكلم غير المباح الذي فرض نفسه مع الانبطاح أمام كل من هز شنبه وهدد بسيفه.
خلال الاستراحة، يطيب السفر وفي السفر خمس فوائد كما يقول الإمام الشافعي:
تغرب عن الأوطان في طلب العلى
وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفريج هم واكتساب معيـــشة
وعلـــم وآداب وصحـــــبة ماجد.
ويقول:
سافر تجد عوضاً عمن تفارقه
ويقول:
إني رأيت وقوف الماء يفسده
إن ساح طاب وإن لم يسح لم يطـب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة
لملها الناس من عجم ومن عرب
قادتني الاستراحة إلى تركيا والأردن ولبنان، وانتظرت شهراً لأحصل على تصريح لزيارة وطني فلسطين، لكن عدت خالي الوفاض، فالتصاريح لا تقبل إلا مع اقتراب عيد الأضحى.
في الأسفار رصدت صورة المواطن القطري بعد الحصار، فوجدت صورة الإنسان الشهم الكريم الوفي المخلص المضحي لوطنه، وأن الحصار زاده التصاقاً وقرباً وولاءً لقيادته ووطنه، وجدت هامة مرفوعة وسمعت أحاديث وآمالاً وطلباً من الله أن يكون لدول شعوب محاصرة قيادة كما القيادة القطرية.. عز ورفاه وفخر، لم يكن لولا هذه الحكمة في فن إدارة الأزمات.
كلمة مباحة:
موطني..
هل أراكْ.. هل أراكْ.. سالماً منعَّماً
وغانماً مكرَّماً؟
هل أراكْ.. في علاكْ
تبلغ السّماكْ؟... تبلغ السماكْ؟
«إبراهيم طوقان»
بقلم : سمير البرغوثي