+ A
A -

تؤكد جميع التقارير الصادرة عن الجهات الدولية والأممية المختصة بقضية الغذاء والتغذية، أن المواطنين في قطاع غزة يعانون نقصاً عاماً وحاداً في الغذاء، وأن القطاع يوجه انتشار المجاعة حيث الأسر الفلسطينية تمضي أياماً كاملة دون الحصول على أي طعام، وأن أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة يتضورون جوعاً.

العدوان الإسرائيلي تسبب في استشهاد أكثر من عشرين ألف فلسطيني وهناك أكثر من خمسين ألف جريح، ومع انتشار المجاعة فإن الصورة تبدو مؤلمة وغير مقبولة، ومع ذلك فإن المجتمع الدولي الذي لطالما حشد دفاعا عن حقوق الإنسان، يبدو وكأنه غير معني على الإطلاق بما يحدث، وكل ما سمعناه منه دعوات لتقليل أعداد القتلى، ولا نعرف على وجه التحديد ما المقصود بهذه العبارة التي ترددت كثيرا: «20» قتيلا في اليوم، «50»، «100»، ماهو السقف الأخلاقي الذي يمكن التوقف عنده، إن كان لقتل المدنيين الأبرياء سقف في الأساس.

لقد خلفت الحرب الإسرائيلية الشرسة والمتواصلة منذ «7» أكتوبرالماضي ضد قطاع غزة، عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة، ومن المؤسف أن العالم مازال يتفرج، والذين يفعلون ذلك شركاء في هذه الجريمة المروعة طالما كان في مقدورهم وقفها فامتنعوا، أو، وهذا أضعف الإيمان، التنديد بها.

حتى الآن لم يظهر حجم الكارثة، فهناك آلاف الجثث تحت الأنقاض وهناك مئات الآلاف دون مأوى، ومثلهم يتأوهون جوعا، والمتفرجون شركاء حتما في جريمة العصر هذه.

copy short url   نسخ
30/12/2023
470