+ A
A -

جاءت عملية طوفان الأقصى كرد مباشر على اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وعلى المحاولات الرامية إلى تهويد القدس والضفة الغربية، بعد أن تراجعت جميع الخيارات السياسية، وبات واضحا أن محاولات تصفية القضية الفلسطينية وحسم الصراع لصالح إسرائيل تمضي دونما رادع على الإطلاق، فكان الخيار الأكثر فاعلية هو المقاومة العسكرية من غزة، والتي صممت شكل المعركة الحالية كي تعطل مسارات تصفية القضية وتجاوز الفلسطينيين عبر مسارات مختلفة.

بالأمس اقتحم عشرات المستوطنين الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية، وقامت شرطة الاحتلال، المتمركزة على أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى، بمنع الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى، ما تسبب بانخفاض أعداد المصلين، ما يعني أن سلطة الاحتلال ما زالت على مواقفها العدوانية، وهي ماضية في محاولاتها الرامية إلى تهويد الأقصى وكل القدس والضفة الغربية، وما نراه في غزة من حرب إبادة وحشية، وصلت معها أعداد الشهداء إلى حوالي «22» ألفا، وعدد الجرحى إلى نحو «58» ألفا، يؤكد أن إسرائيل ليست في وارد التجاوب مع أي حلول، وأن ما يتم طرحه اليوم حول حل الدولتين لا يحظى بأي قبول من جانب الحكومة الإسرائيلية.

ومع انعدام الأفق السياسي القائم على الشرعية الدولية، فإن المؤامرة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية تأخذ أخطر أبعادها على الإطلاق، ما يعني دخول المنطقة بأسرها في حالة من عدم الاستقرار ما لم يبادر المجتمع الدولي إلى وقف هذا العدوان، وإجبار إسرائيل على الانخراط في عملية سلمية حقيقية.

copy short url   نسخ
03/01/2024
60