ظلت السياسة العمانية ثابتة على مواقفها ومشرفة تجاه القضية الفلسطينية ولا يمكن لأحد أن يزايد عليها أو يقلل منها. وقد ظل المجتمع الدولي ومجلس الأمن يتبنى تطبيق المعايير المزدوجة بشكل خطير أدى لسقوط القناع في غزة المحتلة.
اليوم نحن أمام مشهد سياسي، عرف من عرف، وسقط من سقط، فلا أهل الديمقراطية صدقوا ولا ثبتوا على مبادئهم، ولا الاشتراكيون تنازلوا عن مبادئهم، وعرف العالم أجمع أن الغرب بشكل عام لا يتعامل بمصداقية، بل يكيل بمكيالين، وأن الصهاينة يجب الدفاع عنهم ومساعدتهم بكل الأدوات ليظلوا قوة وبعبعا في المنطقة!
ولكن هذا الجيش الذي لايقهر، انكشف عنه القناع، وظهر جليا بأنه لا يملك أي قوة تجعله بعبع المنطقة، وأنه لولا الدعم الأميركي والغربي، لأصبحت كتائب القسام تسيطر على تل الربيع من جديد، فالآلة الإعلامية الغربية انكشفت ومن يدعمها.
سقط القناع عن الدولة التي لا تقهر، ولدينا شهادات ووقائع حية من ميدان الحرب والهدنة، ولكن فاض الكيل ولم يعد القلب يحتمل رؤية صور القتل لأطفال وشيوخ ونساء، والعالم العربي والاسلامي صامت بلا حراك مؤثر سوى التنديد والاستنكار والشجب، فرحم الله القادة العظماء أصحاب المواقف التاريخية!
سقط القناع، وعرفنا كعرب ومسلمين أصدقاءنا وأصحاب الضمائر الحية والمواقف الإنسانية الذين طردوا السفراء وأوقفوا التعامل مع إسرائيل واتخذوا مواقف مشرفة نوعا ما، بخلاف الآخرين الذين ظلوا يشاهدون التلفاز والإبادة الجماعية للأطفال والكبار وبحق كل أشكال الحياة في غزة دون تحريك ساكن للضغط على الدول الكبرى والمؤثرة لوقف هذه الحرب بأدواتهم الناعمة وغيرها.
سقط القناع وفاض الكيل، ونحن ننتظر كل يوم من القادة العرب والمسلمين قرارا وموقفا جماعيا ضد الكيان الصهيوني المتعجرف ومن يسانده بقطع العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية وغيرها.
سقط القناع عن الدول والقادة الذين يتشدقون بالديمقراطية والحريات، وعن الكثير من الدول وهم يزودون إسرائيل بالغذاء وبكافة أنواع الأسلحة والقنابل لقتل الأطفال والشيوخ والنساء، فأي دول وقادة أنتم وعن أي إنسانية وديمقراطية تتحدثون.
سقط القناع، وأصبحت الشعوب من مشرقها لمغربها تعرب مواقف الشرفاء ولا يصدقون كلامكم المعسول، فانكشف القناع، وسقطت ورقة التوت في غزة، وانكشف المستور، وعرف العالم من هي إسرائيل ومن هي القوى العظمى، وما هي التكتلات والدول الأنسب والأصلح للتحالف معها.
سقط القناع، بعد أن دمروا دولا عربية، واحتلوا مناطق نفطية، وزرعوا الفتن والشقاق بين الشعوب، وأسهموا في إسقاط دول وقادة لعدم السير على مبادئهم، وسارعوا في الإعلان عن شرق أوسط جديد وفشل، وعن.. وعن.. وعن.. وفشلت ايضا، لأن الدين واحد والرب واحد ولا يمكن الإسهام في تحقيق أهداف الصهاينة من البحر للنهر!
سقط القناع، لذا فعليكم أن تدركوا يا عرب أن بعد غزة ورام الله ستكون هناك ورقة اخرى لتسقط، وأن التوسع سيطول وينتشر، وأن الصمود الفلسطيني ودعمه هو لمصلحتكم ومصالح شعوبكم، وأن أميركا والغرب وإسرائيل كما أسقطوا الشاه وغيره، وقسموا السودان واحتلوا العراق ودمروه ونهبوا ثرواته، ودمروا سوريا، فهم ما زالوا مستمرين في تنفيذ خططهم من خلال تقسيم المقسم والسيطرة على الثروات ونشر ثقافتهم الغربية، لذا عليكم أن تتجاوزوا الصمت وتخرجوا في هذا العام الجديد بحلول ومواقف كما كان يفعل القادة العظماء، فحالة الصمت لن تمر مرور الكرام عند رب العالمين، فالمجتمع الدولي اقر اتفاقَ أوسلو وعليه أن يفي بوعوده، وإقامة دولة للفلسطينيين.. والله من وراء القصد.