والدي ووعد بلفور شقيقان، ولدا في نفس العام، وكل من سأله: متى ولدت؟ يقول: في عام الوعد المشؤوم، أختي الكبرى والنكبة شقيقتان، وكل من سألها: متى ولدت؟ فتقول عام النكبة، وأخي الأصغر والنكسة شقيقان، ومنذ أن جاءت الصهيونية إلى بلدي والنكبة تتلوها نكبة، والنكسة تتلوها نكسة، وشهيد سقط في الأغوار، تبعه شهيد في جنوب لبنان، وشهيد في غزة، يتبعه شهيد في جنين، وأسير من الخليل يتبعه أسير في الجليل.
غداً يوم مشؤوم مع تنفيذ وعد مشؤوم «وعد ترامب» الأشقر والد ايفانكا الشقراء، زوجة اليهودي كوشنر، اسأل الله ألا يكون هناك فلسطيني شقيق لهذا اليوم، فما أقسى أن تكون مولوداً في عام النكبة، أو فرحك في يوم النكسة، أو عام الحصار، أو عام قتل الجار للجار.
والنكبة تبوح بأسرارها، وأسرارها تكشف من «هان ومن خان ومن باع ومن اشترى»، وحكايات من جاهدوا وضحوا لتنقل الذاكرة من ارض المعركة حكاية، تقول:
«عاد المناضل من ارض معركة «العباسية» في وسط فلسطين، بعد طرد عصابات الصهاينة منها، يحمل على كتفيه بندقيتين، الأولى بندقيته، والثانية بندقية رفيق دربه الذي سقط شهيداً وتمت مواراة جثمانه في ارض المعركة حسب وصيته، كانت أسرة المناضلين تنتظرهما، وحين شاهدت البندقيتين على كتف احدهما، صرخت الزوجة، وارتفع نحيب الأم، وهي تردد الأهزوجة الشعبية الفلسطينية «طلت البرودة والسبع ما طل، يا بوز البرودة من الدم مبتل».
وكان القرار مصادرة البندقيتين، وبيعهما بثمن بخس لحفيد بلفور، وإبقاء الثوار بلا سلاح، لتسقط فلسطين بلدة بلدة، ليكون الخامس عشر عام سقوط كل المدن والقرى رغم وجود جيش عربي عرمرم من مصر والعراق وسوريا والسعودية، جيش سكت وصمت، ووحده الجيش العراقي كشف السر «ماكو أوامر»، ردا على طلب الثوار لهم «قاتلوا أو اعطونا سلاحكم نقاتل»، ماكو أوامر والأوامر صدرت أن ينسحب الجيش العربي إلى خط الدفاع الثاني.
شهداء سقطوا، بيوت هدمت، مجازر ارتكبت، أمة شردت، في وطن أسسه الكنعانيون قبل سبعة آلاف سنة، وأقاموا حضارة، وعلى مدى السنين شهدت فلسطين غزوات وهجرات إلى أن استقرت بعد الفتح الإسلامي الذي سمح لليهود والمسيحيين ولكل الأديان الإقامة في فلسطين، فمر بها كل من وطأ الثرى، من بشر، وقاومت كل من خانها وانتصرت.
فلسطين عربية ستعود، وكما رحل الرومان والبيزنطيون والفرس والصليبيون المتعصبون، ستعود ترفع الأذان في المساجد، وتقرع الأجراس في الكنائس، أو ليس الصبح بقريب.
كلمة مباحة
سأهديك سلسلة صنعها طفل مقدسي ليقدمها هدية في يوم ميلاد جديد لمدينة الصلاة
بقلم : سمير البرغوثي
غداً يوم مشؤوم مع تنفيذ وعد مشؤوم «وعد ترامب» الأشقر والد ايفانكا الشقراء، زوجة اليهودي كوشنر، اسأل الله ألا يكون هناك فلسطيني شقيق لهذا اليوم، فما أقسى أن تكون مولوداً في عام النكبة، أو فرحك في يوم النكسة، أو عام الحصار، أو عام قتل الجار للجار.
والنكبة تبوح بأسرارها، وأسرارها تكشف من «هان ومن خان ومن باع ومن اشترى»، وحكايات من جاهدوا وضحوا لتنقل الذاكرة من ارض المعركة حكاية، تقول:
«عاد المناضل من ارض معركة «العباسية» في وسط فلسطين، بعد طرد عصابات الصهاينة منها، يحمل على كتفيه بندقيتين، الأولى بندقيته، والثانية بندقية رفيق دربه الذي سقط شهيداً وتمت مواراة جثمانه في ارض المعركة حسب وصيته، كانت أسرة المناضلين تنتظرهما، وحين شاهدت البندقيتين على كتف احدهما، صرخت الزوجة، وارتفع نحيب الأم، وهي تردد الأهزوجة الشعبية الفلسطينية «طلت البرودة والسبع ما طل، يا بوز البرودة من الدم مبتل».
وكان القرار مصادرة البندقيتين، وبيعهما بثمن بخس لحفيد بلفور، وإبقاء الثوار بلا سلاح، لتسقط فلسطين بلدة بلدة، ليكون الخامس عشر عام سقوط كل المدن والقرى رغم وجود جيش عربي عرمرم من مصر والعراق وسوريا والسعودية، جيش سكت وصمت، ووحده الجيش العراقي كشف السر «ماكو أوامر»، ردا على طلب الثوار لهم «قاتلوا أو اعطونا سلاحكم نقاتل»، ماكو أوامر والأوامر صدرت أن ينسحب الجيش العربي إلى خط الدفاع الثاني.
شهداء سقطوا، بيوت هدمت، مجازر ارتكبت، أمة شردت، في وطن أسسه الكنعانيون قبل سبعة آلاف سنة، وأقاموا حضارة، وعلى مدى السنين شهدت فلسطين غزوات وهجرات إلى أن استقرت بعد الفتح الإسلامي الذي سمح لليهود والمسيحيين ولكل الأديان الإقامة في فلسطين، فمر بها كل من وطأ الثرى، من بشر، وقاومت كل من خانها وانتصرت.
فلسطين عربية ستعود، وكما رحل الرومان والبيزنطيون والفرس والصليبيون المتعصبون، ستعود ترفع الأذان في المساجد، وتقرع الأجراس في الكنائس، أو ليس الصبح بقريب.
كلمة مباحة
سأهديك سلسلة صنعها طفل مقدسي ليقدمها هدية في يوم ميلاد جديد لمدينة الصلاة
بقلم : سمير البرغوثي