دفع الشعب الفلسطيني بالأمس العشرات من الشهداء فيما يعرف بمسيرة العودة التي يحيي فيها الفلسطينيون الذكرى السبعين لنكبة فلسطين. وهو نفس الوقت الذي افتتحت فيه في القدس السفارة الأميركية بحضور ابنة رئيس الولايات المتحدة الأميركية وزوجها الداعم الأكبر للكيان الصهيوني. الحدث هام وخطير جدا لأنها المرة الأولى التي تجرؤ فيها الإدارة الأميركية ومنذ 1995 سنة إصدار قانون نقل السفارة على تبني خطوة من هذا النوع في استفزاز مباشر لملايين العرب والمسلمين. لكن الثابت الأكيد هو أن خطوة كهذه ما كانت لتكون لولا أن السياق الذي حدثت فيه كان سياقا مناسبا وملائما لتنفيذها وهو ما يسمح بأبداء الملاحظات التالية:
لا يقتصر السياق على المنطقة المشرقية التي تمثلها دول الطوق الفلسطيني ونقصد بها الأردن ولبنان ومصر لكن السياق يشمل كل الأحداث التي تعرفها المنطقة المشرقية من الأمة من اليمن وصولا إلى تركيا على الحدود السورية. هذا السياق الذي يرتسم جغرافيا أولا يرتسم كذلك حدثيا عبر مناطق التوتر التي تعرفها المنطقة في سوريا وفي اليمن وفي مصر وفي ليبيا وكذلك في تونس بما هي مجالات الربيع العربي الذي عرف ثورات شعبية سلمية.
بناء عليه فإن نقل السفارة الأميركية إلى القدس مع ما يعنيه من اعتراف بسلطة إسرائيل على كل المدينة لا بد أن يقرأ في إطار مسار ثورات الربيع بما هي أهم حدث سياسي عرفته المنطقة خلال العقد الأخير. الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يتنزل أيضا في إطار الأزمة الخليجية وما أفرزته من حصار قطر الذي يظهر اليوم أنه جزء لا ينفصل عما سمّي «صفقة القرن». الورقة الفلسطينية أو القضية الفلسطينية لا تزال وستبقى محور محاور الصراع الأكبر الذي تخوضه الأمة ضد أعدائها لكن نفس هذه القضية تحولت في السنوات الأخيرة إلى عبء ثقيل يثقل كاهل النظام الرسمي العربي. وهو ما يظهر عبر كل عمليات التنازل التي تقوم بها الأنظمة العربية وعمليات التطبيع السرية والعلنية التي ظهرت أخيرا خلال أزمة الخليج الأخيرة.
لاشك أن النظام السياسي الرسمي العربي الذي أصبح مهددا في أسسه بعد ربيع الشعوب صار أشد هرولة نحو كل أشكال التطبيع من أجل المحافظة على وجوده. فالتنازلات التي نرى ليست تنازلات مجانية بل هي تتم في إطار صفقة تحافظ بها القوى العالمية وعلى رأسها الأميركية على الأنظمة العربية مقابل الحصول على القدس وعلى ثروات الشعوب.
إن حصار قطر ومحاولة انقلاب تركيا الفاشلين وكذا انقلاب مصر الدامي إنما تدخل كلها في إطار هذه الصفقة التي تحتاج إلى كانت تحتاج إزاحة كل العناصر التي قد تفسدها أو قد تفضحها.
بقلم : محمد هنيد
لا يقتصر السياق على المنطقة المشرقية التي تمثلها دول الطوق الفلسطيني ونقصد بها الأردن ولبنان ومصر لكن السياق يشمل كل الأحداث التي تعرفها المنطقة المشرقية من الأمة من اليمن وصولا إلى تركيا على الحدود السورية. هذا السياق الذي يرتسم جغرافيا أولا يرتسم كذلك حدثيا عبر مناطق التوتر التي تعرفها المنطقة في سوريا وفي اليمن وفي مصر وفي ليبيا وكذلك في تونس بما هي مجالات الربيع العربي الذي عرف ثورات شعبية سلمية.
بناء عليه فإن نقل السفارة الأميركية إلى القدس مع ما يعنيه من اعتراف بسلطة إسرائيل على كل المدينة لا بد أن يقرأ في إطار مسار ثورات الربيع بما هي أهم حدث سياسي عرفته المنطقة خلال العقد الأخير. الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يتنزل أيضا في إطار الأزمة الخليجية وما أفرزته من حصار قطر الذي يظهر اليوم أنه جزء لا ينفصل عما سمّي «صفقة القرن». الورقة الفلسطينية أو القضية الفلسطينية لا تزال وستبقى محور محاور الصراع الأكبر الذي تخوضه الأمة ضد أعدائها لكن نفس هذه القضية تحولت في السنوات الأخيرة إلى عبء ثقيل يثقل كاهل النظام الرسمي العربي. وهو ما يظهر عبر كل عمليات التنازل التي تقوم بها الأنظمة العربية وعمليات التطبيع السرية والعلنية التي ظهرت أخيرا خلال أزمة الخليج الأخيرة.
لاشك أن النظام السياسي الرسمي العربي الذي أصبح مهددا في أسسه بعد ربيع الشعوب صار أشد هرولة نحو كل أشكال التطبيع من أجل المحافظة على وجوده. فالتنازلات التي نرى ليست تنازلات مجانية بل هي تتم في إطار صفقة تحافظ بها القوى العالمية وعلى رأسها الأميركية على الأنظمة العربية مقابل الحصول على القدس وعلى ثروات الشعوب.
إن حصار قطر ومحاولة انقلاب تركيا الفاشلين وكذا انقلاب مصر الدامي إنما تدخل كلها في إطار هذه الصفقة التي تحتاج إلى كانت تحتاج إزاحة كل العناصر التي قد تفسدها أو قد تفضحها.
بقلم : محمد هنيد