+ A
A -
تطورت الأحداث في اليمن بشكل لافت خلال الأشهر الأخيرة بعد أن تحولت عملية عاصفة الحزم هناك إلى عملية احتلال معلنة بعد أن تدخلت القوات الإماراتية بكل ثقلها العسكري من أجل احتلال جزيرة سقطرى الاستراتيجية. كان التدخل في اليمن في البداية من أجل إعادة الشرعية، ومن أجل تحرير البلاد من النفوذ الإيراني ومن المليشيات الحوثية الموالية لها.
لكن رغم كل الحشد العسكري والميزانيات الفلكية التي رصدت لهذا التدخل فإن قوات التحالف لم تحسم إلى اليوم المعركة على الأرض بل إن الصواريخ الحوثية وصلت إلى قلب العاصمة السعودية الرياض، وتحولت اليمن إلى عنوان واحدة من أكبر المآسي الإنسانية اليوم. إن فشل التدخل في اليمن لا يقتصر على الأزمة الانسانية بل يتجلى أيضا في تحولها إلى أزمة دولية تهدد بإشعال كامل المنطقة وتمدد تأثيراتها إلى القرن الإفريقي.
اللافت أيضا طبيعة التدخل العربي الذي تم بغطاء دولي غير مباشر، حيث تتابع الجرائم في حق المدنيين من قصف وتدمير للمرافق الحيوية من مستشفيات ومدارس وطرقات ومنشآت مختلفة، وهو أمر تطور في مرحلة موالية إلى وضع اليد على النقاط الاستراتيجية البحرية والبرية من موانئ وقواعد عسكرية ومطارات ومنافذ. أما اليوم فقد أكدت التصريحات الأخيرة للمسؤولين الإماراتيين أن العملية العسكرية في اليمن كانت تخفي في الحقيقية مشروعا توسعيا إماراتيا من أجل وضع اليد على النقاط الاستراتيجية للدولة، وآخرها جزيرة سقطرى وتوسيع دائرة النفوذ اليمني.
كيف تحولت الحرب ضد الحوثي إلى حرب ضد اليمنيين وكيف تطورت من سعي إلى تحريرها إلى عملية احتلال لأرضها؟ هذه العملية تتم في شبه صمت عربي رسمي وغير رسمي حيث لم تتعرض الجامعة العربية للأزمة اليمنية إلا من حيث توظيفها في تضخيم الدور الإيراني باعتباره الخطر الأساسي والوحيد الذي يهدد دول المنطقة.
لكن المشهد اليوم في الخليج لا يصور دورا إيرانيا بقدر ما يشير إلى تعاظم الدور الإماراتي باعتباره قوة احتلال عسكرية لا في اليمن فحسب، بل كذلك في مناطق أخرى مثل ليبيا ومصر. الخطر الحقيقي يظهر كذلك في تداعيات الدور الإماراتي وفي نجاحه في استدراج السعودية إلى المستنقع اليمني بشكل صار يهدد كامل المدن الواقعة على الحدود بين البلدين، ويهدد كذلك بتفكك مجلس التعاون الخليجي الذي يعيش أخطر الأزمات في تاريخه.
إن رفض احتلال اليمن لا ينفصل عن كل ردود الأفعال العربية والخليجية عندما يتعلق الأمر بالتدخل عسكريا في دولة أخرى واحتلالها مثل الغزو العراقي للكويت من أجل إدانة الغزو والمحافظة على استقلال الدول واحترام سيادتها ولجم الأدوار التخريبية المشبوهة في المنطقة.
بقلم : محمد هنيد
لكن رغم كل الحشد العسكري والميزانيات الفلكية التي رصدت لهذا التدخل فإن قوات التحالف لم تحسم إلى اليوم المعركة على الأرض بل إن الصواريخ الحوثية وصلت إلى قلب العاصمة السعودية الرياض، وتحولت اليمن إلى عنوان واحدة من أكبر المآسي الإنسانية اليوم. إن فشل التدخل في اليمن لا يقتصر على الأزمة الانسانية بل يتجلى أيضا في تحولها إلى أزمة دولية تهدد بإشعال كامل المنطقة وتمدد تأثيراتها إلى القرن الإفريقي.
اللافت أيضا طبيعة التدخل العربي الذي تم بغطاء دولي غير مباشر، حيث تتابع الجرائم في حق المدنيين من قصف وتدمير للمرافق الحيوية من مستشفيات ومدارس وطرقات ومنشآت مختلفة، وهو أمر تطور في مرحلة موالية إلى وضع اليد على النقاط الاستراتيجية البحرية والبرية من موانئ وقواعد عسكرية ومطارات ومنافذ. أما اليوم فقد أكدت التصريحات الأخيرة للمسؤولين الإماراتيين أن العملية العسكرية في اليمن كانت تخفي في الحقيقية مشروعا توسعيا إماراتيا من أجل وضع اليد على النقاط الاستراتيجية للدولة، وآخرها جزيرة سقطرى وتوسيع دائرة النفوذ اليمني.
كيف تحولت الحرب ضد الحوثي إلى حرب ضد اليمنيين وكيف تطورت من سعي إلى تحريرها إلى عملية احتلال لأرضها؟ هذه العملية تتم في شبه صمت عربي رسمي وغير رسمي حيث لم تتعرض الجامعة العربية للأزمة اليمنية إلا من حيث توظيفها في تضخيم الدور الإيراني باعتباره الخطر الأساسي والوحيد الذي يهدد دول المنطقة.
لكن المشهد اليوم في الخليج لا يصور دورا إيرانيا بقدر ما يشير إلى تعاظم الدور الإماراتي باعتباره قوة احتلال عسكرية لا في اليمن فحسب، بل كذلك في مناطق أخرى مثل ليبيا ومصر. الخطر الحقيقي يظهر كذلك في تداعيات الدور الإماراتي وفي نجاحه في استدراج السعودية إلى المستنقع اليمني بشكل صار يهدد كامل المدن الواقعة على الحدود بين البلدين، ويهدد كذلك بتفكك مجلس التعاون الخليجي الذي يعيش أخطر الأزمات في تاريخه.
إن رفض احتلال اليمن لا ينفصل عن كل ردود الأفعال العربية والخليجية عندما يتعلق الأمر بالتدخل عسكريا في دولة أخرى واحتلالها مثل الغزو العراقي للكويت من أجل إدانة الغزو والمحافظة على استقلال الدول واحترام سيادتها ولجم الأدوار التخريبية المشبوهة في المنطقة.
بقلم : محمد هنيد